بيانات ووثائق

كلمة البشير فى اجتماعات الدورة الثانية عشرة للمجلس الرئاسى لتجمع دول الساحل والصحراء


انجمينا 24/7/2010 (سونا متحرك) –

فخامة الاخ/الرئيس ادريس دبى

فخامة الاخ القائد/ معمر القذافى رئيس الدورة المنتهية للمجلس الرئاسى لتجمع دول الساحل والصحراء

اصحاب الفخامة رؤسا دول وحكومات دول تجمع الساحل والصحراء

اصحاب السعادة رؤساء الوفود المشاركة فى اجتماعات الدورة الثانية عشرة للمجلس الرئاسى

سعادة الامين العام لتجمع دول الساحل والصحراء

السادة ممثلى المنظمات الدولية والاقليمية

السيدات والسادة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة

اود فى البدء ان اشارك من سبقونى فى تقديم الشكر والتقدير لحكومة وشعب جمهورية تشاد الشقيقة على كرمها وحسن استضافتها لهذه الدورة لاجتماعات المجلس الرئاسى لتجمع دول الساحل والصحراء واستضافتها كذلك لكافة الاجتماعات النظامية للتجمع. كما اتقدم بالتهنئة القلبية الصادقة لفخامة الاخ /ادريس دبى اتنو بمناسبة انتخابة رئساً للمجلس الرئاسى واتمنى له النجاح والتوفيق فى انجاز المهام الموكلة للمكتب الرئاسى لهذه الدورة الثانية عشرة. كما ازجى اجزل الشكر للاخ القائد/ معمر القذافى وللجماهيرية لتحملها اعباء رئاسة الدورة المنتهية واحيى الجهود التى بذلتها لتسير اعمال المجلس الرئاسى

ونقدر كثيراً الجهود التى يبذلها امين عام التجمع الاخ الدكتور/ محمد المدنى الازهرى وهيئة موظفيه للارتقاء بمسيرة التجمع ومتابعة توصيات اجهزته المختلفة. واسمحوا لى ان اشيد بالنتائج التى توصل اليها اجتماع المجلس التنفيذى وبخاصة مداولاتهم الجادة بشان عملية اصلاح تجمعنا ومسالة التنسيق بيننا فى مختلف قضايا القارة ونجدد ترحيبنا بانعقاد الدورة القادمة العشرين للمجلس التنفيذى بعاصمة بلادنا الخرطوم فى العام القادم

اصحاب الفخامة والسعادة

شهد السودان فى الفترة الماضية تطورات مهمة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب. لقد كان الحدث الاهم فى الفترة الماضية هو اجراء انتخابات عامة فى كل انحاء السودان والكل مستويات الحكم والتشريع بصورة غير مسبوقة منذ استقلال السودان

لقد اثمرت تلك الانتخابات التى شهدها وشهد لها المراقبون قيام حكومات ومجالس تشريعية على المستويين القومى والولائى تستند الى مشروعية شعبية تؤهلها لمواصلة جهود السلام واكمال تطبيق اتفاقاته والتزماته وستكون الخطوة الاهم التالية التى ستشرف عليها هذه الحكومة المؤيدة بتفويض شعبى هى اجراء الاستفتاء على تقرير المصير فى جنوب السودان فى يناير من العام المقبل. وقد تم فى هذا الصدد تكوين مفوضية الاستفتاء لجنوب السودان التى بدات بالفعل فى الاعداد لاجراء الاستفتاء فى موعده بشفافية تامة تراعى المعايير المتعارف عليها دولياً واقليمياً وتمكن مواطن الجنوب من ممارسة حقه دون املاء او ضغط

لقد تعهدت عشية انتخابى رئيساً للجمهورية باحترام خيار مواطنى جنوب السودان فى الوحدة او الانفصال لكن حكومتى وانطلاقاً مما ورد فى اتفاقية السلام الشامل سوف تعمل من اجل خيار وحدة السودان ومن اجل تحقيق ذلك الهدف فان السودان يتطلع لدعمكم فوحدة السودان هى صمام الامان لوحدة القارة الافريقية

اصحاب الفخامة والسعادة

ان حكومتى ملتزمة بحل سياسى عادل للوضع فى دارفور. وقد اتخذنا خطوات مهمة فى هذا الصدد ادت الى تطبيع الاوضاع مما مكننا من اجراء انتخابات حرة وشاملة فى جميع انحاء دارفور. وقد ترتب على ذلك قيام حكومات ومجالس تشريعية تمثل مواطنى دارفور افضل تمثيل. وادراكاً منا ان دارفور على اعتاب عهد جديد شرعنا فى صياغة استرتيجية جديدة لدارفور تستوعب كافة التحولات الايجابية المشار اليها وتشرك المجتمع والمواطنين فى دارفور فى صياغة الحلول

ان حكومة السودان وادراكاً منها لضرورة توحيد المنبر التفاوضى تتمسك بمنبر الدوحة الذى يحظى بالدعم الكامل من الاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولى. ونرحب فى ذات الوقت باسهامات الاتحاد الافريقى من خلال عمل الفريق على المستوى الذى يراسة الرئيس امبيكى. كما نجدد هنا التزامنا بالتعاون الكامل مع بعثة اليوناميد فى تحقيق اهدافنا المشتركة فى دارفور. ويتطلع السودان الى الحصول على الدعم من اشقائه لتلك الجهود حتى نتمكن من انجاز السلام الدائم والشامل قبل نهاية العام واجراء الاستفتاء

اصحاب الفخامة والسعادة

يثمن السودان عالياً المبادرة الكريمة لفخامة الرئيس ادريس دبى اتنو بزيارة السودان فى فبراير من هذا العام واعلانه الاستعداد لفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين. لقد بذل البلدان جهوداً حثيثة توجت بتوقيع اتفاقية للتعاون الامنى وضبط الحدود المشتركة وسوف يعمل الجانبان على تطوير هذه العلاقات للوصول الى اقصى درجات التعاون والتكامل المشترك المنشود

ان السودان يسعى دائماً الى جعل حدوده مع دول الجوار جسوراً لتبادل المنافع ومعابراً للتجارة البينية التى تحقق المنفعة للمواطنين كافة مما يعزز دعائم الامن والاستقرار فى الاقاليم الحدودية المتجاورة ويدعو جميع جيرانه الى التعاون الصادق من اجل تحقيق تلك الاهداف خاصة وان السودان له حدود مشتركة مع ست من الدول الاعضاء فى تجمع الساحل والصحراء هذا التجمع العريض والذى قطع اشواطاً فى التكامل والتنسيق منذ انطلاقتة قبل ما يربو على الاثنى عشر عاماً

اننا فى السودان جد حريصون على العمل للوصول بهذا التجمع الى غاياته المنشودة وذلك من خلال المشاركة الفاعلة فى كافة اجتماعاته ومناشطه ودعم اجهزته التشريعية والتنفيذية وتعظيم منطق الحوار والتفاوض بين الفرقاء وخلق عوامل الامن والاستقرار وتهيئة الاجواء التى تمكن من انطلاق برامج السلام والتنمية والتعون فى فضاء س ص الذى يمثل قاعدة الهرم للاتحاد الافريقى

ختاماً اتمنى لاجتماعكم النجاح والتوفيق فى مناقشة القضايا المدرجة فى اجندته بما يحقق تطلعات امم وشعوب تجمع الساحل والصحراء

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته