جلابية صينية.. هدية مغترب سوداني

ربما تقاصر مقص الترزي ودوره داهمه الصدى وأصبح مهدداً بالتآكل في ظل ديباجة (صنع في الصين) تلك الماركة التي اغرقت السوق العالمي بالمنتوجات السودانية ايضاً.
(رجفة الترزي) العبارة الشهيرة اصبح الترزي يتمنى نغمتها على الشفاه يوم الوقفة في ظل مهدد للجلابية يأتي بها جاهزة من السوق لذلك اصبح المغترب يرسل هدية جلابية جاهزة من بلاد المهجر بدلاً عن ارسال قماش يحجز لتفصيله عند الترزى بوقت كاف من قدوم العيد .
يبدو ان اعتمادنا على الجاهز من الصيني لم يقتصر دوره على صناعة الجلابية السودانية التي برعوا في اجادة تفصيلها بل تعداه الى صناعة (النبلة) التى نصطاد بها (القمرية) او (ود أبرق) وكلها طيور يحلو تناولها على نار الجمر.
(رجفة الترزي يوم الوقفة) مثل تعارف عليه الناس في السابق حيث كان الجميع ينتظرون خروج الجلابية مع وعد متكرر من الترزي الى أن يأتي يوم الوقفة، حيث تزيد فيها الرجفة مع حركة سيرالمكنة . والناس واقفين على رأسه في انتظار خروج الجلابية بعد اكمال تطريز خيوطها.
بعض الترزية الماهرين كانوا لا يستلمون اى قماش جلابية بعد منتصف رمضان حتى لا يدخلون في زنقة الحرج الشديد مع الزبائن.وما حجم من دور الترزية في العيد اعتماد البعض على الجلابية الجاهزة سواء أكانت محلية او مستوردة صينية بالمواصفات السودانية، وحتى ان الجلابية لم يعد قاصر لونها على الابيض كما في السابق بل ظهرت جلاليب بألوان وصيحات مختلفة يرتديها الشباب.
حتى ان بعض الترزية اضحى شغله في ترقيع وخياطة الجلاليب المتهالكة او صناعة السراويل التى يفضلها البعض ان تكون صناعتها مجملة بدباجة (صنع فى السودان).
الراي العام
الخرطوم : مبارك حتة