البطالة … حالة من الاحباط وسط الشباب

العطالة .. اخطر مهددات السلام الاجتماعي برزت للسطح بصورة واسعة خاصة في اعقاب تبني الدولة سياسات التحرير ويري الخبراء المختصون بالشان الاقتصادى الى ان حالة الركود الاقتصادى التي تجتاح العالم اضافة الي المتغيرات السياسية ضاعفت من بروز مشكلة العطالة كما ان تخلي الدولة عن مسئوليتها الاجتماعية عندما انتهجت التحرير لتبرز الأعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل.
الشباب من الخريجين هم اكثر الفئات الاجتماعية تاثرا بالعطالة لا يخفون تبرمهم من سياسات الحكومة التي يرون انها اس البلاء كما اسهم تفشي ( المحسوبية ) في ضياع الفرص المتاحة ولا تخفي شريحة الشباب ياسها لعدم وجود سياسة حكومية قادرة علي رسم مستقبلهم فضلا عن تلكؤ الحكومات المحلية في استثمار الاموال المخصصة سنويا لمشاريع التنمية التي تعني بتوفير فرص العمل المستمرة .
يقول محمد صالح النعيم بان اغلب الشباب بات يفكر في امرين لاثالث لهما فاما الجلوس علي ناصية الشارع والتسكع في الطرقات واما الحصول علي مساحة في احد الاسواق .
يقول محمد صلام الحاج ان من سلبيات البطالة انعكاسها علي تصرفات الشباب فهي تخلف عندهم حالة من عدم الثقة بالنفس فالعطالة هادمة الطموحات والاحلام ومعظم المشاكل التي يعاني منها الشباب سببها والمجتمع فالتفتوا الي الملهيات من فضايات وغيرها لقد اسهمت العطالة في تهميش اصحاب القدرة والمبادرات الذين تقوقعوا بعيدا وباتوا يتعاطون في هموم البلاد بسلبية وحالة من اللامبالاة ونسوا مقولة انهم عمادة الامة وانهم من يرفعون شانها .
نهي محمد خريجة احدي الجامعات العريقة هندسة كهربائية بمرتبة شرف ولكنها لم تعين كمساعد تدريس كما ظل متبعا وقدمت لاكثر من وظيفة حتي في التخصصات الادني من مجالها ولم توفق برغم مؤهلاتها العلمية التي تفوق الكثيرين فهي بالاضافة لدراستها للهندسة تجيد الحاسب الالي واللغة الانجليزية واخبرتنا نهي انها تخرجت منذ العام 2006 م ومازالت عاطلة عن العمل وقد فكرت في عمل الماجستير ولكن ظرف والدها المادية لا تحتمل المزيد من المسئوليات فهي من اسرة محدودة الدخل وبالرغم من الشهادات فقد يئست من العمل في مجالها بالقطاع الحكومي وتفكر نهي في افتتاح مكتبة للادوات المدرسية وتحويل الرصيد اما محمدعلي 31 سنة ويبدو علي وجهة الاستياء والضجر مما ال الية فقد اخبرنا انة تخرج من جامعة النيلين ادارة اعمال ولم يحصل علي فرصةالعمل وفضل الاحتفاظ بالشهادة في البيت وافترش الطريق لبيع البضائع وذكر بان الشارع هوالجهة الوحيدة التي ولم يعد يفكر في المستقبل فالشهادة لم تعد تفيده في بلده خاصة ان عمره تجاوز السن القانوني للتعيين بحسب الشروط الجديدة عند تقديم الاوراق لذلك يفكر بالهجرة ولكنه يفتقر لما يمكنه من الهجرة
هاجر حسن 25 سنة ابتدات قائلة بامكانية حل مشكلة البطالة بعد ان يكتفي الكبار ويحققوا مصالحهم الحزبية وبعد ان يستفيد الاهل والاقارب من بعد ذلك يمكن التفكير بشريحة الرجرجة .
الخرطوم : نسرين حسين
صحيفة الصحافة
بطاله عشان لانو الشغل محصور فى مكان واحد