منى سلمان
المغترب .. الـ خيرو لـ غيرو ؟
ملت على صديقة طفولتنا وجارتنا التي كنا في ضيافتها وسألتها في حيرة:
يختي ديل ياهم المغتربيين ذاااتم الكنا قاعدين نلاقيهم جوة في جّدة ؟
أجابتني بأن (كلنا وكت نجي نرجع السودان بنحت شقا الغربة ونلبس آخر ما عندنا، ما تشوفي الجماعة ديل وتعجبك نورتم .. دي نورة الساونا وأجرك علي الله) !
عندما تجبرك الظروف للسير بين (جخانين) أحد أسواق مدينة (جدة) الشعبية .. (الحراج) أو (باب شريف)، قد يلتبس عليك الأمر فتحسب انك لم تغادر بلدك السودان، فـ الحر حر بورتسودان أما الملامح والوجوة السمراء التي أجهدها الكد وغطّاها شقاء الغربة بالغبرة، فتجعلك تكاد تجزم بانك تسير بين زقاقات (سوق ليبيا)، وأن من حولك إنما هم طلّاب اللقمة الحلال الباحثين عنها في شقوق الرزق الضيقة .. هنا أو هناك فـ الحال واحد
ربما لا يماثل الوجود المكثف للسودانيين المتواجدين في بقالات ودكاكين وأسواق مدينة (جدة) غيره من تجمعات سودانيين الخارج، إلا هؤلاء الذين يسعون بين شوارع العتبة ومقاهي الحسين وحي عابدين في مدينة القاهرة، غير أن الكثيرين من سالكي دروب وشعاب (جدة)، رسم الزمن على ملامحهم قناع من الرهق والمعاناة، وحالهم مِن حال مَن غني:
(أنا حالي في بعد الوطن .. دفعني ضي العين تمن) ..
جاءتني مكالمة تلفونية أصر صاحبها على أن يوصل لي صوته .. أخبرني أن كل ما كتبته عن المغترب (جاد الله)، الذي صرف كل شقا سنين غربته في تحقيق آمال وأحلام الأخرين، وعاد ليبدأ حياته من جديد وإن لم يتخل عن طبعه المحب للجود بالموجود ولا تهنأ له اللقمة (في لقا في عدم) دون أن يتشاركها مع غيره .. قال لي صاحب المكالمة أنني كنت وكأنني أحكي عنه بصورة شخصية، فقد كان هو أيضا (خيرو لـ غيرو) يشقى ليحقق أحلام آله وذويه طوال السنين التي عاشها في غربته، قبل أن يضع حدا لنزف المعاناة ويركب أول طائرة ليعود ..
يسافر السوداني للخارج وكاهله ينوء بحمل عبء المسئولية عن تحقيق كل أحلام أحبته الممكنة وبعض أحلامهم الجميلة والمستحيلة .. يحمل حب الوطن ويذهب بعيداً ليبدأ في تكوين نفسه، ولكن بعد مرور السنين يكتشف أنه قام بـ (تكّوين) الكل إلا نفسه .. ويكتشف أنه سافر بعيداًً ليهرب من البلدة الطاردة لعرق بنيها وخبرات سواعدهم السمراء، فيجد أن معاناته الحقيقية قد بدأت يوم أن غادر ليلحق بـ قطار الهم ..
يشترك مغتربينا في القبل الأربعة في حمل الهم عن القدامهم ومن تركوهم وراهم، ويحلمون بيوم العودة عندما ينصلح الحال ويعادل الجنية الدولار، ولكن مغتربين السعودية بصورة خاصة حالهم يحنن الطير في سماه، فهم فوق للعليهم رهيني المحبسين لا يجدون وسيلة ترفية عن أنفسهم سوى مصاقرة الزوجات والتلفزيون ومتابعة تنطيط العيال بين أرجاء الشقة بصبر أيوب، أما العزّاب من الشباب فهم يعانون حالة من الدبرسة وعدم الموضوع وعدم الإنسجام مع من حولهم .. فالمغترب الشاب الذي تعود على زيارة الخالات والعمات والأهل، وعلى قعاد الضللة وونسة المغارب جوار دكاكين الحي، يقبع في غرفته بعد حضوره من الدوام مجهدا ليقضي ليلته مع التلفيزيون لا يخرج من غرفة السكن إلا لشراء الأكل من المطاعم أو التنقل بين واجهات المحلات التجارية، علّه يجد في ملاقاة الوجوه السمراء بعض العزاء، وربما شغل نفسه بشيء من المشاغلة ومراقبة الحسان .. بتحصل ما تنكروا !
لم تعد تبهرني هيئة مغتربينا في المطارات ، بعد أن خبرت عنهم – بالمعايشة – أن الكثيرين منهم عندما يعزمون على العودة في الاجازات يرتادوا مراكز الساونا والتجميل لزوم الصنفرة وحك الكدوب، لا ليكذبوا بل ليجملوا الواقع الاليم .. ليس من باب (شوفني) والتي تحصل فقط من بعض المنفصمين، ولكن حتى لا يشعرون احبابهم بمعاناتهم وأنهم كانوا في ليل غربتهم مجرد شمعات تضيء لتنير الطريق لـ عقابهم الباقين.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
اخي عبدو جاء للغربة يحمل معه هموم جميع اهله وكأن الحال يفرض عليه ليقوم مقام الجميع في كل شيء… يرن الجوال فيجد الرقم السودان … يقطع الإتصال مس كول .. يعني حتى حق المكالمة ما عاوز يخسرو .. يتصل عبدو فيجده ابن اخوه .. بعد تشريفات التحيات يطلب من عبدو حق رسوم الجامعة.. فيرد عبدو ابشر مافي عوجة .. والعوجة في من يوم دخل عبدو السعودية … يستلف عبدو المبلغ ويرسله لابن اخيه .. تمر اسابيع قليلة وعبدو لم يلتقط انفاسه … تاتيه مكالمة من السودان مس كول صغييييير .. يرد عبدو .. فتقول له اخته يا اخوي ما عندي براك وبيتي عاوز اقع فوقنا.. وتاتي اجابة عبدو ابشري عاوزة كم فتقول مليونين .. فيقول ليها عبدو ابشري بتصلك قريب.. وهكذا تتوالى الصور ابيض واسود وملون من جميع الالوان والفنون المريض ، العليهو دين ، العاوز يعرس ….الخ … ويستمر الحال وبشق الانفس يتمكن بعد ثلاث سنوات لزيارة اولاده.. والعجيب في الامر الجماعة الذين كان يقضي حوائجهم لما شافوهو خالي الوفاض … قالوا ليهو انت غربتك طلعت فالسو وللا شنو جائي ايديك فاضيات..
الاستاذة منى :
تحيات طيبات وزكيات مباركات..
(ان الكثيرين منهم عندما يعزمون على العودة في الاجازات يرتادوا مراكز الساونا والتجميل لزوم الصنفرة وحك الكدوب، لا ليكذبوا بل ليجملوا الواقع الاليم .. ليس من باب (شوفني) والتي تحصل فقط من بعض المنفصمين، ولكن حتى لا يشعرون احبابهم بمعاناتهم وأنهم كانوا في ليل غربتهم مجرد شمعات تضيء لتنير الطريق )
هذا هو نهاية حديثك الذي اوردتيه بادب وذوق تعزين فيه اهلنا في الخارج ونعمت من تعزية فهم ونحن دوما نحتاج الى من يخفف عننا مصائب الغربة وسلبياتها العديدة..
مثل هذه المفردة الاخيرة ايتها الكريمة هي التي تجعلنا نقول لك انك تحسنين وتبدعين حقا وهو ما نفقده في صحافتنا التى لايسلم منها الا القليل من اساليب الانتقاد العشوائي والتطبيل الاكثر عشوائية..
دمتي ودامت محبة قرائك لك .. 😎 😎
لا تنكئ الجرح القديم فإني نستشرق فجراً جميلاً
تتالغين كل يوم بكتاباتك الرائعه وكل يوم تفردي الشراع لشريحه مهمه من المجتمع
نجزم ونوكد علي معانات اهلنا المغتربين بالزات في السعوديه من مساهمات وتلبية
رغبات (العقاب)من الاهل والاحباب والاصدقاءدون كلل او ملل وياريت لو كان متلقي
هزا الخير الوفير ان يشكر ويحمد الله ان منا الله عليه بهزا المغترب الزي يحترق ليضي للاخرين .(الامن رحم الله).
(انشاء الله يرد غربتهم بالسلامه لديار الاحباب سالمين غانمين).
نسيتي شئ اختي الفاضله….. بعد تكوين الكل هذه تسمعي بأم اذنيك ومن اقرب الاقربين الذين ياما ارسلتي لهم وزوقتي من الدوام لكي تقفي في طابور البنك لكي تحولي لهم ما طلبوه: ( انت مافي السعوديه لك تسعين سنه عملت شنو)؟؟!1 في حين ويشهد الله هؤلاء الذين يتصلون (مس كول) و يطلبون منك وضعهم وهم في السودان احسن من المغتربين مليون مره ويكفي راحة البال التي هم فيها….وفي النهاية الغربه غشاشة وبكايه ومستهبله وللاسف الشديد الكل عاوز يشابي ويحصله،،،،،،،،،،،،.
((أما العزّاب من الشباب فهم يعانون حالة من الدبرسة وعدم الموضوع وعدم الإنسجام مع من حولهم .. فالمغترب الشاب الذي تعود على زيارة الخالات والعمات والأهل، وعلى قعاد الضللة وونسة المغارب جوار دكاكين الحي، يقبع في غرفته بعد حضوره من الدوام مجهدا ليقضي ليلته مع التلفيزيون لا يخرج من غرفة السكن إلا لشراء الأكل من المطاعم أو التنقل بين واجهات المحلات التجارية، علّه يجد في ملاقاة الوجوه السمراء بعض العزاء، وربما شغل نفسه بشيء من المشاغلة …ومراقبة الحسان .. !!بتحصل ما تنكروا !)))
هييييي يا منو دا ما أنا زاااااااااتو…..!!
بالذات مراقبة الحسان…جبتيها في الجرح عديييييييل….؟
لكن الساونا والصنفرة قاعد نعملها طوالي مع كل تنعيمة أو حلاقة…ما وقت السفر وبس….؟
يديك العافية ياست الكل وأميرة الصحافة….ويارب السودان دا تجيهو ليلة القدر كدى ويبقى كلو دهب وبترول وألماس ويورانيوم وخيرات كثييييييييييره عشان نرجع البلد ونسعد بقرب الأهل والأحبة… وعلى الله ما بعيدة !!
الكلمات كثيرا ما تكون بلسما شافيا ورب كلمة وجيزة تفعل فعل السحر في كثير من الناس ..والكثير من مغتربيننا كلمات من هذه الشاكلة تشفى الكثير من جراحاتهم التي يسببها لهم ذوي القربى والاصحاب من حيث يدرون ولا يدرون..
كلماتك استاذتنا الكريمة ككلمات يوسف الصديق لاخوانه ;( لا تثريب عليكم )
وهم قد اخطاوا في حقه وانت لم تخطاي في حق احد .. ولكنك اطلقت كلمة حق في حق جزء عزيز علينا من اخواننا لعلها تكون زادا لهم في هم الغربة ورهق الابتعاد عن الاهل.
تحية مرة اخرى لك ولاخوة الغربة فكل غريب للغريب نسيب
للاسف يا استاذة منى كتير من الاهل السودانيين فاكرين اولادهم فى ديار الغربة هذه ماكلينها بى معالق دهب وخامين من تلال ذهب وما عارفين او عقولهم لا تستوعب ان تعرف ان المغتربين ديل افقر بشر واتعب بشر وازل بشر وبدفعوا ضرائب مركبة من عمرهم وصحتهم وكرامتهم فى مقابل لا يغنى ولايثمن من جوع – ولو عرفوا حقيقتهم لازم ينصحوهم بالرجوع وان شاء الله يجيوا ويفرشوا مساويك اكرم ليهم وامكن اربح ليهم – وزى ما قلتى المسألة كلها ديكور بس شوية ساونا وصبغة — الخ وهذا يذكرنى برجل مغترب عندما رجع السودان وقتها كانت الهاند باك السامسونايت مظهر لمغترب واتى يحملها وعندما يمر بالشارع ويجد جيرانه يجلسون على الطريق سلامه يتغير بطريقة ملفتة توحى ان الرجل تكبر وطغى بسبب الغربة فكان احد الجيران وملقب بالفقرى يغتاظ من تصرف اخينا هذا ففى يوم كعادة هذا المخترب الموهوم مر على القوم وسلم عليهم بقرضمة شوية فناداه هذا الفقرى ياخى انت قايل نفسك شنو وكمان شايل سامسونايت حسه كان فتحناها ما نلقى فيها غير مسطرين وبلطة وميزان موية اصلوا هذا المخترب يمتهن مهنة البناء وقال ليه لنت قايل نفسك سفير ياخى قوم فكنا
أخيتى منى بنت سليمان هناك الكثير لم تذكرينه من هم فى الجمعيات من دون عمل
بالعشرات فى الغرفة الواحدة . ومن لهم مشاكل مع كفلائهم . أما بالنسبة الى الطلبات
من السودان ألطف ما فى الموضوع انت تقبض الراتب فى الشهر مرة واحدة وتجيك
فى الشهر عشرة طلبات ,,,
مني يا بت سلمان كيف نقتنع ونرجع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اى واحد تقول السودان كيف سيبك بالله
الله يخليك لانك كتبتي في هذا الموضوع و لكن البقنع الناس الفي السودان منو؟ والغريب كثير منهم لما ياخذ حاجته منك يقول ليك انت عملت شنو؟ وما تتصوري مرارتها قدر شنو !!!! وخصوصا لو كانت من اقرب الناس مثل ابوك الذي اعطيته كل ما عندك وفي نفس الوقت لا تقدر علىالرد عليه !!!! وطبعا محرش من الاخوات لانهن يغرن من زوجتك التي جاءت ولابسة طقم بوبار !!! او محرش من اخوك الذي لم تقدر على تلبية طلباتة (كاملة) في زواجه !!! واخيرا اقول المغص كثير
سألت احد اصدقائي وقلت له انت مالك سارح ومهموم كدا؟ قال لي والله انا بفكر ارجع السودان نهائي ولكن عندما تمربمخيلتي صور وجوه الذين بنوا بعض امالهم علي اشعر بانني خذلتهم فاعدل عن قراري بالرجوع ,
فقلت له لا تقصر من عمل الخير واتمنى الا تسمع في يوم من الايام كلمة انت عملت شنو ؟
ربنا يرجع كل المغتربين ويحقق كل امالهم والبقدر عليهو من امال اقاربو بس ما بنقول كلها لانها بيني وبينكم كده ما بتنتهي من فلان بيتو وقع لي فلان داير يعرس
اعجبني العنوان وندمت علي الاطلاع ثم تذكرت كم من السنين وانا احمل هموم الغير فوجدتها ((19))سنه ففرحت بعد حزن وقررت الذهاب الي المطار شكرا كثيرلك مني علي ائيقاظي بمقالك الرائع فالنري هل سيعرفني من كنت احمل همه ولي عوده;( ;( ;(
أقول ليك كلام يابت سلمان : فى ناس مغتربين بالسنين وعايزين يرجعوا لكن
حق التذكرة ماعندهم !!!
وخجلانين يرجعوا بخفى حنين .. بعد سنين طويلة من الاغتراب والعذاب والتضحيات
يعنى بقو بين مطرقة الاغتراب وسندان العودة …
هون ياكريم ..
مع التحية ؛؛؛
* تعليق بسيط جد ربنا يديك العافية ويطول يا خالتو مني *
وربما شغل نفسه بشيء من المشاغلة ومراقبة الحسان .. بتحصل ما تنكروا !
—————————————————————————
دي عاد بالغتي فيها اخت مني . عموما ممكن ان تحدث في حدود ضيقة جدا . وحقيقة انتي صادقة في كل ما قلتي والزاد الطين بلة هو نكوص جهاز تنظيم شئون العاملين بالخارج عن الغاء المساهمة الوطنية وتكسير قرار السيد رئيس الجمهورية . والادهي والامر بان الدكتور كرار التهامي كان من قبيلتنا قبيلة المغتربين وحينما صار رئيسا للجهاز سلخ جلدو تماما . ونحن حاليا بصدد تكوين حركة سلمية سميناها حركة انصاف المغتربين السودانيين ( سماح ) ولها عنوان رابط في الفيسبوك الموقع التفاعلي الشهير .. اها ..ايدك معانا وما يبقي كلامك كلام جرايد ساي …كل التقدير
\
\طبيب بيطري \ احمد هاشم محمد
\
المشرف علي مجموعات مناهضة قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس البشير علي الفيسبوك
التحية لك يااستاذة: انا اختلف مع الكثيرين الذين يهاجمون المغتربييين… ايها السادة لماذا يعود المغترب الى بلاد لايجد فيها وظيفة يعمل فيها… وباختصار البلد كلها واسطات وسياسة والما عندو ضهر ينوم على بطنو… وانا من انصار هجرة الخريجيين
واصدقك القول ان الوظيفة فى الغربة افضل من العطالة فى السودان تحت القهاوى … واتمنى ان تتناولى موضوع الخريجين ولو فوى نص عمود