منى سلمان
حبة بوتقة وشوية إندياح
يحكى أن هناك ملكا طاغية – في رواية أنه (فرعون) ذات نفسو – طلب أن يصنع له ثوبا لم يلبس مثله أحد، ولـ (التعترو) فقد وقع في شباك محتالين، أوهموه بأنهم سيصنعون له ثوب من نسيج فريد لا يستطيع أن يراه سوى الصادقين أصحاب الامانة، ولأن ذمة صاحب العظمة كانت أوسع من ثقب شملة بت كنيش الأوزوني، فقد ظل يحضر لمتابعة سير العمل في الثوب الوهمي ويبدي اعجابه الشديد به، وهكذا استمر الحال، حتى أخبروه بأنهم قد أكملوا صناعة الثوب على أبدع ما يكون (زي ما انت شايف) ..
قرر الملك أن (يتعوجب ويقشر) بثوبه الفريد فخرج في موكب عظيم يطوف على شعبه ليروا ابداع الثوب .. خالت الحكاية على الجميع، فالكل خاف من أن تفضح قولة (يعمينا فيهو) دواخلهم الخربة، حتى جاءت الحقيقة العارية على لسان طفل صغير عندما جذب ذراع أباه وهمس له بأن (الزول ده مالو حايم ميط ؟)
شقي الحال هو البقع في القيد:
استضافتني قناة النيل الأزرق – مشكورة – في احدى حلقات (سهرة الجمعة)، وكان النقاش حسب ما أذكر عن محفزات الكتابة الابداعية .. كان الحوار سلسا ومضت السهرة في (أمانتي الله)، وقرب نهاية الحلقة وجهت الأخت مقدمة البرنامج السؤال للأخوة المشاركين عن المعوقات والصعاب التي تحول دون وجود الملفات الثقافية في الصحافة بصورة يومية، فتحدث الأخ الكريم (زيادة حمور) عن قصور الدعم وعزوف القائمين على أمر الصحف عن اتاحة الفرصة لهذه الملفات بحجة أن جمهورها ضعيف ولا تؤثر ايجابا على مؤشر التوزيع ..
لـ شقاوة حالي ولساني الخفيف، (أنبريت) وتداخلت مع الأخ (زيادة) ليس بصفتي كـ كاتبة صحفية إن صح هذا الزعم، ولكن بلسان قارئ الصحف اليومية العادي، و(أفتيت) بأن الملفات الثقافية لا يطالعها سوى الصفوة ولها (ناسا) الذين يتابعونها، لأن المتلقي العادي – الزي وزيك – يجد صعوبة في هضم لغة الملفات الثقافية الصعبة ونهج الكتابة الأرأيتية والتقعر الذي يستعمله كتّابها، وضربت المثل بـ (بت أم روحي) وتجربتي مع الملف الثقافي لصحيفة (الراي العام) الذي يشرف عليه أستاذي المبجل – ده ما حنك والله – (عيسى الحلو)، ويداوم في الكتابة فيه أستاذي (محجوب كبلو)، وذلك لأنني أعاني ما أعاني في مطاردة فكرة المقالات أو المواد الادبية الموجودة في الملف، ولم يكن ذاك الجهد منّي في محاولة فهم الحاصل، إلا لكي أجيب على السؤال المعضلة:
(يا ربي الناس ديل عارفين روحهم عايزين يقولوا شنو؟)
صورة أفراد قبيلة (بني ثقيف) بـ طريقة كلامهم الملولول ومفرداتهم الغريبة .. (يُخيّل لي) و(في الحتة دي) و(الصيرورة) .. (المذاهنة) (المثاقفة)، أدخلتهم بفضل غرابتها وغموضها في زمرة (المقدسين)، وجعلتنا نحجم عن أن نبدي رأينا صراحة ونفتي بـ (عري) ذلك المنطق من قماشة الثقافة المتجمعة في بؤرة عين انسان الذات المنداحة وراء خط أفق الحقيقة .. فاهمين حاجة ؟ ولا أنا !!
حقيقة، كلنا نعلم أن هناك فرق بيّن بين المثقف ومدعي الثقافة المتثاقف، ولكن يظل من حقنا نحن عامة الشعب المتطلع لينهل من معين الثقافة الصحي صحي .. بي فهم وليس على طريقة معاكم معاكم، أن نكتسب الصبر على الغوص في أعماق بحور الغموض والرمزية، وان نتعلم المقدرة على التمييز بين (الدرر) وبين (الكلام الخارم بارم).
قالوا وقالوا وقلنا ليه !
المحيّرني، عندما قمت بزيارة مقر صحيفة الراي العام بعد طول غياب، اكتشافي أن هناك من شال الكلام وخت الكلام وقوّلني الـ (ما قلتو)، فقد زعم البعض بأنني هاجمت (الثقافة والمثقفين) في شخص أستاذي (عيسى الحلو)، وهذا ما لا يمكن حتى أن يخطر على بالي لكن نرجع نقول (شقي الحال هو البقع في قيد (المثقفاتية) عشان يعملوا بيهو موضوع).
هوي يا المثقفاتية .. انداحوا جاي ولّا جاي .. شوفوا ليكم شغلة غيري وما تبوتقوني في الحتة الضيقة دي أنا ما بقدر عليكم !
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الاستاذة منى :
تحيات وسلام من الله
قتبست الجرء التالي اسفل من حديثك في الموضوع لكن الكلام الاخير من حتة(قماشة الثقافة )
هل هي من مفرداتهم ام من تاليف بنات افكارك؟
(صورة أفراد قبيلة (بني ثقيف) بـ طريقة كلامهم الملولول ومفرداتهم الغريبة .. (يُخيّل لي) و(في الحتة دي) و(الصيرورة) .. (المذاهنة) (المثاقفة)، أدخلتهم بفضل غرابتها وغموضها في زمرة (المقدسين)، وجعلتنا نحجم عن أن نبدي رأينا صراحة ونفتي بـ (عري) ذلك المنطق من قماشة الثقافة المتجمعة في بؤرة عين انسان الذات المنداحة وراء خط أفق الحقيقة .. فاهمين حاجة ؟ ولا أنا !!)
والله من اصعب الامور هي محاورة العوام باسلوب قد يكون فوق معدل الفهم العادي .. واحيانا باسلوب يقصد منه التعمية والتمويه لاسباب تعود للكاتب نفسه ..
ولكن صحيح استاذتنا الكريمة بان هذه المجموعة هي مراكز قوة وامبراطوريات داخل المملكة الصحافية قد يكون( سنْيَرَهم) او سيَّدَهم الزمن او السياسة او غيرها من مسببات السنْيَرة والسيادة في هذه السنوات الاخيرة..
ولكن تبقى العظة بنهاية القصة ايتها الاكريمة : عندما قال الطفل الصغير للناس : انظروا الى ملكنا العريان ..خجل فرعون وخرج من موكبه ذاك الي كان يتبختر في وسطه ولكن اذا انت تحدثت عن هؤلاء فهل سيخجلوا ويخرجوا من الموكب ؟؟ لا اظن .. سيفعلون مايفعلونه الان معك ؟؟نحن هنا قاعدتنا الاساسية هي : ما عدوك الا ذلك الذي ينتقدك .. وما صديقك الا ذلك الذين يطبل لك ..
نحن قراءك ومعجبيك … نريدك هكذا … منداحة وغير مبوتقة ..اليست هذه هي بوتقة الانصهار التى طالما سمعنا عنها .. والله لا نريدها لك يامنى . دعيهم في حالهم فهم ببوتقتهم هذه يفرحون ويصهرون فيها من يصهرون ..
بت سلمان عاوز اتكلم فى موضوع غير معليش يا اختى ناس السودان عندهم جنس حاجات بقت كيف ما عارف قتلوووو وانتحرر وسرق واحتيل
والله الواحد بقا يخاف من اخوووووووه اسه يدى فى قلبى
عاوز اجي السودان والحال حا يكون طوالى كدا
الاستاذة منى سلمك الله
صحيح هناك فرق بين المثقف ومدعيها .. اي الثقافة .. ولكن ذلك لا يعني ان المثقف قد وصل الي قمة الهرم ولا ان المدعي لا يمكن له ان يصل .. والحقيقة الاكبر ان المثقف والمدعي يسيران في طريق لا نهائي ينهلان كل حسب مجهوده .. نعم قد يستمر المثقف في انطلاقته اسرع لجديته وتحصيله ويستمر المدعي يتقدم ولكن ببطء شديد .. وهنا يظهر الفارق بينهما .. الا ان المثقف قد يتوقف وينحسر اذا شعر انه قد وصل ..(سقط) .. وتكون هنا الفرصة لغيره من المبتدئين والمدعين للسير في الطريق .. وقد يتجاوزوه ..!! وقمة هرم الثقافة لا يمكن الوصول اليه باعتبار ان المثقف الحقيقي هو من يعرف قدر نفسه كلما ازداد ثقافة فيتواضع ويبحث اكثر .. فيرتقي مراقي الكمال الانساني روحا وجسدا يجسد به معاني التمدن (الاخلاق) سلاما مع نفسه فينعكس ذلك منه على كل ماحوله … هل عاش اهل الثقافة عندنا متعة العيش في سلام وتصالح من انفسهم ؟ حتى ينثروه حبا للاحياء والاشياء من حولهم ؟ هذا هو دور الثقافة التي تفضي بنا الي الاخلاق .. وهي لا تنتهي بل تتجدد فينا في كل حين .. لذلك قيل ان نبينا محمدا (ص) كان اعظم الخلق .. فقد كانت خلقه القران … وتلك قامة سامقة تنكسر دونها الرقاب . ودمتي .