منوعات

الجنينة.. (عقد الزواج) في التاسعة صباحاً!

ارتبطت ولاية غرب دارفور أو «دار مساليت» سياسياً بمدينة الجنينة واتخذتها عاصمة لها تاريخياً بقرية دار جيل.. التي كانت يوماً ما عاصمة لدار مساليت، ودار جيل تقع شرق الجنينة بمسافة «53 كلم.. وكان يقطنها السلطان بحرالدين.. ويروى ان المياه بها اصبحت لا تفى بحاجة السكان يومذاك. فركب السلطان حصانه وذهب يبحث عن مكان به ماء.. فغرس شجرة صغيرة في ذلك المكان وظل يتعهدها بالسقيا حتى صارت شجرة كبيرة وسميت الجنينة عند التامة ورواية أخرى تقول ان للسلطان مزرعة بالقرب من وادي لجا بالجنينة الآن وكانت الناس تقول السلطان ذهب للجنينة..
ويروى التجاني عبدالمالك من أعيان المدينة ان السلطان غادر دار جيل الى موضع المدينة الحالي بعد ان جفت بها المياه.. واستقر بها وأسس المدينة حتى صارت بهيئتها الحالية..
تتنوع التركيبة السكانية في المدينة ومعظم الأحياء تسكنها القبائل المختلفة ولكن نجد مثلاً حي الكفاح الاغلبية التي تسكنه من الفلاتة والمساليت في حي المجلس والتضامن والعرب في حي الجبل والبني هلبة في الشاطيء والقمر في حي النسيم وهكذا، الحياة في المدينة تبدأ في التاسعة صباحاً حيث تفتح المدارس والأسواق والدواوين الحكومية والشمس تفتح عينيها عند السابعة صباحاً..
وتعتبر الجنينة الشيخ التجاني عبدالمالك أحد أبوابها يلج الناس المدينة عبره لعلمه ورجاحة عقله واحترام الناس له فهو كاتب عقود الزواج ورغم كبر سنه ومرضه الذى اقعده عن مواصلة الناس بمزاولة مهنة المأذون الا ان الناس ظلت تمارس طقوس العقد في داره اجلالاً وتقديراً له.. والجنينة – اظنها – المدينة الوحيدة في السودان تمارس عقد الزواج في التاسعة صباحاً..!

صحيفة الراي العام