أمينة الفضل

معركة رياضية


[ALIGN=CENTER]معركة رياضية[/ALIGN] كلما تناسى العالم السودان قيض الله له من يجعل من اسمه متداولاً على وسائل الإعلام العالمية، وقد كانت مباراة مصر والجزائر سبباً في حضور السودان بكثافة على أجهزة الإعلام المختلفة، لكني ومن منطلق انني أشجع اللعبة الحلوة كما يقال حرصت على مشاهدة المباراة بعد ان هيأت نفسي لذلك وإنقسم المنزل لفريقين أحدهما يشجع الجزائر والآخر مع مصر وكنت مع الفريق المصري لكثير من التوافق بيننا والإخوة المصريين، ولأنني لست خبيرة بهذه اللعبة فقد بدأت معرفتي بأسرارها منذ المرحلة الثانوية عندما كنا نلعبها في حصة الرياضة على يد المربية الفاضلة سعاد عبدالرافع، وإنتهت بتشجيعي لفريق المريخ أيام الراحل سامي عزالدين قبل ان تتراجع الكرة هذا التراجع المريع، ولذا فقد حرصت على مراقبة اللاعبين وتحركاتهم داخل الميدان الأخضر، وقد بدأ جلياً ان الإعلام لعب دوراً كبيراً في تأليب وتحريض اللاعبين قبل ان يؤلب جمهور المشجعين، وهذا وضح في وجوه اللاعبين وتحركاتهم داخل الميدان وللحقيقة أقول ان المتابع من جهاز التلفاز يختلف عن المشاهد عبر الإستاذ فالتلفاز يأتيك بكل الإتجاهات ويقرب لك الصورة ولهذا كنا نرى التحرش الواضح من لاعبي فريق الجزائر بلاعبي مصر ومحاولة عرقلتهم وقطع الطريق عليهم وإفتعال المشاحنات لتضييع الوقت عليهم، وكان واضحاً أيضاً ان التعبئة السلبية ضد الإخوة بعضهم البعض قد أتت أُكلها تماماً إذ أصبحت هذه المباراة مادة دسمة حتى للإعلام الإسرائيلي الذي شمت بتناحر العرب وإختلافهم حتى على لُعبة فما بالهم بما هو أكبر، ثم على ماذا يكون الإتفاق اذا كان الإختلاف على كرة قدم! قبل المباراة إمتلأت شوارع الخرطوم بالإخوة الجزائريون وكانت هذه اول مرة تأتي مثل هذه الحشود للبلاد وتفاءلنا خيراً بهذا المقدم بإختيار الخرطوم منطقة محايدة تقام عليها المباراة وإجتهد السودان وفتح أبوابه وذراعيه مستقبلاً إخوته من البلدين، لكن خاب ظننا بما أُختتم به هذا الإستقبال من الإخوة الجزائريون الذين إعتقدوا أنهم سيلتقون أعدءهم ليُعملوا فيهم أسلحتهم وقد كان منظرهم وهم يغلقون الطرق الرئيسية بالخرطوم ويعطلون حركة المرور يوحي بما سيفعلونه في ذات يوم المباراة ورغم ذلك تجاوب معهم المواطن السوداني إكراماً لضيوف البلاد، لكن ان تصل الأمور لحد تخويف المشجعين السودانيين، ثم ومن بعد المباراة تحطيم مقاعد المطار وتخريبه بإلقاء بقايا الطعام والشراب وقوارير المياه بحجة أنهم لم يكونوا بوعيهم إنما بفعل المسكرات فهذا ما لا نقبله ونحن دولة تقول بأنها تقيم الشريعة في حكمها فمن أين جاءت هذه الخمرة التي أدارت رؤوس المشجعين فأداروا معهم مطار الخرطوم رأساً على عقب، وبعد كل هذه المناظر القبيحة والتحدي السافر من بعض المشجعين تظل الجزائر صامتة دون إعتذار لما بدر من مواطنيها ذات السكوت مارسته مع مصر فلم تقدم إعتذاراً عما بدر من مواطنيها تجاه المصريين والإهانات التي وُجهت لهم وكأن هذه المباراة قمة سياسية وليست كروية وقد وضح جلياً ان هناك بعض الترسبات بين البلدين والا لما حدث ما حدث، حقيقة لقد إنفعلت بالمباراة حتى أنني كنت أُعلق على الأحداث الظاهرة امامي قبل ان تنتهي المباراة التي أحزنتنا نتيجتها، وزاد تعاطفي مع الإخوة المصريين خاصة بعد ان بثت قناة الحياة المصرية المناظر الغريبة لتحطيم زجاج نوافذ الباصات التي تقل المشجعين المصريين للمطاروإصابة ععد كبير من الإخوة المصريين وقد تحدث المستضافين عن السودان وكرمه وطيبة أهله وتشجيعهم لهم وكذلك فعلت قناة دريم ولذا يجب ان نقول أنه اذا أجحفت بعض القنوات بحقنا فإن البعض الآخر تعامل بصدق وشفافية ومهنية عالية كذبت ما أراد البعض ممن يعملون في القنوات الأخرى ذات الأجندة الخفية ان ينسبوه للسودان الذي لا ذنب له الا أنه ارتضى ان يستضيف إخوته من البلدين ولو كان المسؤولون في بلادي يعلمون الغيب لما سمحوا بمثل ما حدث ان يحدث، لكن يبقى ان نقول العاقل من اتعظ بغيره وما دخل لخزانة الدولة بسبب المباراة خرج أيضاً بسببها، فالخراب أكبر مما يتصوره العقل، ولا نريد الإسترسال أكثر فقد سبقني إخوتي في الوسائط الإعلامية المختلفة بالحديث والتعليق والتوضيح، فقط نقول ان ما حدث كان معركة رياضية وليس لعبة كروية.
مرايا أخيرة:
رغم ما حدث نقول للأخ جمال الوالي لقد أثبت أنك رجل المرحلة ويكفي إستاد المريخ وروعته وثابر لتصل به لمراحل عالمية فربما أُقيمت عندنا مباراة دولية بأندية عالمية.

مرايا
aminafadol@gmail.com


تعليق واحد

  1. والله حيرني موضوعك …. تدافعي عن المصريين وكأنك لم تسمعي كل سبهم وشتمهم للسودن والامن السوداني … غريبة فعلا

  2. دفا عك عن لمصريين ازعجني لانهم كذابين ولا يقبلون الهزيمه ليس لهم روح رياضيه ارجو ان تكوني موضوعيه كما عرفناكي