منى سلمان

من الشُمّارة للخمّارة

[ALIGN=CENTER]من الشُمّارة للخمّارة !![/ALIGN] لحبوباتنا زمان وصية خلبوصة ولطيفة، يوصين بها البنات حديثات العهد بالزواج .. تقول الوصية:
الراجل ما تخلي ليهو القرش في يدو .. من الشُمّارة للخمّارة !
كانت الزوجات قديما يشعرن بالتوجس من سياسة الرجال في إدارة المال وتوفير ما زاد عن الحوجة، وقد تصاب الواحدة بـ (حِسكِنّة) مزمنة ويسرح الفأر ويمرح في (عِبّها)، اذا ما اكتشفت بالصدفة ان زوجها يحتفظ بمبلغ مالي كبير دون علمها، ولو كان على سبيل توفير (القرش الابيض لليوم الاسود) .. فأول ما سيتبادر لذهنها هو الشعور بالخديعة والنية المبيتة للخيانة .. لأن ميل الرجال لـ لملمة القروش بـ (الدس) في ذاك الزمان كان غالبا ما يكون فوق راي !!
أما في الزمن العلينا، فمن الظلم أن يتهم الرجال زوجاتهم بانهن يخشين من توفر المال بين يدي الزوج، ومن أن ذلك المال سيدفعه لا محالة للتفكير في اوجه جديدة للصرف، لعل اهونها شرا هو (التطبيق) لأن (المال الزايد بيعلم العرس)، وإعتقادهم الخاطئ بأن الزوجات يملن لاتخاذ تدابير وقائية ويمارسن على أزواجهن سياسة (تنفيض الجيوب الاحترازي) أول بي أول، لتبديد ما زاد عن الحاجة من المصاريف تحسّبا !
وتلك لعمري تهمة تظلم النساء (ظلم الحسن والحسين)، لان النساء صارن على يقين من خطأ تلك النظرية التي اثبتت فشلها، فالزوج الذي يرغب في الزواج مرة ثانية لن يشكّل له كثرة المال أو قلّته عايقا يحول دون تنفيذ نيته في التطبيق، بل اتضح أن العكس هو الصحيح فـ الرجال (المقشّطين) هم أكثر الازواج ميلا للبحث عن مصدر دخل اضافي يعينهم على تحمل اعباء المعيشة ..
وبعيدا عن متاعب السعي لاقتناء الرقشات وغيرها من مصادر الدخل الاضافي الموعودة بالفشل، يكون الزواج من (عانس) أو (عزبّة) غنية هو اسهل وافضل الاختيارات عند المفاضلة بين تلك المصادر البديلة، .. ولو لا خوفي من (الشِبك) لقلت ان الكثير من الزوجات صارن لا يجدن بأسا في مداعبة ازواجهن بالقول:
كدي اتلحلح وشوف ليك مرة غنيانة .. أكان نضوق الراحات وفوق جاة الملوك نلوك !
إذن فغضب الزوجة من الزوج عندما تكتشف انه (مدكّن ليهو قريشات) من وراء ظهرها، ليس لخوفها من رغبته في الزواج مرة اخرى، ولكن من وجهة نظر شخصي الضعيف لان هذا التصرف:
أولا: يعبّر عن عدم ثقة الزوج في حسن تدبير زوجته للمال وبالتالي يدعّم ذلك التصرف – قيام حاجز نفسي مبني على التكتم وحجب الاسرار بين الطرفين.
ثانيا : لا يمكننا الاطمئنان لاننا سنخلد في الدنيا فالموت سبيل الاولين والآخرين .. معلق في الرقاب .. يعني الراجل ده كان قال كدي (تكا رقبتو) وجك مات .. زوجتو المسكينة دي مش حا تكون ما عارفة مالو من حالو؟
والقروش الداسيها دي لو مدفونة تحت طوبة حا تأكلا الأرضة، ولو خاتيها في بنك حا تروح شمارة في ورقة !!
بينما يرى بعض ضيقي الأفق من الازواج التقليدين سيئي الظن في نسوانهم، أن (الفلاحة) تقتضي منهم الاحتفاظ بفائض توفيرهم من المال للظروف الطارئة بعيدا عن ايدي واعين الزوجات، تعتقد الفئة الأخرى من الازواج (المودرن) أن من واجب الزوج مشاركة زوجته في الهموم والاحلام وتدبير الهينة والقاسية معا، ويؤكدون على ضرورة التمسك بـ (الشفافية) في التعاملات المالية بين الزوجين، سوى ان كان المال (مال) الزوج أو (ماهية) الزوجة .. لان الحالة واحدة ولا فرق بين قروش الاثنين.
أما السواد الأعظم من الازواج فلا يتنازلون عن قناعتهم الراسخة بإبقاء الزوجات بعيدا عن شئون تصريف المال عموما، بحجة ان النساوين مغرمات بالصرف البذخي ولا يقدرن مدى الجهد الذي يبذله الازواج من اجل كسب المال الذي يبددنه في الفارغة والمقدودة كشراء العدة والملايات والستائر .. وتلك لعمري هي الفئة الظالمة .. قولوا لي ليه ! .. قلتوا لي؟
من يعتبر أن نسوان – الزمن ده بالذات خمجانات أو مبذرات، فهو يناقض نفسه وينكر المعلوم من الدَين – فتح الدال بالضرورة، وإلا كيف تستطيع الزوجة المسكينة التفوق على الحواة في الشقلبة وقلب الهوبة لتدبير اللقمة البياكلوها حتى آخر الشهر، بـ شوية القريشات التي يلقى بها الزوج لزوجته من باقي الماهية .. فلولا حسن تدبير النساء لجاع الرجال ولم يجدوا ما يسدوا به الرمق من يوم خمسة في الشهر .. وللا ما كدي يا أخياني ؟

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫4 تعليقات

  1. جميل اختنا منى لكنني اطمع في مقال اسكندارني يعيدنا الي الزمن الجميل ، النقي .. الذي لم يتكرر حتى الان … ما بين محطة الرمل ومحمد اجمد وجريدة المساء الحارة … تقول عيشة مارقة من الفرن ياداب … والترام… .النصر …وسيدي جابر… وباكوس ..مرورا بالجامعة والقائد ابراهيم والشبان المسلمين والازاريطة .. والابراهيمية وكامب شيزار واسبورتنج واختها وكيلوا باترة واختها …. وسيدي جابر المحطة والمجري الماشي القاهرة (مصر) واستانلي وبلكلي والعصافرة وووو الخ وسينما اوديون ورويال وريالتو ووو الخ وشارع الكورنيش .. والجيش …والعجمي … والمنتزه والمعمورة وذلك الجمال الاخضر …. ومكتبة الاسكندرية وزنقة الستات … ومحرم بك … وشارع السودان وميدان الخرطوم ( ميدان الساعة ) على ما اذكر …والدار بشارع ابوقير (جمال عبد الناصر) وطبع فول وفلافل وحيد ….وحلاوة الناس في البلد الفريد …. شنو رأيك ؟؟ دمتي …

  2. والله يا منو إنتي دايماً تتحفينا بي مقالاتك…؟
    وبالمناسبة عندي ليك موقف حصل لأحد المغتربين مع زوجته..؟
    لما جاء زيارة من بلاد الغربة قام أداها ربطة قروش من أبو عشرة ألف وتحت القروش خته جواز سفرو….وقال ليها هوي يا مره أسحبي من القروش دي وصرفينا ويوم توصلي الجواز دا أديني ليهو لأنو أجازتي معاك مربوطة بالقروش دي ((يعني لما تنتهي القروش دي معناها إنتهت الإجازه وأسافر أخليكم )) قال ليك المره دي تباصر في القروش دي 6 شهور عشان بس تكون قريبة من الحبيب …ولما زهجت وضاق صدرها ناولته الجواز.. قام قاليها ماشاء الله القروش دي فيها بركة كفتك لي ستة شهور….قالت ليهو ((بيني وبينك جوازك دا لاقاني قبل أربعة شهور لكن ربنا يخلي الأخوان هما اللي كانو يصرفوك…!!)
    يعني المرأه دي كانت تباصر وتجاسف من جيوب وبيوت أخوانها…..؟ يا سبحان الله

    ولله درك يالمنينة لقد نكأت الجرااااااااااح…!!!

  3. انتي يا منينه يا ختي قولتي يا اخياتي لكن انا بحشر نخرتي مع اخياتك ديل
    صحي هن دباراااااااااات ونجاض وبجيهن رقبتن بالعندهن والما عندهن والرزق ده ترى من الله وكان للملايات والعده الزمان كان ببعزقن فيهن القروش هسي بقن ابدلنهن بي هدومنا يعني كدى كدى البعزقه حاصله0

  4. 😉 يا مخلوطه بي حس انسان ..يامجدوله بي كل جمال والله يا منو كل ما نقول الليله حلوه نلاقيك بكره احلي:cool: 😎 😎 😎 وجد ما عرفناك لحدي هسع جاده ولا هزليه