الظلام الملعون: ماذا فعل بالمصريين وماذا فعلوا لمواجهته؟!
اعتاد المصريون منذ زمن أن يضيئوا ليالي شهر رمضان المعظم بلمبات الفرح التي كانت تزين أغلب الشوارع، كما اعتادوا على إقامة الولائم والعزومات في حضرة شهر البر والإحسان، لكن هذا العام مختلف من كافة المجالات، بحرارته الملتهبة مختلف، وبكهربائه المنقطعة دوما مختلف، وبنار أسعاره التي تكوي الوجوه، انه حقا مختلف.
فمع تواصل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في معظم المحافظات زاد استياء المواطنين الذين قابلوا استخفاف الحكومة بمعاناتهم بعدد من الوقفات والمظاهرات الغاضبة وعشرات الشكاوي لمسئولي الشبكات دون رد أو حتى نقطة نور لساعات طويلة، بحسب ما نشرته صحيفة الدستور الأسبوعية المصرية المستقلة.
ففي الفيوم، تظاهر العشرات من أهالي قرية سيد بركات التابعة للمحافظة احتجاجاً علي الانقطاع المستمر للكهرباء بالقرية منذ أكثر من شهر وتحميل القرية كلها علي محول واحد. وأكد أحد المتظاهرين أن الأهالي يبيتون هم وأسرهم في الشارع من شدة الحر بعد أن تسبب الانقطاع المستمر في الكهرباء في احتراق ثلاجاتنا ومراوحنا وجميع الأجهزة الكهربائية.
ورغم أننا تقدمنا بعدد من الشكاوي للمسئولين لكن لا حياة لمن تنادي. وقد قام المتظاهرون بقطع الطريق بحي الجون أمام شبكة الكهرباء ومنعوا السيارات من المرور، رافضين دفع الفواتير ومطالبين الشركة بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم وقد قام مدير عام الشركة بمقابلة وفد من أهالي القرية وحاول تهدئتهم إلا أن الأهالي لوحوا بالعودة للتظاهر ما لم يتم تحديث محول الكهرباء.
وفي الغربية أيضاً تواصلت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مراكز ومدن المحافظة خلال شهر رمضان حيث شهدت عدة قري بمركز كفر الزيات انقطاعاً للتيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة بصفة شبه يومية وهو ما أدي إلي استياء المواطنين الذين قاموا بإبلاغ مسئولي شركة الكهرباء وتقدموا بشكاوي عديدة دون جدوى.
أحد المحال التجارية بدون كهرباء
وكان اللواء أمين راضي ـ وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب ونائب الدائرة ـ قد تقدم بسؤال عاجل إلي رئيس الوزراء ووزير الكهرباء حول تكرار انقطاع الكهرباء بقري مركز كفر الزيات لساعات طويلة وآخرها انقطاع التيار الكهربائي عن 6 قري بخط كهرباء مشلة والذي يتعدي طوله 50 كيلو متراً. وقال النائب إن كفر الزيات عادت إلي القرون الوسطي بعد استمرار انقطاع التيار الكهربي عنها أكثر من مرة. وطالب بسرعة تقسيم الخط ورفع الجهد من عليه وتركيب معدات التوصيل الأوتوماتيكي لتلاشي انقطاع الكهرباء مجدداً.
وعلي نفس المنوال، استمرت حالة الغضب الشديد بين مواطني محافظة المنوفية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، خاصة بين أهالي القري بمراكز بركة السبع وقويسنا وأشمون وشبين الكوم ومنوف وتلا والشهداء ، لمدة ساعات وعلي فترات متقاربة علي أن أشهر الانقطاعات حالياً هو ما يشهده عدد كبير من قري شبين الكوم وقويسنا وأشمون أثناء تناول طعام الإفطار وصلوات التراويح واستمرار انقطاعه لأوقات متأخرة من الليل. فيما شهدت مدن المحافظة انخفاضاً ملحوظاً في الانقطاعات من حيث عدد الانقطاعات ومدة كل انقطاع بالمقارنة بالانقطاعات التي شهدها الأسبوع الأول من شهر رمضان.
وفي كفر الشيخ، استمر انقطاع التيار الكهربائي حتي عن مديرية الأمن والمحكمة ومديرية التربية والتعليم، والبريد، وهيئة الصرف الصحي، علي أن المواطنين هناك يذهبون للأماكن المفتوحة لتناول الإفطار والسحور هرباً من جحيم ارتفاع درجة الحرارة.
من ناحية أخري، وتعليقاً علي تقرير منشور في “الدستور” أكد المهندس عبد الستار أبو راس ـ رئيس مجلس إدارة شركة مصر الوسطي لتوزيع الكهرباء ـ أن خطة تخفيف الأحمال عن المحولات الكهربائية تتم وفق خطة مدروسة ومنظمة، وأنه لا يتم قطع التيار إلا في حالة زيادة الأحمال، وأن الانقطاعات التي تحدث بالمنازل سببها زيادة الأحمال بسبب كثرة استخدام التكييف، لافتاً إلي أن الكهرباء لم تنقطع عن محافظة المنيا الجمعة الماضية أثناء صلاة الجمعة وأن الأهالي لم يضطروا للصلاة خارج المسجد.
محيط