[ALIGN=JUSTIFY]أول مرة ادخل فيها السينما كان في بداية تسعينات القرن الماضي. ولا اذكر بالضبط إن كانت في العام 1990 أم 1991.. المهم كنا نتحرك نحو سينما “النيلين” ذلك المبنى الواقع شرق مباني مساكن الشرطة بأبي حمامة بالخرطوم، ويقع شرق السينما ميدان الديم. كنت ضمن آخرين من الشباب الساعين إلى معرفة المزيد من الجديد عن طريق مثل هذا التصرف المحرم علينا.. وأقول بأنه محرم علينا لأننا كنا.. وليس كلنا “فقد كنا ثلاثة أو أربعة” من بين أكثر من (15 – 20) شخصاً نذهب السينما دون علم أهلنا، الأمر الذي جعلنا فيما نتوقف دون طلب من الأسر بإيقاف ما نفعل فقد اشتدت علينا بعد ذلك الواجبات المدرسية ووجدنا أنفسنا نتدحرج إلى الخلف في النتائج المدرسية خاصة بالنسبة لي ولا أنسى حتى اليوم السؤال الذي وجهه لي الوالد عندما أتيت إليه بنتيجة الامتحان منتقلاً من الصف الثاني الثانوي العالي إلى الثالث: “ماذا حدث لك أن تهبط فجأة من الترتيب الثاني للفصل لتكون رقم 20 ؟”… هذا سؤال سادتي لم أجب عليه وليتني استطعت العودة إلى نقطة العزيمة والإصرار والحماس للمناقشة كانت الأفلام التي كنا نشاهدها هي الهندية والصينية، وتتميز الأفلام الهندية التي كنا نشاهدها بنهايات ثابتة تنتهي بانتصار البطل الذي لا يقهر أبداً ويستطيع فيه البطل التغلب على أكثر من خمسين شخصاً. أما الأفلام الصينية فقد بدأت مشاهدتها معجباً بشخصية بروس لي حتى مجيء جاكي شان والأفلام الصينية أكثر غرابة من الهندية ففيها يستطيع مقاتل الكونفو التغلب على على قرية كاملة وكتيبة من المقاتلين.. هكذا تعودنا وما أكره في الأفلام الهندية الأغاني الطويلة والرقص فلقطاتها تصيبني بالنعاس والضيق.
أما أول فيلم عربي أحضره في السينما فكان في مدينة بورتسودان عام 1992م وكان عن شخصية جمال عبد الناصر وحرب 1967م. وهذا الفيلم يحكي وقائع تاريخية كانت ضمنها مؤتمر الخرطوم الشهير بلاءاته الثلاث.
وتدور الأيام ونحن نعرف الجديد كل يوم حتى جاء الزمن الذي ليس معرفتنا بالهند والصين من خلال أفلام الرقص والحب والرومانسية والقتال فقط، لكن تحولت المصالح إلى صداقات أقوى مما كنا نشاهد في الأفلام فقط. فالشركات البترولية الهندية والصينية هي الأولى من حيث إنتاج النفط السوداني.
ونحن في زمان العولمة الذي نظن فيه انتهاء السينما نعود إليه بقوة جاذبة سياسية هذه المرة ولن أكون وحدي، والفيلم الذي لا “أود” مشاهدته واتمنى مشاهدته ليس هندياً ولا صينياً لكنه آسيوياً.. والرد عليه إفريقي.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 964- 2008-07-20