منوعات

رمضان في أرض الهجرة

إثيوبيا الحبشة أباسينيا كلها مسميات لأرض يعد إنسانها من أقدم الشعوب الإفريقية وتعد البلاد مهدا لحضارة الإنسان ويشير التاريخ إلى إنسان منطقة عفار الاثيوبية هو الأقدم في الوجود على اليابسة، إثيوبيا أرض لمزيج من الحضارتين الإسلامية والمسيحية، يعتز مسلمو الحبشة لتاريخهم الحافل بالكرم والشجاعة والنبل تمثل ذلك في ضيافة أصحاب رسول صلي الله عليه وسلم خلال رحلهم الأولى والثانية كما لا يقتصر اعتزازهم بذلك فقط وأيضا لما بذله أجدادهم حفاظا على الثراث والمظاهر الإسلامية في بلادهم، منها على سبيل المثال لا الحصر مقابر النجاشي وقبور الصحابة في منطقة وقيرو بالقرب من مقلي عاصمة إقليم التقراي شمالا وسور هرر العظيم شرق البلاد. يستعد مسلمو إثيوبيا عادة في جميع أرجاء بلادهم التهيئ لشهر رمضان بمظاهر تدل على احترام وقدسية هذا الشهر العظيم حيث تتغير الكثير من الأنشطة المعتادة في حياتهم اليومية، كما أن أغلب المسلمين هم من الصوفية منهم المكاشفي والقادري والتجاني والسماني أغلبها نقلت عبر شيوخ من السودان، المدائح النبوية هي ما تسمع في أغلب الأمكنة أغلبها سودانية تحديدا أولاد البرعي أما من لا يميز معاني العربية فكل غناء سوداني مبارك عندهم في هذا نسبة للعربية، كما تشل حركة السوق و يقل الإزدحام بينما النساء في البيوت يسعين ويستعدن في إعداد مستلزمات الشهر من طعام وشراب وكل قومية لها طعامها المميز حيث أن عدد قوميات إثيوبيا يفوق الـ 80 قومية. أشهر الأطعمة مثلا في منطقة هرر شرق إثيوبيا شوربة المرق وتعد بطريقة خاصة، وفتة الششبسا عند أغلب بقية المجتمع الاثيوبي أما العنصر المشترك في الأطعمة الإثيوبية هو الشطة أو البربري إلى جانب السمن الذي يستعمل بدلا من الزيون في أغلب الأحايين.

خلال أيام الصيام يلتف الناس جميعا حول مائدة الرحمن والعادة أن يقوم الصغار بخدمة الكبار بدء من تجهيز الماء لغسل الايدي وبعد صلاة المغرب تجلس الأسرة للدعاء وطلب الاستزادة ببركات الشهر وبعدها يهرول الناس رجالا ونساء شيبا وشبابا لأداء صلاة التروايح في جماعة وبعد الفراغ منها تبدأ رحلة طقوس القهوة التي تعد واحدة من العادات المشتركة في عموم إثيوبيا إلا أن بعض القوميات يفضلون شرابها بإضافة الملح والسمن كثقافة موروثة لدي قومية القوراقي بجنوب البلاد، تمتد رحلة القهوة بدأ من “أبول” وهو الأول وثاني وثالث فنجان حتى الساعات الأولى من الفجر أحيانا. لا يدرك المرء أهمية ومكانة نبتة القات لمسلمي إثيوبيا وما ويصفونها بالمباركة حيث أنها تعمل على إيقاظهم ونعنشتهم حتى الليل من أجل الذكر، بينما يعتبرها البعض الأخر بانها عادة سلبية لما تسببه من تغير في حال كل من يستعملها علميا هي منبه أقوى من مادة الكافيين الموجودة في القهوة وليست لها اضرار تذكر. ففي شهر الصيام تجد نبتة القات رواجا تجاريا كبيرا وعموما أسعارها في متناول الجميع حيث أن أنواعها واختلاف جودتها تتحكم في الاسعار.

كسرة الإنجيرة المصنوعة من دقيق الطيف لا يوجد مثيله في العالم. وملاح الكي واط أو ما يعرف بالزغني أحد أبرز الأطعمة المشتركة في عموم إثيوبيا

آخر لحظة