غادرا المنزل بعد «13» سنة .. حبيسا القيود داخل مصحة كوبر
استمرت ردود الأفعال لليوم الثالث على التوالي عقب نشر التحقيق الذي كان تحت عنوان: (أم تحبس إبنيها بالمنزل 13عاماً)، ووسط حضور وإشراف الشرطة وأمن المجتمع والمباحث بقيادة العميد شرطة سيف الدين علي، والعقيد عثمان الفضلي تم ترحيل الشقيقيْن (عبد المنعم والغزالي) من منزلهما بالثورة الحارة السابعة إلى مصحة كوبر لتلقي العلاج برفقة والدتهما (نادية) وبعض الأقرباء، بعد أن ظلا مُقيديْن بالسلاسل داخل المنزل لثلاثة عشر عاماً. فيما تعهّدت عفاف أحمد عبد الرحمن وزيرة التنمية الاجتماعية بتحمُّل وزارتها للتكاليف العلاجية كافة، بالإضافة إلى صيانة منزلهما.كما هاتف رجل أعمال شهير الصحيفة مبدياً استعداده للإسهام في علاج الشقيقيْن.
أمس الاربعاء كان يوماً مشهوداً في حياة الشقيقين «عبدالمنعم» و«الغزالي» «حبيسا القيود مدة 13عاماً»، حيث تم نقلهما الى مصحة كوبر بالخرطوم بحري تمهيداً لبدء رحلة العلاج.
في الصباح الباكر، أمس الأربعاء توجهت لمنزلهما بالثورة الحارة السابعة، فشاهدت فريقاً من مباحث المهدية يرابط حول المنزل، إذ ظلوا يقومون بحراستهم وتأمينهم منذ نهار أول أمس الثلاثاء ولم يغمض لهم جفن طيلة الليل، خاصة ان الأم هي الأخرى لم يغمض لها جفن، إذ ظلت تخرج وتدخل من المنزل طيلة الليل، بجانب توافد عدد من أقربائها بعد وقوفهم على حجم المأساة من «الرأي العام».
وللحق مباحث قسم شرطة المهدية قاموا بعمل كبير ومقدر بجانب زملائهم من الوحدات النظامية الاخرى إذ قاموا بتأمين الشقيقين ووالدتهما طيلة الليل وهم برئاسة شرطة عبدالكريم محمد بريمة – وهو المتحري في القضية- بجانب العريف «رايت أواو جاك»، والعريف «جلال السنوسي»، ووكيل عريف «أحمد محمد أحمد»، والجندي «حامد فضل حامد، إذ ظلوا مرابطين في الشارع أمام المنزل لأكثر من عشرين ساعة، من نهار الثلاثاء حتى العاشرة صباح أمس الاربعاء لتأمين الشقيقين ووالدتهما.
منذ الساعات الأولى من صباح امس تجمع عدد كبير من الجيران، وبعضهم جاء من الحارات المجاورة للسابعة، لرؤية الشقيقين عند خروجهما من المنزل.. وفي تمام العاشرة وصلت عربتا الإسعاف برفقة قوة من شرطة محلية كرري بقيادة عميد شرطة «سيف الدين علي محمد» مدير شرطة محلية كرري.. والعقيد «عثمان الفضلي»، رئيس فرع الجنايات محلية كرري.. والرائد «أمين منصور» رئيس قسم شرطة المهدية.. والرائد «صالح التليب» رئيس قسم أمن المجتمع، محلية كرري، إضافة لعدد من الضباط، بجانب ملازم «تيسير الرشيد» من قسم شرطة المهدية التي أوكل اليها مهمة مقابلة والدة الشقيقين «نادية» داخل المنزل وتهيئتها تمهيداً لترحيلهما بالإسعاف الى مصحة كوبر للعلاج.. وحقيقة الملازم «تيسير» نجحت في مهمتها الرسمية و«الإنسانية» بمهارة واقتدار، فلم تمتنع الأم أو تقاوم ترحيل ابنيها، بل ظلت هادئة ومتفهمة، عكس اليوم الأول، بل انها قامت وبمساعدة الأم في تغيير ملابسهما القديمة بأخرى جديدة، فالتحية للملازم «تيسير الرشيد» من شرطة المهدية، لنجاحها في قلب كل التوقعات التي كانت ترى أن الأم سوف تقاوم محاولة إخراج ابنيها من المنزل الى مصحة كوبر.
وخارج المنزل كانت تقف عربتا إسعاف، وعدد من سيارات وأفراد الشرطة والمباحث بجانب حشد كبير من سكان الحارة والحارات المجاورة من الجنسين، وحوالى العاشرة والنصف خرج الشقق الأكبر «عبدالمنعم» يرتدي بنطلوناً وقميصاًے نظيفين، وكان «عبدالمنعم» هادئاً يسير بصعوبة واضحة، فهذا أول مشوار له منذ «13» سنة.. وكعادته كان يتمتم بعبارات سريعة ومتواصلة غير مفهومة، بعضها باللغة الإنجليزية، لم استوعب منها سوى إسم «غزالي» شقيقه الأصغر و«نابلس» قريبه.. لاحظت انه غطى عينيه بيديه فور خروجه من المنزل بحركة لا إرادية حماية لهما من أشعة الشمس المباشرة، فالمسكين لم يخرج من المنزل طيلة ثلاثة عشر عاماً، وبعد عشر دقائق خرج شقيقه الأصغر «غزالي» برفقة والدته «نادية» وإحدى قريباته، وأيضاً لاحظت انه احتمى من أشعة الشمس بيديه، وصعدا الى الإسعاف الذي انطلق مع الإسعاف الآخر الذي يحمل بعض الأقارب، الى مصحة كوبر بالخرطوم بحري، تمهيداً لبدء رحلة العلاج الطويلة، حسب تصريح أحدالأطباء النفسانيين، لطول فترة بقائهما منعزلين عن المجتمع.
* لاحظت تجمع عدد كبير من النسوة من جارات «نادية» والدة الشقيقين، ولحظة خروج «عبدالمنعم» و«الغزالي» انخرطن في بكاء مؤثر، خاصة المعلمة «إحسان النصري»، التي يعود لها الفضل الأول في كشف هذه المأساة لإتصالها بـ«الرأي العام» وإبلاغها بالأمر.
* «د. التيجاني الأصم» مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية ولاية الخرطوم والاستاذة «فوزية حسن» من إعلام الوزارة شهدا لحظة خروج الشقيقين من المنزل الى المصحة، ونقل لي د. الأصم ان الوزيرة الاستاذة «عفاف أحمد عبدالرحمن» وبعد مطالعتها للمأساة بـ«الرأي العام» كونت لجنة برئاسة مدير عام الوزارة لمتابعة حالة الشقيقين، حيث تكفلت الوزارة بتحمل كافة نفقات علاجهما مع والدتهما بمصحة كوبر، بجانب صيانة المنزل صيانة كاملة، وسوف يقوم أحد المهندسين الاسبوع المقبل بزيارة المنزل لتقديرتكلفة أعمال الصيانة، على أن يشرع فيها فوراً حسب توصية والي الخرطوم ووزيرة التنمية الاجتماعية ولاية الخرطوم الاستاذة «عفاف أحمد عبدالرحمن».
*منذ نشر مأساة الشقيقين بالثورة الحارة السابعة، لم ينقطع هاتفي عن الرنين، حيث تلقيت منذ صباح الثلاثاء وحتى يوم أمس الاربعاء اكثر من «200» مكالمة هاتفية من داخل وخارج البلاد، بجانب مئات التعليقات من قراء النت على التحقيق الصحفي، سوف نفسح لها مجالاً للنشر لاحقاً.
* الحارة السابعة تحولت الى سوق كبير لتوزيع صحيفة «الرأي العام» حيث استغل بعض باعة الصحف «الأذكياء» القضية وأصبحوا يتجولون وسط المنازل صائحين.. اقرأ «الرأي العام» «تفاصيل جديدة لمأساة الثورة» وكما علمت منهم نفدت نسختا الثلاثاء والاربعاء لتهافت القراء عليها دون سائر الصحف الاخرى.. ظهر لي ذلك جلياً صباح امس الاربعاء أمام منزل الشقيقين قبل ترحيلهما الى المصحة، حيث شاهدت مجموعة من الرجال والنساء يطالعون في الصحيفة.. كما يبدو في الصورة.
* ونعد القراء أننا سوف نتابع خطوات الرحلة العلاجية للشقيقين من داخل مصحة كوبر أولاً بأول.
تقرير وتصوير: التاج عثمان
صحيفة الراي العام
لاتعليق ولاحول ولاقوة الا بالله:cool: 😎 😎
ربنا يوفقكم لحماية البلد والمواطن يا ناس الراى العام
اللهم انا نسألك لهما الشفاء والعافيه فى الدنيا والاخرة
الله اكبر ربنا يشفيهم يارب والله كانو جيراني
نسال الله لهم الشفاء العاجل
ولاتقسو علي والدتهم فهي من شدة حبها لهم اولا
وصدمتها بمرضهم ثانيا وخصوصا كانت تعقد عليهم كل امالها
نسال الله ان تشوفهم باحسن حال 😉 😉 😉 😉
كلام غريب ووين الجيران المده دى كلها انا بعرف انو السودانيين فضوليين جدا يعنى بجيبوا خبرك بيجيبوهو( )