زينب بت الكنزي: جدة تنافس أحفادها في الوصول إلى الجامعة
بدأت مشوارها في العام 2007 لتضرب انموذجاً للعزيمة والاصرار، الحاجة زينب الكنزي في العقد السابع من عمرها استطاعت ان تجتاز امتحان الشهادة السودانية في المساق الأهلي بعد ثلاث محاولات لم توفق في البداية لكنها لم تيأس وانما كانت تستمتع بالاعادة في كل مرة أكثر من السابقة على حد قولها، الحاجة زينب صاحبة الظل الخفيف لا تفارق الابتسامة وجهها قالت لنا الكثير عن مشاكساتها في المدرسة مع اساتذتها وزميلاتها اللائي في عمر احفادها اثناء الدراسة وفي ايام الامتحانات وتحدثت إلينا بكل شفافية، لم تمل الحديث معها فالفكاهة هي أبرز ملامحها.
٭ طلبت منها أن تحدثني عن نفسها قليلاً فاستجمعت قواها وقالت:
– أنا زينب محمود ابراهيم الكنزي في البداية درست الكتاب ووصلت فيه مرحلة توازي الصف الثالث الابتدائي وبعد ان توفى والدي انتقلنا إلى اسوان وتزوجت ولكني لم اصرف النظر عن الدراسة إلا ان العوائق الاجتماعية حالت دون ذلك.
٭ وعن بداية عودتها للدراسة قالت؟
– دخلت المدرسة مع احفادي الثلاثة وكان ذلك في المدارس المصرية في العام 1991 وامتحنت ولكن شاءت الظروف ان اختلف السودان ومصر وحدثت مشاكل واغلقت المدارس هناك وعدت إلى السودان ودرست وامتحنت مرة أخرى ونجحت فيها الاثنين وتم توزيعي في مدرسة عواطف عبد المتعال الثانوية ولكن بسبب المرض لم ألتحق بها وبعد ان تعافيت واصلت دراستي في معهد شروني.
٭ حاجة زينب كم مرة جلست للامتحان؟
– رمقتني بنظرة فاحصة وقالت ثلاث مرات الاخيرة كانت ثمرة جهود العامين السابقين.
٭ أين كانت الصعوبة بالنسبة إليك في المواد؟
– ردت وهي تعبر عن انتصارها على مادتي الرياضيات والانجليزي وقالت ان هاتين المادتين تسببت في عدم نجاحي عندما جلست للامتحان في المرتين السابقتين.
٭ كيف اجتزت هذه العقبة؟
– كان هناك استاذ يطلب مني ان يدرسني وكنت مازحه واضحك عليه واقول له كيف يمكن ان انجح وانت استاذي والحقيقة انه شاطر جداً في السنة الاخيرة استجبت له وقد ساعدني كثيراً في مادة الرياضيات وعن مادة الانجليزي كان لأبنائي فضل كبير في نجاحي فقد دلوني على طريقة سهلة جداً للاجادة.
٭ ماذا عن المذاكرة؟
أنا منذ صغري لا أحب المذاكرة واجلس كل يوم بعد ان يذهب احفادي إلى الروضة نصف ساعة واحياناً ربع ساعة فقط.
٭ حاجة زينب انت مشاكسة في المدرسة؟
– ضحكت بصوت عالٍ وقالت لي.. جداً كنت داخل الفصل كغيري من الطالبات ولكن عندما اخرج إلى فناء المدرسة لا اترك احداً في شأنه وكنت أدلع الاساتذة. وأصغر أسماءهم وكذلك الطالبات ومن اجمل المشاكسات التي تستحضرني (يوم امتحان الانجليزي كانت في بت قاعدة جنبي اتلفت يمين وشمال وقولت ليها جيبي الورقة دي جاي أنا كل مرة امتحن وما انجح وشلت ورقتها وختيت قدامي) وعندما أتى الاستاذ وقال ما تفعلينه يا حاجة زينب لتدخلي في مشاكل وطلبت منه ان يقوم بتحويل الطالبات اللاتي يجلسن بجانبي (لأنهم كلهم ما بقعوا معاي).
٭ ألم تكن الاعادة تصيبك بالاحباط؟
– صمتت قليلاً ثم قالت بالعكس كل مرة كنت اعيد فيها احس بمتعة أكبر وعندما تظهر النتيجة كنت اذهب من اجل ان اسجل للعام الجديد ولا اهتم لمعرفة النتيجة وفي آخر مرة جلست فيها ذهبت لأكرر نفس العملية ولكن الاستاذ فاجأني بالنجاح واتهمته بالمزاح.
٭ صفي لي تلك اللحظة؟ اخذت نفساً عميقاً واجابت لم اصدق اخذت الورقة وذهبت إلى السائق وكان الاساتذة يطالبوني بشربات النجاح قلت لهم أنتم تمزحون وتريدون أن تحتفلوا بفشلي وعندما أكد السائق نجاحي لم أصدقه هو الآخر واتصلت بأبناء أخي لكي يأتوا إلى المدرسة وأتأكد من النتيجة، وعندما نظرت إلى التفاصيل وجدت اني أحرزت في مادة القرآن 99 درجة والأدب 81 درجة والتاريخ 74 درجة.
٭ كيف كان صدى النجاح على الاسرة؟
– البكاء كان ابرز علامات الفرح وتوالت الاتصالات الهاتفية وتخللتها المزاحات والدعابات واتصل بي أبو أبنائي من مصر ومازحته وقلت له (أكتب لي نص فدان من بتوعك) وبعدها قلت لأبنائي (أبوكم دا بقى ما ينفع معاي دايره لي واحد صف هلو الاكاديمي عالي) وقال لي احد احفادي (قال لي اعملي حسابك من اولاد الجامعة الطائشين واوع تديهم تلفونك) وكان كل من يبارك لي اقول له مبروك للسودان.
٭ هل شعرت بأثر تجربتك على المجتمع؟
– هناك الكثير من النساء تركن الدراسة وعندما نظرن إلى تجربتي وانا في هذه السن عدن للدراسة مرة أخرى.
٭ بما تنصحي آخرين فهم خارج الحقل العلمي؟
– أنصحهم بالعودة للتعليم فليس هناك ما يساويه فهو يملأ الفراغ ويرفع رأس البلد ويجب أن نكون كلنا متعلمين.
الصحافة
حاورتها: هند رمضان