منى سلمان

الريلة الما لاقيت مثيلا

[ALIGN=CENTER]الريلة الما لاقيت مثيلا [/ALIGN][/B] كالعادة، كلما ذهبنا لمقابلة أحد كبار الاخصائين بعيادته في ذلك المستوصف الشهير، انجرفنا مع تيار الداخلين إلى صالة الانتظار الـ (٨*٦)، والتي تطل عليها خمس عيادات ويتزاحم المرضى ومرافقيهم بالمناكب للجلوس على مقاعدها المحدودة العدد .. بينما توجه (سيد الاسم) للكاونتر لمتابعة الحجز، شققت طريقي (عفصا) و(مزالفة) حتى نهاية القاعة لأجلس على مقعد مطرّف، في بقعة لا يصلها همبريب التكييف ولا طوطيح ريش المروحة الوحيدة بقادر على دفع الكتمة ونقص الأكسجين الناتج عن كثرة المستهلكين له بالتنفّس
كانت القاعة الصغيرة تغلي بفعل تجمع ما يفوق المئة نسمة ما بين واقف وجالس ومتاوق من القاعات المجاورة، ممن لم يجد موقع قدم في نفس المكان، ففضل الجلوس بالخارج والمزازة بين الحين والآخر لمتابعة تسلسل (الدور) .. مع مرور الوقت تناقص عدد الانفس وتمكنت من التقاط أنفاسي، وقرابة الساعة الحادية عشر مساء حان دوري للدخول على الطبيب .. جلست في المقعد المقابل له وأنا أحلم بفرصة لأحكي وأشكي من (العلي)، ولكن طبيبي والذي تجاوزت تذكرة الفوز بالدخول عليه ورؤية طلعته البهية سقف المئة جنية بالجديد، يبدو أنه قد نسى تماما كل ما يتعلق بتفاصيل حالتي الصحية وحق له فكيف يمكن أن يتذكّر (العلي)، بينما يستقبل يوميا – في الفترة المسائية فقط أكثر من ثلاثين حالة مرضية ..
ثلاث دقائق فقط بالحساب كانت هي كل حظي في المقابلة قبل أن يقوم بزحلقتي، قضاها طبيبي – بعد سماع شكايتي الحالية – في كتابة لستة فحوصات لا علاقة لها بتاريخي المرضي من قريب أو حتى باللفة !
خرجنا من عنده وأنا مشغولة بحساب سعر الدقيقة لشوفة الغاليين فوجدتها حوالي الخمسين جنية .. الشي قابلنا (د. البرادعي) ؟!
انتشار ظاهرة المستوصفات الخاصة في بداية التسعينيات، وطرحها لميزة رفاهية العلاج المصحوب بخدمات فندقية .. عيادات نظيفة تفوح منها روائح المطهرات وملطفات الجو البارد والذي توفره الكندشة الدائمة من كهرباء لا مقطوعة ولا ممنوعة، كانت مصحوبة بنظرة سالبة مفادها أن هذه المتوصفات بسماحة (جمل الطين) .. سماحة خارجية بدون مضمون وتصلح فقط كـ (دور نقاهة)، فإذا كنت تعاني من مرض خطير أو وضع صحي حرج فلا سبيل أمامك إلا بالتوجه للمستشفى العام، فهو على (شناة مرافقه المرّة)، إلا أنه المكان الوحيد الذي يمكنك الاطمئنان على حصولك فيه على الادوية المنقذة للحياة والأهم الحصول على التشخيص السليم والمعالجة الفاعلة من كبار الاختصاصيين .. العنابر المهتوكة الأسرة بمراتبها التي عششت فيها الجراثيم وفرّخت، كانت توفر لمرضاها متابعة طبية متواصلة على مدار الاربع وعشرين ساعة، لم تكن لتتوفر في المستوصفات الفندقية التي لا يدخل غرفتك فيها إلا من يحمل صينية الطعام، لذلك كانت تلك المستوصفات في بداياتها عبارة عن ملجأ لمرضى الراحات الذين يعانون من تبعات اسرافهم على انفسهم بالترطيب، هؤلاء الذين إذا ما أصابهم (الحي حي الفي اللحم الحي) سارعوا بقطع التذاكر والسفر للقاهرة أو لندن ..
تغير الحال فتدهورت المستشفيات العامة لدرجة أنه عندما تصعب معالجة المريض فيها أو يتدهور وضعه الصحي، (يضطر) أهله للقطع من لحمهم لتحويله لأقرب مستوصف، بعد أن كان مريض المستوصف إذا (تعب) اسرعوا به للمستشفى العام مكان العلاج (الجد) .. ضف إلى ذلك (ضف دي فظيعة عجبتني) تزايد أعداد المؤسسات والشركات التي تعقد اتفاقات مع المستوصفات الخاصة لعلاج منسوبيها وذويهم، جعل هذه المستوصفات (تثقي) دائما بالاعداد الغفيرة من المرضى والمتمارضين المؤمنين بنظرية (أبو بلاش كتّر منّو ولو يضرك !)، وبالتالي أدى هذا التكالب لظهور الكلفتة والشغل العدي من وشك الذي كان يجعلنا نفر من المستشفيات العامة فرار النصيح من المصاب بانفلونزا الخنازير، هذا التكالب على المستوصفات هو ما دفع أطباءها لشغل الكلفتة بعد أن صاروا مثل السمكة التي شبعت فـ (نطت) من البحر ..
بالأمس فقط حظيت بمقابلة طبيبة فريدة من نوعها تدعى (الريلة عواض)، لو أسعدنا الحظ بـ عشرة من أمثالها، لتغير وجه التطبيب في مستوصفات بلادي .. أخذنا إليها (الري) بسبب وعكة بسيطة فـ حيرت شاويشنا بأدبها ولطفها، وثقتها من تشخيصها للحالة وأنها لا تحتاج لأي علاج .. و(الأدهى) أنها طالبتنا برقم هاتفنا حتى تتمكن من متابعة مريضتها كما تعودت ان تفعل مع مرضاها !!
عندما لاحظت دهشتنا فتحت لنا قلبه[/SIZE]ا و(فتت) .. حدثتنا عن إيمانها بأن من أبسط حقوق المريض على الدولة، أن تؤهل مستشفياتها بحيث تجعل خيار المستوصف (رفاهية) بحثا عن التميز والبرستيج، لا أن يقطع المريض من لحمه ليوفر (حقها) مجبرا .. غايتو عافية منك يا الريلة.

لطائف – صحيفة حكايات
[email]munasalman2@yahoo.com[/email] [/SIZE]

‫22 تعليقات

  1. وقت الريلة حيرت (شاويشكم) بلطفها وأدبها وكمان شالت رقم التلفون بتاعكم … اها انقوليك ..: خلي بالك من سيد الاسم … الريلة رتيلة وقرصتا بتخليك تقولي اوب علي الليلة … ههههههههههههه :lool: :lool: :lool:

  2. هذه الطبيبة تحترم نفسها وتحترم عملها .. وهى صفة تنقص الكثيرين الذين يرون فى اتقانهم لاعمالهم ووظائفهم نوع من العوارة والعبط .. او من يرون انهم يقومون باعباء وظائفهم على قدر الماهية !! .. هى دعوة لاتقان العمل مهما كان صغيرا..

  3. والله عافيييين منك نحن كمان ياالريلة المافي مثيلا وعافيين منك انت كمان يا استاذتنا وغاليتنا مني سلمان
    نحييك ونهديك تعظيم سلام .
    وهذه رسالة الي الحكومة الي تهيئة المستشفيات تهيئة كاملة حتي تكون قد وفيتا ولو بجزء بسيط من مديونية ابناء السودان الغاليين

  4. الاستاذة مني مساء الخيررررررررررررررررررررر

    العجب العحيب فى الشخص الذى يسجلالاسماء زى المالك تماما
    الاستاذة انتى كويس منحوك ثلاثة دقائق فى ناس قبل الواحد يتكلام امشى افحص الدم

  5. هل يا ربى بشوف الكلام دا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ولا عاملين نايمين

  6. كنت مع ذوجتى فى مستشفى متخصص فى النساء والولادة وكان الدكتور يريد ان يشرح لنا ما سيحدث حتى تكون الصورة واضحة لنا وكان الطبيب بروف عند وصولنا ادخولنا اجلسونا فى غرفة مخصصة للمريض والمرافق والطبيب ما ان جلسنا الا وجانا الطبيب بنفسه يستاذن منا انه لم يتناول غداءه وهو ساندوتش نسبة لانشغاله قلت لزوجتى الادب والذوق من طبيب بروفيسر يستاذن منا نحن الذين لم ندفع فلس واحد لانه مستشفى عام ولكن يشهد الله انه افضل ماائة مرة من مستشفياتنا الخاصة وجلست اقارن بين اطباؤنا الذين من المفترض ان يكون هذا التواضع من اخلاقهم وبكيت على حال اهل بلدى من الذل والمرض وعنطزة الدكاترة الامن رحم رحم ربى امثال الريلة اكثر الله من امثالها قولوا امين

  7. الاخت منى سلام وتحية

    والله ما عارف حكايتي معاكي شنو مرة تطلعي اسكندرانية تشعلي فينا مشاعر الدراسة فيما بين محطة الرمل وابو قير مرورا بالشاطبي والازاريطة وكامب شيزار واسبورتنج واختها ومحطة سيدي جابر وبقية البلد الجميل والناس الحلوين في ذلك الزمان الما قريب .. لكن اليوم اسعدتني بلقياك بالطبيبة الانسانة ابنة الدكتور المعروف عواض ، طيب الله ثراه فهي انسانة قبل كل شيء تربت على معاني انسانية الطب اولا من والدها … يعرفها اهل بورتسودان جيدا لما قامت به تجاه اهل مدينتها امتدادا لدور والدها … واعتقد انك لن تذهبي لطبيبة او طبيب غيرها بعد الموقف الذي ذكرتيه … هي مثال للفخر والاعتزاز .. وفقها الله وكثر لنا من امثالها .ودمتي .. طمبل.

  8. احمد الله ان خلقك سودانيه ويكفينا فخرا انك بيننا اطال الله عمرك وعيد سعيد وسلامي لسيد الاسم والعيال;)

  9. الصحة والسلامة والعفو والعافية والعيد مبروك عليكي بس ما تكتري في لحم الضحية عشان ما تطوطحي للمستوصفات تاني .
    البلاواي كثيرة لكن وين السامع العجب العجيب في ناس الامتياز في المستشفيات العامة خلي ساهي والله جنس افتراء والله البلد حيرتنا زاتا ، النسوي غلبنا بقينا نحس بالغربة في بلدنا الله يسترنا بباقي عمرنا بعد نروح المقابر;( :lool:

  10. السلام عليكم

    دى زولة فاهمة وواعية وبتقدر الدور المسند اليها ، وفعلا نحن محتاجين ناس يتهتم مش الناس العاوزة تعدى اليوم باى طريقة عشان الماهية وبس. انا اعمل مع خواجات بالمملكة وفعلا اهتمامهم بشغلهم يفوق الوصف حتى ولو كان ادق تفصيل لا يهملوه يعنى بيحللو الراتب البياخدوه

  11. ريلة عواض دي من بورتسودان مش كده علي مااظن

    لان بورتسودان كده

    شكرا

  12. كل عام انتم واهل السودان بالف خير
    في الحقيقة مقالكم يخوف ويفرح ولكن بس انا خائف ان يكون تحيز للنسوان ولذا اختارت اسم الريلة لان هنالك من يعدل الريلة ويزيد ولكن نحن دوما نختار بعض المحطات في حياتنا وننظر الي نصف الكوب الفارغ ونترك النصف الاخر لان هنالك بعض الاطباء فعلا افنوا عمرهم من اجل رسم البسمة والفرحة علي شفاه الصغار والمكلومين والمحتاجين فلهم التحية والتجلة وللريلة مثلها ونزيد
    والشئ الاخر اننا دوما نذكر الاعراض فقط ولا نسعي لتشخيص المرض واقصد هنا الظروف التي جعلت الاطباء يجعلون من مهنة القيم والمبادئ والاخلاق مهنة هدفها الاول والاخير المال يعني يا اختي الفاضلة انتي تشوفي في الفيل وتضربي في ضلو وبهذه الطريقة ستظل المشكلة قائمة والمعاناة موجودة لانوا يا بنت الناس لا يستقيم الظل والعود اعوج في الختام نتمني من الله ان يؤلف بين القلوب ويهدي اصحاب النفوس الضعيفة الي جادة الحق حتي يكون شعارنا يدا واحدة وهدف واحد من اجل المليون ميل وحفظك الله دوما يا سودان العزة والكرامة

  13. الاستاذه مني كل سنه وانتي طيبه والقابله في عرفات ان شا الله . . دكتور ريله محمد عواض هي كما ذكرتي واكتر ولا غرابة في ذلك فهي ابنة النطاسي البارع والطبيب الانسان د.محمد عواض طيب الله ثراه واسكنه الفردوس الاعلي من الجنه . . عرفتها منذ ان كانت طبيبه عموميه وهي تهتم بمتابعة مرضاها مان تو مان بلغة ناس الكوره:cool: ولا يهدأ لها بال حتى تطمأن علي صحتهم . . والله بورتسودان فقدت د. ريله وهي في أشد الحوجه اليها نسأل الله ان يردها الينا ردأ جميلاً ويا خرطوم الفيل شكيناك لي الله

  14. ضف الي ذلك (عجبتني انا كمان) الريلة مشاء الله ربنا يخليها بس الدكاترة مايسمعوا بيها عشان مايعتبروه خرجت علي اخلاقيات المهنة ،
    واحد زميلنا عمل فيها معلم طلع علي التربيزة ونسي المروحة فوق منو ، المروحة كانت شغالة آخر سرعة لامن فتحت ليهو جرحة كبيرة في جبهتو، وديناهو الحوادث أنا وجاري ، يلا جيبوا قطن جبنا ، جيبوا شريط جبنا ، امشوا اصرفوا الادوية دي من الاجزخانة (علي حسابنا برضو) اقعدوا انتظروا ، انتظرنا ، ج واحد كتب لينا ورقة لاجزخانة معينة (وصفا لينا الدكتور ) جبنا انبولة (حقنة) وبها مقدار من البنج وسلك لزوم خياطة ..
    اخونا المرافق علق وقال: أسع مش كنا عملنا الخياتة دي برانا

  15. :crazy: الغالية منى كل سنة وانت طيبة . الموضوع زكرنى معاناتى مع التهاب حاد زهبت للدكتور فى مستشفى الخاص تخيلى ان حالتى كانت محتاجة لاكسجين لكن تعامل ببرود اتخيلى اعطانى دواء فقط رجعت البيت امى عملت لى قرض بزيت والحمد لله بقيت تمام

  16. اختي المنينه بت عشه ان شاء الله تكون في جاحه في الطريق .اخ واخت للرير وكما زيادة لسوداننا وتكاثروا تناسلوا فأني مباهي بكم الامم .والف سلامه للرير والله يحفظ الريله بت عواض والزيها كتار من اهل بلادي

  17. isalute u in the name of allah and i wish u all the best bless idd mobark for us and u god bless alrilah bent awad :lool: 😉 😎 :lool: 😉

  18. 😎 تحية طيبة صدقينى انا من اشد المعجبين بمقالاتك بس نسيتى موضوع هام وهو هموم الخريجين بتمنى منك تعملى مقالات عن معاناتنا وسميها احلام خريج صدقينى فرق كبير بين يوم التخريج والموسيقى والقشره والواقع الاليم تصبح بلا امل وطموح واكيد زيادة نفسيات خاصة لو كان فى مسؤليات تجاه الاهل منى عارفاك ما بتخزلينى

  19. معقولة يا استاذة مني دي كلها اجازة عيد – عايزين الجديد وكل عام و انت بخير

  20. منى سلمان والله زكرتيني السودان في اجازتي

    ما ان استيقظ من نومي واقوم متكاسلا حتى اذهب للمكتبه متكاسلا كالمعتاد واحضر حكايات وجريده اخرى. لاداعي لزكر اسمها

    لكي اطالع خبرك وخبر اختنا الغاليه فاطمه كرار بالله عليك انقلي ليها سلامي معاك

    والاخ جعفر عباس وصاحبة حديث المشوكشين والمشوكشات بت حسن امين

    ع العموم انا هسي بكتب ليك في عجاله لاني لسه بالدوام تتخيلي

    علشان كده الناس تقدمت الساعه هسي 8 الا ربع مساء الناس با لدوام

    مش نحن الواحد يقادر مكتبو بالسودان 2 ظهر اوقبل بكثير وهو يسب ويسخط

    ع العموم حاكتب ليك تاني ان شاء الله لاني معي الكثير الكثير لارويه واحكيه واعلق عنه اذا كان يسعك السماع لحديثنا ومايصبك غرور الكتاب والمشهورين وتنسي تقرئي بريد القراء اوكي ياغاليه علي نفوسنا

    بالمناسبه بزكر في اجازتي السابقه جا علينا يوم والله ماقدر اوصف ليك عليه

    بصراحه كان فيه سموم بتعرفي السموم اكيد سموم منتصف الليل

    والله ماذلت محتارا فيه

    حاواصلكم زكرى انسان

    انسان مل غربته وبعاودو الحنين للعوده للوطن والوطن رافض يضمه ويحتويه