معرض للتصوير يكشف جمال القاهرة
أماط 50 فنانا في مجال التصوير الفوتوغرافي اللثام عن جمال مدينة القاهرة القديمة من خلال أكثر من 150 عملا فنيا، عرضت أمس في افتتاح معرض “رمضان بالقاهرة” الذي يمتد حتى التاسع من سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال مدير مركز سعد زغلول الثقافي الفنان طارق مأمون إن “المعرض يعبر عن وجوه مصر المختلفة، المعمارية والأثرية والتاريخية والإنسانية، ويساهم في تثقيف الجمهور بجماليات مدينة القاهرة”.
وأضاف مأمون في حديثه للجزيرة نت أن الأعمال الفنية المشاركة تندرج في مجموعة رئيسية، هي البيوت والمساجد والناس البسطاء والحرف اليدوية وجمال الإضاءة للقناديل الإسلامية والمشربيات، وجميعها يحمل العديد من الرموز الثقافية المصرية.
وأشار إلى أن المعرض أقيم بالتعاون مع “مركز التكعيبة للتنمية الثقافية”، الذي بذل جهدا كبيرا في تدريب المشاركين، ومعظمهم يعرضون أعمالهم لأول مرة، وتم اختيار 50 من المحترفين والهواة لعرض أعمالهم، التي تعكس مستوى إبداعيا ينم عن تميز.
مأمون: المعرض يساهم في تثقيف الجمهور بجماليات مدينة القاهرة (الجزيرة)
ومن جهته، يرى مدير مركز التكعيبة أحمد حسن أن المعرض هدف إلى إيجاد “جيل جديد على درجة راقية من الثقافة والفهم والتذوق للفنون وللتاريخ وللآثار”.
وأشار إلى أن الورش الفنية السبع لفن التصوير الفوتوغرافي، التي أقامها المركز وامتدت على مدى عام ونصف، وأنتجت هذا المعرض، سعت للكشف عن المواهب والطاقات الكامنة لدى هؤلاء الشباب، وتشجيعهم على إتقانها.
جمال مغمور
على مستوى آخر، أكد حسن في حديثه للجزيرة نت أن القيمة الفنية للمعرض تكمن في أنه يكشف عن “جمال مغمور لمدينة القاهرة افتقده الناس في زحام الحياة اليومية وأعبائها، فترى هذا الجمال من جديد تحت الضوء”، وتابع أن قيمة المعرض تتجلى أيضا في أهمية توثيق الطقوس الشعبية الرمضانية.
وفي رؤيته لدور مثل هذه المعارض، أشار مدير الورش الفنية والثقافية بمركز التكعيبة إبراهيم الشيوي إلى أن المركز يهتم بنشر فنون الثقافة، من خلال ورش متنوعة حول الرسم والتصوير والتصحيح اللغوي والتمثيل وغيره.
وأضاف أن ورش التصوير الفوتوغرافي تخصصت في عدة قضايا منها “شوارع مصر”، وكل فنان لخصها في صورة واحدة بالمعرض.
ونبه الشيوي إلى أن ورش العمل السبع لكل منها رؤية مختلفة، بهدف تثقيف المشاركين من المحترفين والهواة والجمهور في تاريخ مصر وآثارها وتراثها وشعبها.
وفي تفصيل هذه النقطة، قال حسام محمد الذي شارك بصورة فوتوغرافية لسقف مسجد السلطان برقوق -بما يحمله من زخارف وتصميمات وألوان جميلة- إنه تأثر بالتصوير الميداني لشارع المعز لدين الله الفاطمي، لأنه بمثابة متحف مفتوح مليء بالمساجد والآثار الإسلامية.
”
فن التصوير الفوتوغرافي يرتقي بالعين، ويجعلها تبحث عن الجمال في كل شيء، فلكل مخلوق جمال خاص علينا اكتشافه، والأشياء البسيطة قد تحمل قيما جمالية عميقة علينا تأملها
”
الارتقاء البصري
بدورها عبرت شيماء سيد -مشاركة في المعرض- عن إعجابها وسعادتها بفكرة التصوير الجماعي، الذي أثرى تجربة التعلم والتفكير والعمل الجماعي لديها، مع احتفاظ كل مشارك بإحساسه وزاويته الفنية الخاصة.
وأضافت في حديث للجزيرة نت أن الكاميرا قد تسجل وتكشف مالا تدركه العين، حيث تتوقف وتتأمل وتتعمق أكثر، مشيرة إلى أن فن التصوير الفوتوغرافي يرتقي بالعين، ويجعلها تبحث عن الجمال في كل شيء، “فلكل مخلوق جمال خاص علينا اكتشافه، والأشياء البسيطة قد تحمل قيما جمالية عميقة علينا تأملها”.
ومن جهتها قالت الفنانة حورية السيد -إحدى زائرات المعرض- إن المشاركين يصورون حالة رمضانية روحانية خاصة داخل المجتمع المصري، وأعمالهم تسجيل للواقع بشخوصه وأماكنه وأحيائه القديمة، من خلال لقطات تفصيلية أحيانا وكلية أو تجريدية في أحيان أخرى.
وفي المقابل، انتقدت ضعف متابعة الجمهور لهذا المعارض، وحملت وسائل الإعلام المختلفة مسؤولية تعريف الناس بهذا المعرض الذي كشف بالصور جمال مدينة القاهرة القديمة.
الجزيرة نت