تقنية معلومات

الشباب السعودي يودّع “بلاك بيري” بالعويل.. وكبار السن بالزغاريد

تباينت ردود أفعال الشارع السعودي حول إيقاف هيئة الاتصالات السعودية لخدمة “بلاك بيري” والمصطلح على تسميته بين الشباب والفتيات بـ”بي بي ماسنجر”، ففي الوقت الذي رحب بعض أولياء الأمور بإيقاف الخدمة بالزغاريد فرحاً، اعتبر الشباب السعودي أن الأمر تعسفي وغير مبرر، معبرين عن حزنهم وأسفهم عن فقدان “أنيس أوقات فراغهم”.

وكونت خدمة “بلاك بيري” منذ دخولها للسعودية في الربع الأول من عام 2009 جمهوراً عريضاً من المستخدمين، بل صارت من أدوات الموضة والإكسسوارات المتناقلة لاسيما بين الشباب والفتيات الذين رأوا في التقنية الجديدة توافقاً لسطوة وسائط التواصل الاجتماعي التي أزالت الحدود.

ووفقاً لقرار هيئة الاتصالات السعودية فإن خدمة “بلاك بيري” ستتوقف نهائياً عن مقدمي خدمة الاتصالات الثلاثة في المملكة: شركة الاتصالات السعودية، موبايلي، زين، الجمعة 6-8-2010 إلى حين استيفاء تلك الشركات للمتطلبات التنظيمية لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.

الشباب مختلفون

واختلفت ردود أفعال مستخدمي “بلاك بيري” حول إيقاف الخدمة وفراقهم لها؛ ففي الوقت الذي اقترن وداعها لدى مدمني “بي بي ماسنجر” بالحنين نظراً لأنها ظلت رمزاً للتواصل الاجتماعي السريع، كان الوداع أقل شجناً عند مستخدمي انترنت بلاك بيري، باعتبار أن “بي بي ماسنجر” كان أحد الشكليات المكملة للخدمة.

وقال عبدالله الغامدي، طالب جامعي، إن استخدامه لتقنية “بلاك بيري” كان يوفر عليه الكثير من الوقت والجهد، مشيراً في حديث لـ”العربية.نت” إلى أنه امتلك الجهاز منذ 6 شهور واستطاع أن ينظم أوقاته بين الجامعة وعمله. وأضاف “إيقاف الخدمة سيعطل جميع مهامي”، موضحاً أنه شكل شبكة أصدقاء في الجامعة بهدف تبادل الرسائل الفورية المباشرة عن أخبار الجامعة والمحاضرات والاختبارات.

واتفقت جيهان الشهري مع هذا الرأي، وقالت إن بلاك بيري “كان يوفر لي الكثير من المال، حيث إن رسومه ثابتة ومحددة شهرياً وتغني عن الاشتراك في أكثر من خدمة”، وأضافت “أنا حزينة جداً لإيقافه لأنني سأكون مثقلة بمصاريف إضافية”، و”أوضحت في حديث لـ”العربية.نت” أن “بلاك بيري بات واقعاً كان لابد من التعاطي معه بدلاً من الهروب منه”.

في الاتجاه المقابل، برزت آراء أخرى اعتبرت “بلاك بيري” مجرد خدمة رفاهية وليست أساسية، حيث قالت منيرة سعود إن “هناك فتيات كثيرات ليس لهن احتياجات لهذه التقنية وإنما جعلوها مكملة للبرستيج الشخصي أو لتأكيد مواكبتهن لآخر التطورات”، وأضافت في حديث لـ”العربية.نت” أن “بعضهن لا يعرفن حتى فوائد الجهاز ليتضح أنها واكبت الموجة من باب التقليد لا أكثر”.

كما رحب محمد العتيبي بخبر إيقاف الخدمة، حيث قال أصبح “بلاك بيري ملازماً لأيدي أصدقائه حتى أثناء تناول الطعام”، وأوضح “إن الخدمة أضعفت قيمة التواصل فبعدما كان الناس يهنئون بعضهم البعض في المناسبات بالاتصال الهاتفي أصبحوا اليوم يقومون بذلك من خلال بلاك بيري”، وتابع “صار التواصل الاجتماعي يتجه إلى مزيد من الاضمحلال، لذا أنا سعيد بزوال بلاك بيري”.

شارع فلسطين

إيقاف خدمة “بلاك بيري” أعاد شارع فلسطين المعروف “بشارع الجوالات” إلى واجهة سكان جدة مجدداً، حيث استقبل هذا الشارع خلال اليومين الماضيين العديد ممن آثروا أن يودعوا جولاتهم “بلاك بيري” طواعية قبل أن تهبط أسعارها وتقصف أسواقها، فلا تندهش إذا وطأت قدماك الشارع لتجد من يهمس في أذنك ممن يسمون أنفسهم بالوسطاء: “معاك بلاك بيري للبيع” ليبتاعه منك بسعر زهيد.

كما شرعت بعض محال الجوال في منافسة هؤلاء الوسطاء عبر تقديم أسعار منافسة لكن يبقى القاسم المشترك هو السعر الزهيد، وارتفع عدد الراغبين في التخلص من أجهزتهم، وأوضح صاحب محل جوالات، فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك إقبالاً كبيراً على بيع الجهاز منذ انتشار خبر إيقاف الخدمة، وأضاف في حديث لـ”العربية.نت”: “وصل سعر الجهاز عصر اليوم إلى 500 ريال، بعد أن كان بسعر 2400 ريال”، وتابع “واستغل بعض أصحاب المحال هذه الفرصة ليجمعوا أكبر عدد من الأجهزة، ومن ثم بيعها بإحدى الدول التي تتيح خدمة البلاك بيري”.

فعاليات الوداع

في غضون ذلك انتظمت الأربعاء 4-8-2010، فعاليات وداع متفرقة لمجموعات شبابية مختلفة من مدمني خدمة “بلاك بيري”، وتباينت واختلفت تلك الفعاليات وفقاً لاهتمامات الشباب، حيث قال أحد الشباب في حديثه لـ”العربية.نت” إنه ورفاقه اتفقوا على أن يقيموا يوم الجمعة “حفل تأبين” لأجهزتهم على شاطئ البحر، حيث سيقومون بتجميع أجهزتهم في صندوق كرتوني وحمله والسير بمارشات عسكرية ثم دفنه في الرمال أمام الجميع.

في حين قرر شبان آخرون التنقل بين محال الجوالات التي تبيع أجهزة البلاك بيري بهدف التقاط الصور التذكارية مع تلك المحال التي كانت مقراً دورياً للتردد عليها والتجمع عندها لاسيما عند صدور إصدار جديد أو إكسسوار خاص بأجهزة البلاك بيري.

الفضاء الالكتروني لم يكن بعيداً عن تلك الفعاليات، حيث بدأت عدة مجموعات بريدية بتداول الآلاف من الرسائل الالكترونية الزاخرة بالمشاركات الشبابية المعبره عن “الوداع الأخير” للبلاك بيري، وأخذت تلك المشاركات أشكالاً مختلفة تارة بشعر وتارة بالرثاء وتارة بالمسجات القصيرة مثل “عزيزي بلاك بيري: بخصوص انقطاع الخدمة نخليك آلة حاسبة”، كما طالبت رسائل أخرى بالسفر إلى دولة البحرين بسب أن الخدمة مازالت موجودة هناك”.

بدائل “بلاك بيري”

إلا أن أزمة بلاك بيري لم تتوقف لدى الشباب فقط، إذ طالب خبراء وقانونيون سعوديون شركات الاتصالات بتوفير بدائل لبلاك بيري.

وأكد رئيس قطاع الاتصالات في هيئة الاستثمار العامة د. أحمد يماني أن “تأثير قرار إيقاف بعض خدمات البلاك بيري في السعودية على سوقها لا يكاد يذكر لأن الخدمة التي ستمنع هي خدمة نوع من الرسائل يمكن الاستعاضة عنها بحلول بديلة حتى تحل المشكلة”.

وكشف يماني لـ”العربية.نت” أن شركات الاتصالات الثلاث العاملة في السعودية stc وموبايلي وزين في محادثات مستمرة مع شركة (ريسيرش إن موشن) الشركة المصنعة لبلاك بيري للوصول لحل يتناسب مع الأنظمة في السعودية، فهي مسألة وقت حتى تحل المشكلة وتجد الشركة الحل المناسب مع الأنظمة في البلد، و”هذا شيء متوقع منهم لكي يربحوا من البلد، ودعني أضرب لك مثالاً فقد سبق للشركة المصنعة أن غيرت طريقة عملها في الصين ودول اخرى تجاوباً مع الأنظمة المحلية”.

واستبعد يماني تأثر أرباح شركات الاتصالات قائلاً: “بالعكس. أرباحها بسيطة، لكن مع الوضع الجديد ستجبر الشركات المستفيدة على حلول مثل الرسائل النصية وهي أكثر ربحية لشركات الاتصالات، طبعاً مع فارق الأمان والسرية لصالح رسائل بلاك بيري”.

ويضيف “المسألة ستستمر لشهرين تقريباً. الماسنجر الآن هو الخدمة الوحيدة التي ستوقف، خدمة الشات في نظري أنها لا يعتمد عليها (البزنس) وليس بنفس درجة الأهمية التي تستدعي التخلص من الجهاز، وأعتقد جازماً أن شركات الاتصالات الثلاث ستسارع بتوفير بديل عاجل ربما يكون مقارباً أو مغرياً في امتيازاته على الاقل”.

قرار سيادي

من جهته يرى د. وليد السديري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود، أن قرار السعودية بإيقاف بعض خدمات بلاك بيري هو قرار سيادي بالدرجة الأولى، ثانياً من ناحية الإجراءات الأمنية هو قرار مبرر تماماً وسيكون من المستغرب لو انتقدت أمريكا القرار السعودي مثلما فعلت حيال القرار الإماراتي في الوقت الذي يراقبون هم كما يشاءون أي أجهزة”.

وأضاف “الشركة المنتجة لابد لها في النهاية من الرضوخ وعليها أن تتقبل الخسارة خصوصاً في سوقين كبيرة مثل السعودية والإمارات”.

أما المخرج التلفزيوني فهد الشليل فيرى أن التشفير الذي سيطال جهاز بلاك بيري لن يؤثر كثيراً في استخداماته الخاصة، فهو لا يركز كثيراً على التراسل الفوري. ويرى الشليل “بالنسبة لي لا مشكلة، لكن المتضررين هم المعتمدون على الشات والماسنجر، أما ما يهمني فهو متابعة البريد الالكتروني”.

ويضيف الشليل “لا أضمن مع المتغيرات أن أقوم بتغيير جهازي بلاك بيري”.

كيف تربح الشركات؟

وفي السياق ذاته، يرى المحامي والمستشار القانوني خالد أبوراشد الذي سبق له التعامل مع قضايا الاتصالات السعودية “أنه من الجميل الآن أن وسائل الاتصالات والتقنية توفر لك بدائل متعددة وخيارات كبيرة، لكن ما سيحدث من إيقاف بعض خصائص بلاك بيري ستظهر له بدائل فورية وبطريقة تلقائية، فئات ستعود للانترنت وفئات ستأخذ بـ sms وغيرها”. ويضيف “البديل سيظهر فوراً وسيقدم من أكثر من جهة قريباً جداً”.

وعن وضع شركات الاتصالات وهل ستخسر أم لا، يوضح أبوراشد “بنظري مسألة الخسارة من عدمها لأي شركة من شركات الاتصالات في المملكة يعتمد على من هي الشركة التي ستسبق في توفير البدائل فسوف تكسب وتخسر الأخريات.. هذا جوهر الخسارة والربح في هذه النقطة.. الشركة التي توفر بديلاً عاجلاً يفي بالغرض ستكسب الشرائح التي بدأت تبحث عن بدائل فوراً”.

وعن رؤيته للبديل يرى أبوراشد “التقنية لن تعجز عن توفير خدمة بديلة قد لا تقل كفاءة عن الخدمة التي أوقفت، لكن المشكلة ستكون لو تكرر نفس سبب الإيقاف في البديل فلن يتغير من الأمر شيء”.

خطر محدق بالأسرة

أما الكاتبة بصحيفة “الجزيرة” السعودية رقية الهويريني فتقول “أرحب جداً بهذا القرار. أنا لست من تقتني جهاز بلاك بيري لكنني متضررة منه جداً. فبعض أفراد أسرتي خصوصاً أطفالي مدمنون عليه، وسبب فجوة في المنزل. أعتقد أن هذا القرار مهم جداً وسيترك الكثير من الايجابيات”.

وتضيف الهويريني “أكثر المتضررين منه هم فئة الشباب رغم عدم إدراك أكثرهم لذلك. فهو يسبب فجوة كبيرة في كيان الأسرة، صحيح أنه وسيلة اتصال فعالة ولكن مشكلة التعلق الكبير به من شرائح الشباب وعدم تنبهم للكثير من مشاكله مثل نشر الشائعات والربكة للغير وربما استخدم للإضرار بالأمن.. باختصار شباب السعودية قد استطيع القول إنهم مدمنون له بشكل عجيب خصوصاً أنه مفتوح 24 ساعة وبالتالي يجر سلبيات هائلة”.

وتؤكد قائلة “أنا متأكدة أن الكثير من الأسر متضايقة من انتشاره بين شرائح كبيرة حتى صغيرة السن منها لدرجة يصعب تصديها وفي أعمار صعبة جداً، لذا أرحب بقفله أو على الأقل تقنينه”.

فيما يرى عبدالله السيد، المرشد الطلابي والمهتم بتقنيات الاتصالات، أن هذا القرار “لن يزعج مقتني بلاك بيري إلا من ناحية استخدام المراسلة الفوري وكذلك الاستفادة من الشبكة الخاصة بين مشتركيه وله نظام قوي في الشبكة ومدعوم جداً، بل له إيجابيات كبيرة مثل توفيره 30 ثانية مثلاً لمستخدميه كتراسل دولي مجاني”.

ويضيف “المراهقون بالدرجة الأولى سيستشعرون ما يرونه خصوصية في ممارسات غير لائقة يعرف الجميع أنهم يتعاملون بها، أما رجال الأعمال فهم أيضاً من الفئات التي ستخسر إلى حدود بسيطة جداً ولكن يمكنه التغيير لأي حلول أخرى وهي موجودة ومقاربة لخدمات الجهاز”.

ويرى أن من الخدمات المهمة لبلاك بيري هو دعمه للبريد الخاص ومن خلال تقنيته يمكنه تحويل البريد الخاص وكذلك بريد الشركات من أي مكان في العالم من خلاله ليقرأه صاحب الجهاز فوراً”.

فجوة اجتماعية

وتقول المتخصصة في شؤون الأسرة والإذاعية نوال بخش إنه “حتى في اجتماع الأسر السعودية في الفرص التي تسنح لها تكون شريحة كبيرة مع بلاك بيري، لقد تزايدت سلبيات هذا الجهاز خصوصاً أنني سمعت أنه يحمل مئات المواقع الإباحية والطامة أن هناك أطفال في العاشرة لديهم أجهزة البلاك بيري”.

وتضيف “أنا أحيي القرار الذي بدأته الإمارات، وبعض ما يتيحه هذا الجهاز يؤدي لكارثة أخلاقية للأعمار الصغيرة. هذا قرار متميز في إلغاء الخدمات التي ليست ضرورية”.

وتؤكد “الجهاز اصبح غالياً والخدمة تقدم تراسلاً غير معقول، الأمر أصبح فوق طاقة تحملنا في بلد ثلثا سكانه من الشباب، لذا أؤيد القرار الذي يدعم الايجابيات وتكون قرارات حازمة”.

وتضيف “بصفتي مسؤولة في الإذاعة عن برامج الأسرة والطفل وأم بالدرجة الأولى وأخصائية اجتماعية أؤكد أن مثل هذه القرارات مرحب بها بل نطالب بها”.

الأمن الوطني

من جانبه، أكد د. خالد القحطاني، نائب مشروع وادي الرياض للتقنية، في حديثه لـ”العربية.نت” أن خطوة السعودية والإمارات في اغلاق خدمة ماسنجر بلاك بيري هي نوع من الضغط على الشركة المنتجة للإيفاء بالمتطلبات الأمنية اللازمة.

وأضاف “القرار السعودي هو خطوة جيدة في سبيل الضغط على الشركة المسوقة للخدمة كي تلبي الاحتياطات الأمنية وتكون اكثر تساهلاً في هذا الجانب.. السعودية عندما تلحق بالإمارات في هذا الجانب وقريباً الكويت ودول اخرى سيكون عامل ضغط أكبر على الشركة المنتجة كي تلبي الاحتياجات الأمنية لتلك الدول وغيرها وتقوم بسد الثغرة الأمنية التي تهدد أمن الدول الداخلي”.

ويستغرب القحطاني طريقة استخدام الشباب السعودي لهذه الخدمة في الأمور الترفيهية في وقت خصصت هي أساساً لنشاطات رجال الأعمال ولكن تم تحويرها للأمور الترفيهية فقط.

ويوضح “عندما أصدرت الشركة هذا النظام قبل 7 سنوات وكانت البداية في أمريكا، كان الهدف منه أن يسيطر رجال الأعمال على تجارتهم ويتواصلوا مع وموظفيهم طوال اليوم لإنجاز الأعمال، ولكن لدينا يتم استخدام هذه الخدمة العملية في أمور ترفيهية بالدرجة الأولى، وإن كان هذا الأمر ليس مرفوضاً تماماً ولكن فيه إهدار لهذه الخدمة وعدم استفادة منها بالشكل المطلوب”.

تخلّف تقني

ولم يكن خبر إيقاف خدمة بلاك بيري في السعودية والإمارات واستعداد عدد من الدول الخليجية لاتخاذ الخطوة ذاتها، خبراً جيداً للشباب الاكثر استخداماً لها.

ففي السعودية عبر المشتركون في الخدمة عن رفضهم لقرار الإيقاف معتبرين ان هناك طرقاً مختلفة لتجاوز الثغرة الأمنية من خلال المفاوضات مع الشركة المنتجة وإقناعها بذلك.

ويقول حسن البلام (21 عاماً) إن مبدأ المنع بحد ذاته مرفوض.. ويضيف “هو نوع من المنع لا أكثر.. استخدموا الطريقة الاسهل وهي الإيقاف بدلاً من الحلول الأخرى التي تستلزم مفاوضات مع الشركة المنتجة. بدلاً من أن تبدأ هيئة الاتصالات في البحث عن حلول ناجحة اختاروا الحل الاسهل وهو المنع”.

ويؤكد أحمد البريك (22 عاماً) بلهجة اكثر غضباً: “تعودنا أن نكون متخلفين عن الركب التقني، فبعد 7 سنوات من إطلاق الخدمة في العالم وصلنا قبل أشهر والآن يتم إيقافها بحجة أنهم لا يملكون القدرة على قراءة الرسائل. فهل يجب على الاتصالات ان تقرأ كل ما نكتب ونرسل؟ أليس في هذا الأمر خصوصية”.

ويطالب فهد الشمري (19 عاماً) بالتعويض حول ما خسره لتفعيل الخدمة وشراء الجهاز، ويقول: “يهمنا أمن الوطن ولكن أيضاً يجب ألا نخسر نحن المواطنين جراء تلك القرارات.. فمن يعوض أكثر من مليون مشترك عن رسائل التفعيل والباقات التي اشتروها والأهم عن الأجهزة التي اشتروها وأصبحت مجرد جوالات عادية لا ميزة لها”.

انهيار في الأسعار

وكشف فتحي اليحي، أحد البائعين في سوق الجوالات بشارع البطحاء، عن “انهيار أسعار أجهزة بلاك بيري بعد صدور قرار المنع”. وأوضح أنه “لم يتمكن من بيع أي جهاز منذ الأمس في وقت كان يبيع عشرات الأجهزة في اليوم الواحد”.

ويقول لـ”العربية.نت”: “انهارت أسعار بلاك بيري، لم يعد أحد يشتري”. وتابع “حتى إن معظم الشباب الذين اقتنوا هذه الأجهزة يريدون التخلص منها بسرعة. فالجهاز الذي كان يُباع جديداً بـ1000 ريال سعره الآن مستعملاً بـ350 أو 400 ريال على الأكثر”.

وأشار إلى أن الأسعار ستنخفض أكثر خلال الأيام القلية القادمة، معتبراً أن إلغاء خدمة الماسنجر من أجهزة بلاك بيري بمثابة “إعدام للجهاز”.

ويضيف رمزي اليوسفي وهو بائع آخر في محل مجاور “اشترى الشباب هذه الأجهزة الباهظة الثمن من أجل خدمة الماسنجر, فإذا أُوقفت الخدمة انتهت المميزات”.

ويتابع “جاءني الكثير من الشباب لبيع أجهزتهم وبأسعار تقل عن ثلث قيمتها الاصلية.. لكننا لا نشتري منهم لأن لا أحد سيطلب الخدمة منا فنحن متوقفون عن شراء أي أجهزة بلاك بيري مستعملة حتى تتضح الرؤية, ونرى ماذا سيصدر بشأنه من قرارات”.

العربية نت