منوعات

السيرة لم تعد (تمرق عصر) الصالات المغلقة .. اختفاء الدلوكة وجريد النخيل

ربما ان تحركها على عجل من أجل طي مسافة الشوق وصولاً (للنسايب) هذا ما تقوله كلمات أغنية السيرة الشعبية (السيرة مرقت عصر يا عديلة فوق الشيخ ود بدر يا عديلة).
سيرة العرس( المارقة من بدري) صوب أهل العروس حسب ما جرت عليه العادة فى الاعراس السودانية عند اغلب القبائل .يسبقها رجال العقد وهم فى الغالب يمتطون السيارات لتكتمل المراسم فى اغلبها داخل المسجد او داخل الصيوان الكبير الذى ينادي لسان حاله (حباب الضيوف) ليتم اكرامهم بداخله وبذلك يلتئم شمل التعارف .
بداية تفاصيل العرس السودانى بعد موافقة أهل العروس للعريس المرتقب واكتمال بقية التفاصيل تبدأ بالسيرة حيث يذهب أهل العريس الى العروس منذ ان كانت السيرة بالجمال الى اللواري مروراً بالبصات والحافلات حتى العربات الخاصة . (مع ملاحظة اختلاف مظاهر السيرة بين القبائل السودانية ) حيث ان السيرة تتوجه صوب أهل العروس من بدري اذا كانت المسافة الفاصله بين القرية والاخرى بعيدة، وعند الوصول تطوف السيرة بأكبر فسحة او مسيد بالحى قبل نزولهم منزل العروس وهو اشعار واشهار ريثما يستعد اهل العروس لاستقبال النسايب الجدد . وهي تردد فى مظاهر فرح بعض المقاطع الشعبية على شاكلة (دور بينا البلد ده احرق الجازولين يا البابور جاز) (وسواقنا زينا وحالف ما يدلينا) او اغنية شعبية اخرى يخاطبون فيها ام العروس بقولهم (أم العروس جينا ليك وجبنا العريس باركناهو ليك ) و(عريسنا سار البحر يا عديلة قطع جرايد النخل يا عديلة) اهل العريس على تلك الحالة لاينزلون من سياراتهم الا بعد ان يستقبلهم اهل العروس بالدلوكة والاهازيج والزغاريد ويرشون عليهم العطور.
الشاهد ان هذه المظاهر السمحة اخذت فى الاختفاء بسبب العولمة وما جلبته معها من مظاهر لا تشبهنا فقد اصبح لقاء اهل العريس باهل العروس على صالات الافراح المغلقة وبها تضيق مساحة التعارف والعرسان يأتون إلى الصالة مباشرة فى زفة على عربة مزينة ممهورة بأحرفهما الاولى بالانجليزي.
طقوس وتقليد طال حتى رقيص العرسان الذي اصبح بايقاعات بعيدة عن البيئة التى تربينا عليها .
ظواهر غريبة حيكت بأبر مسمومة على العيون فى محاولة لعزل الهوية التى جبلنا عليها ونخرت على أوصال عاداتنا بكل ما هو منافٍ لما توارثناه . فهل من فكاك؟.
9202010114152AM333333

الراي العام

تعليق واحد

  1. كلامكم صاح ياناس الرائ العام والله العرس ما عاد زى اول وخاصة فى المدن ماله طعم ابدا