تحقيقات وتقارير

تفاصيل جديدة في مأساة (عبد المنعم والغزالي)

كشف التشخيص الأولي للشقيقين (عبد المنعم والغزالي)، ووالدتهما (نادية)، الموجودين حالياً بمستشفى عبد العال الإدريسي للأمراض النفسية والعقلية (مصحة كوبر)، عن تأزم الحالة النفسية للأم، إذ أثبتت أنها أسوأ حالاً من ابنيها، بينما أظهرت التحاليل المعملية إصابة الشقيقيْن بفقر دم حاد (أنيميا)، بجانب سوء التغذية، ولذلك تم إخضاعهما لبرنامج غذائي مكثف، فيما يتوقع إكتمال النتائج النهائية لحالتهم العقلية والصحية في غضون أسبوع. ويتوقع الأطباء، شفاء الشقيقيْن بنسبة كبيرة، تجعلهما قادريْن على الإعتماد على نفسيهما في مسائل الحياة الروتينية كالأكل والاستحمام، واستعادة عملية التخاطب والتواصل مع المجتمع، خاصة (الغزالي) الذي ظلّ صامتاً منذ ثلاث عشرة سنة، بينما يتحدث شقيقه الأكبر (عبد المنعم) بعبارات مبهمة غير مفهومة باللغتين العربية والإنجليزية. وقد تم نقل الشقيقيْن ووالدتهما إلى الجناح الخاص بمصحة (كوبر) على نفقة وزارة التنمية الاجتماعية، التي تكفلت بنفقات علاجهم وصيانة منزلهم بالثورة.

أثناء تجميعي للمعلومات والافادات المتعلقة بمأساة الشقيقين (عبد المنعم والغزالي) اللذين حبستهما والدتهما طيلة ثلاث عشرة سنة داخل المنزل بالثورة الحارة السابعة مقيدين بالسلاسل تكرر على مسامعي اسم أحد أقرب الأقربين إليهما ولأمهما.. اذ عاش معهما فترة طويلة داخل نفس المنزل الذي شهد المأساة التي أبكت كل من وقف على تفاصيلها المؤلمة، وعاصر طفولتهما لحظة بلحظة.. ويبدو ان الشقيقين كانا متعلقين به بدليل أن الشقيق الأكبر (عبد المنعم) عندما دخلت المنزل للمرة الثانية ضمن أفراد المباحث والشرطة الذين اقتحموا المنزل صباح الثلاثاء الماضي وحررت الشقيقين لحظت انه ظل يردد باستمرار ودون انقطاع عباراته غير المفهومة تارة بالعربية وتارة أخرى بالانجليزية (نابلسي.. نابلسي.. غزالي.. غزالي) .. وظل يردد اسمه حتى عندما تم ترحيلهما بالاسعاف الى مصحة كوبر مع شقيقه الأصغر ووالدته (نابلسي.. نابلسي).. فمن هو (نابلسي) هذا الذي تعلق به عبدالمنعم؟ أنه خال الشقيقين وكان يقيم معهما بالمنزل سنوات طويلة منذ ان كان في السابعة من عمره وغادره في الثالثة والعشرين من عمره ولذلك فهو يمثل جانباً مهماً في حياتهما.. التقيته وأجريت معه هذا الحوار لاستكشاف المزيد من المعلومات عن الشقيقين ووالدتهما واستكمال الحلقة المفقودة في نشأتهما الأولى قبل اصابتهما بالاعراض النفسية.. وفي اعتقادي ان المعلومات الواردة في سياق هذا الحوار ستساعد كثيراً الاختصاصيين النفسانيين المتابعين لحالة الشقيقين، اذ انها قد تمثل اضاءة لهم لمعرفة التاريخ المرضي لهما والظروف التي كانت تحيط بهما منذ نشأتهما الأولى.. كما أنها قد تكون خير معين للباحثين النفسانيين للتوغل داخل أغوار الشقيقين وصولا للعقدة النفسية التي أطاحت بعقليهما وذهبت بعقل والدتهما.. وأنوه أني اجريت معه الحوار الثلاثاء الموافق (28) سبتمبر الماضي نفس اليوم الذي نشرت فيه (الرأي العام) الحلقة الأولى التي كشفت عن مأساة الشقيقين (عبد المنعم والغزالي) حبيسي الاغلال طيلة الـ (13) عاماً كاملة، وقبل اقتحام شرطة ومباحث كرري والمهدية للمنزل بثلاث ساعات فقط. (النابلسي صالح المكي)، في الخامسة والخمسين من العمر.. هادئ الملامح.. مرهف الاحساس لدرجة انه لم ينقطع عن البكاء طيلة الحوار.. كان يعمل موظفاً بالحسابات بمؤسسة السكر بحلفا الجديدة عام 1980م وحالياً يعمل بسوق امدرمان اعمال حرة
…..
سألته ما صلة القربى التي تجمعك بالشقيقين (عبد المنعم والغزالي) ووالدتهما (نادية)؟
أجاب: أنا خالهما، فوالدتهما نادية ابنة عمتي.. (نادية) كانت وحيدة والديها لا أخ ولا أخت وتزوجت صغيرة في الخامسة عشرة من عمرها تزوجت من مشرف تربوي من احدى مناطق جنوب الخرطوم، وانجبت (عبد المنعم) وعمرها (16) سنة وبعد سنتين انجبت (الغزالي).. (نادية) قبل زواجها عاشت حياة عز ودلال ، وكان والدها ثرياً يعمل متعهداً للجيش والاتحاد الاشتراكي وكانت مدللة لكونها الوحيدة لدى والديها.. وعندما بلغ عمري ست سنوات تزوج والدي بامرأة أخرى على والدتي ولذلك رأى الأهل ان انتقل للعيش مع والدة نادية – عمتي شقيقة أبي.
وللحق والدة نادية ربتني جيداً واحسنت تربيتي .. وبعد ولادة نادية لابنها الاول (عبدالمنعم) تم نقل زوجها الى مدينة عطبرة، وكان عبد المنعم وقتها طفلاً رضيعاً عمره (6) أشهر فقط ، ولانها وحيدة لم يتحمل والداها مفارقتها فرفضا ذهابها مع زوجها الى عطبرة.. ورغم تكرار محاولة زوجها إلا انهما اصرا على الرفض ، وبحبهما الشديد لها طلبا من زوجها طلاقها والسفر لوحده الى عطبرة ، إلا انه رفض وتم رفع الأمر للمحكمة الشرعية واستمرت القضية خمس سنوات كاملة، وكان يحدث تلاق خلال هذه الفترة اثمرت ابنها (الثاني) (الغزالي) والذي اطلقت عليه هذا الاسم بنفسي على (الامام الغزالي) .. واخيراً تم الطلاق بواسطة المحكمة بعد (5) سنوات كاملة.
ولكن كيف أنجبت الغزالي وهناك اجراءات طلاق بالمحكمة أي انهما لا يلتقيان؟
– نادية كانت مكرهة على الطلاق، وليس بارادتها فقد كانت متعلقة بزوجها ولم تعتر حياتهما أية مشاكل تذكر تعصف بعش الزوجية.. وكما ذكرت لك ان اجراءات الطلاق طالت ولم يكن هناك انفصال حقيقي بينهما ، بل اختراق وتلاق.
* هل كانت والدتهما (نادية) امرأة عادية أم تعاني من اعراض مرضية نفسية؟
– نادية كانت وديعة مثل (النسمة) جمال ، واخلاق، وأدب.
* وكيف كان (عبدالمنعم) وشقيقه (الغزالي) في صغرهما؟
– بعد طلاق والدتهما، بلغا سن الدراسة فالتحقا بالمدرسة الابتدائية بالثورة الحارة السابعة، وكانا أذكياء ومتفوقين في الدراسة بدرجة شاذة .
* ما طبيعة ذلك التفوق؟
– عبد المنعم ظل الأول على زملائه منذ الصف الاول ابتدائي حتى جلوسه لامتحان الشهادة السودانية.. أما (الغزالي) فكان بين الأول والرابع حتى دخوله الجامعة وهذا يعود لذكائهما، ومجهودي ومجهود والدتهما، اذ كنا نراجع معهما الدروس، وعندما التحقا بالثانوي العام كنت بمثابة استاذهما الخاص بالمنزل.. وعند التحاقهما بالثانوي كنت ادرسهما اللغة الانجليزية ولذلك هما يتحدثان اللغة الانجليزية بطلاقة حتى أن (عبد المنعم) بعد مرضه يتحدث كثيراً بعبارات انجليزية.
* ما النسبة التي احرزاها في الشهادة السودانية ؟
– احرزا نسبة فوق الـ (70%) وهي نسبة عالية ذلك الوقت اهلتهما لدخول جامعة الخرطوم (عبدالمنعم) التحق بكلية الهندسة المدنية، و(الغزالي) بكلية الزراعة جامعة الخرطوم
* كيف كانت علاقتهما مع اقرانهما بالحي؟
– كانت عادية، إذ انهما كانا يميلان لاستذكار دروسهما اكثر من اللعب والخروج من المنزل، فلا يخرجان إلا نادراً .
* هل لاحظت عليهما أي ميل للعزلة، او التصرفات غير الطبيعة؟
– لا، فقط كانا هادئين يميلان للقراءة والتزود بالعلم.
* هل كانا يتعاطيان المخدرات «البنقو»؟
– لا.. فهما لم يتعاطيا المخدرات اطلاقاً
* ذلك يعني انهما حتى التحاقهما بجامعة الخرطوم كانا عاديين وأصحاء؟
– أجل
* ومتى ظهرت عليهما الاعراض المرضية؟
-أصيب (عبدالمنعم) بالمرض النفسي بعد انتهاء السمستر الاول له بالجامعة ، ولحق به شقيقه (الغزالي) في العام التالي، فاصيب بنفس المرض.
* ما طبيعة المرض الذي أصيبا به؟
– مرض نفسي ، كما قلت لك.
* أقصد ما اعراضه؟
– كانا يتحدثان لوحدهما، ويخرجان من المنزل ويغيبا عنه لأيام
* متى توفى والدهما قبل أم بعد اصابتهما بالاعراض النفسية؟
– والدهما توفى بالذبحة الصدرية عندما كان عبدالمنعم في الصف الثاني الثانوي، أي قبل مرضهما .
* ومتى توفى والدا (نادية) والدة الشقيقين؟
-والدة نادية توفيت سنة 1997م، ووالدها سنة 2004م ، فأصبحت نادية وحيدة بالمنزل مع ولديها المريضين .
* هل لديكم شخص من العائلة مصاب بمرض نفسي.. فقد يكون ما أصاب الشقيقين (عبدالمنعم والغزالي)، عاملاً وراثياً؟
– لا أعتقد ذلك، إلا أن خال (نادية)، وهو عمي وكان جزاراً بسوق امدرمان ، وعندما كان عمره (17) سنة كان يعمل في استخراج الملح، فأصيب بمرض عصبي حسب تشخيص الدكتور (طه بعشر) وكان ذلك في الستينيات حيث ذكر(بعشر) في تشخصيه ان الملح تسبب في (نشاف) أعصابه.
* كيف كانت علاقتك مع الشقيقين (عبدالمنعم والغزالي)؟
– كنت أعاملهما كصديق او كالأخ الأكبر واصبحت لهما مثل والدهما بعد وفاته وكانا متعلقين بي.
* ولهذا ظل (عبد المنعم) يردد اسمك دائماً؟
– أجل انه يحبني كثيراً (أخذ يبكي هنا).
* ولماذا تركتهما وهما مريضان؟
– بعد مرضهما تزوجت وانتقلت للعيش في منزل خاص بي.
* هل كنت تزورهما بعد انتقالك من منزلهما؟
– أجل كنت ازورهما كثيراً.
*? من قيدهما بالسلاسل؟
– قيدهما جدهما والد نادية والدتهما.
لماذا؟
لانهما كانا يخرجان من المنزل ولا يعودان إلا بعد البحث عنهما.
* ولماذا تركته يفعل ذلك؟ .. أقصد جدهما؟
– كنت صغيراً وقتها لا حول لي ولا قوة.
– ولماذا لم تفعل ذلك بعد وفاة الجد؟
– اصررت والدتهما على استمرار تقييدهما بالسلاسل خوفاً عليهما من التوهان والا تراهما بعد ذلك اذا أصابهما مكروه، وحاولت تحريرهما إلا أنها كانت ترفض.
* وكيف كانت تطعمهما وهي وحيدة بلا عائل؟
– كنت اساعدها في المعيشة إضافة لتأجيرها الجزء الغربي من المنزل.. كما كنت ازورهما لحلاقة شعر الرأس والذقن إلا أنها بعد فترة رفضت دخولي المنزل وكذلك منعت كل اقاربها من دخول المنزل فكنت ارمي لها ما احضره من مواد غذائية من فوق الحائط.
* متى لاحظت تدهور الحالة النفسية لنادية؟
– بعد المرض الذي لحق بابنيها وتكبيل جدهما لهما ، وحبسهما بالمنزل وتفاقم مرضها بعد وفاة والدها ووالدتها.
* ما هي الاعراض النفسية التي انتابتها؟
– أصبحت تتحدث لوحدها في الشارع، واذا ذهبت لشراء شئ من الدكان تنساه وتعود بدونه فيلحق بها صاحب الدكان..
* هل كانت تعتني بابنيها المقيدين؟
– ذات مرة سمحت لي برؤيتهما فأكتشفت أنهما لا يستحمان، وكان وضعهما مذرياً وكنت اطلب منها القيام بنظافتهما إلا انها ترفض وعلمت انهما بقيا بلا حمام طيلة فترة حبسهما فقط كانت تلقي عليهما جردل ماء كل (4 -5) أشهر وذلك عندما تفوح منهما رائحة كريهة.
* هل كانت تقوم باطعامهما جيداً وهما حبيسا الاغلال؟
– يصادف أن يمر يومان دون أن يأكلا شيئاً فهي لا تتذكر اذا كانت قدمت لهما طعاماً ام لا.. نادية اصبحت في وضع مذر.
* عند لقائي بها أول مرة لاحظت انها ظلت هادئة الى ان طلبت منها رؤية ولديها، فتحولت الى انسانة شرسة. فهل كانت كذلك قبل مرضها ومرض ابنيها؟
– قلت لك انها كانت وديعة كالنسمة وهادئة لا تسمع لها صوتاً.
* متى زرت الشقيقين ووالدتهما آخر مرة؟
– خلال عيد الفطر حضرت لزيارتهما إلا انها لم تفتح الباب، فتسلقت الحائط لدخول المنزل للاطمئنان على (عبدالمنعم والغزالي) فرأيتها تستلقى على سرير في الحوش، وعندما شاهدتني وانا على الحائط قالت لي (ابقي راجل أنزل).. فنزلت ولكن خارج المنزل ولم أدخل.. نادية يمكنها التصرف خطأ ويمكنها ان تؤذي كل من يحاول الاقتراب من ولديها، فقد اصبحت في حالة مذرية جداً، وهي مريضة نفسياً بنسبة (85 – 90%) و(عبد المنعم والغزالي ) حالتهما أيضاً مذرية.. شعر وذقن كثيفين.. عبد المنعم بالغ الضعف، واحتمال انهما يأكلان وجبة واحدة في اليوم وأحياناً لا يأكلان ليومين او ثلاثة، ولهذا يحتمل اصابتهما بالانيميا (امتلأت عيناه بالدموع في هذه اللحظة).. وتوقف عن الحديث .. ثم واصل : حتى المواد الغذائية التي احضرها لها وارميها من فوق الحائط لا ادري هل تقدمها لهما ام لا .
* ألم يكن بقية اهلها يزورونها؟
– لديها اولاً خالها، لم يزرها إلا عام 2004م عند وفاة والدها وكانت تزورها عمتها شقيقة والدها، وسبق ان اخذتها مع ابنيها للعيش معها بمنزلها ووفرت لهما كل شئ، وعينت لها شغالة للخدمة مع ولديها، إلا ان عمتها غادرت لهولندا، فعادت نادية مع ولديها للمنزل بالحارة السابعة الثورة مرة أخرى.
* هل لجأت نادية للشيوخ لعلاج ابنيها؟
– أجل.. سبق ان ذهبت بهما للشيخ (الطيب المرين) بالهلالية وامضوا معه (7) أشهر وذلك عام 1997م.
* ألم تحاولوا علاج الشقيقين لدى الطبيب النفسي؟
– قبل الهلالية عرضناهما على د. حسبو، عام 1996م ثم مستشفى التيجاني الماحي والتي مكثا فيها حوالي الشهرين إلا أن حالتهما لم تتحسن، اذ كانت والدتهما ترفض رفضاً قاطعاً تعرضهما للكهرباء او الحقن، ولذلك عادت بهما للمنزل.
* كيف شخص د. حسبو ومستشفى التيجاني الماحي حالتهما؟
– انفصام في الشخصية للاثنين.
* كيف كانت حالة الشقيقين عند عرضهما على الاطباء في ذلك الوقت.. هل كانا هادئين ام شرسين؟
– كانا هادئين منذ مرضهما، عكس والدتهما فقد أصبحت شرسة بعد اصابتها بالمرض.
* لكنك ذكرت سابقاً انها كانت وديعة كالنسمة؟
– أجل كانت كذلك، ولكن بعد وفاة والديها تحولت الى انسانة شرسة
* هل يعني ذلك ان فقدها لزوجها بالطلاق، ولوالديها بالموت، تسبب في أعراضها النفسية؟
– لا أدري لكنه احتمال وارد.
* لماذا لم تبلغ الشرطة بتقييد وحبس (عبدالمنعم والغزالي) طيلة كل هذه السنوات، خاصة ان والدتهما (نادية) منعتك من دخول المنزل والاطمئنان عليهما؟
– حقيقة لم تدر هذه الفكرة في ذهني اطلاقاً ويا ليتها خطرت ببالي حيث ان حالتهما لم تكن لتصل الى هذا الحد.
* وكيف تزوجت من زوجها الثاني؟
-دخل عليها من باب علاج ابنيها وكان يأتي للمنزل يومياً منتصف النهار ويقوم بقراءة القرآن على الشقيقين كلاً على حدة واستمرت الجلسات لمدة اسبوع، وذات يوم طلب مني الزواج من نادية حتى يمكث معهم بالمنزل ويقوم بمواصلة علاج ابنيها باستمرار، وكنت ارفض ذلك الزواج إلى ان تدخل الاهل واجمعوا على اتمام الزواج وتم العقد بواسطة مأذون بالمنزل بحضور اهل الزوج وأهلنا.. وفوجئنا ثالث يوم من زواجهما بضربها ولما سألته عن السبب قال: وجدها تدخن، بعدها اعتذر وعاش معهم بالمنزل حوالي اربعة أشهر واتضح انه كان يطمع في المنزل وطلب من نادية بيعه وعندما رفضت أخذ يعذبها بالوقوف تحت أشعة الشمس . وسط المنزل، وكان يضرب (عبد المنعم والغزالي) بالخرطوش والعكاز وكان الجيران يسمعون صراخهما بسبب الضرب، وقتها كان الغزالي يتكلم لكنه كان مقيداً مع شقيقه كل واحد منهما في جهة منفصلة من المنزل ، وكان الغزالي عنيفاً. وكانت نادية لا تخبرنا بضرب زوجها لها ولابنيها ولكن الجيران كانوا يخبروننا فقمنا بطرده وكتب تعهداً بقسم الشرطة بعدم دخول المنزل مرة أخرى، ولم يطلقها إلا بأعجوبة وبعد زواجها الثاني تدهورت حالة نادية النفسية واصبحت منطوية ومنزوية داخل المنزل مع ولديها رغم انها قبل مرضها كانت اجتماعية تزور الجيران وكل الاهل ولذلك لا تلوموا نادية على ما فعلته بولديها.
* هل كان (عبدالمنعم والغزالي) يزوران والدهما بعد طلاقه لوالدتهما؟
– نادية حرمت ابنيها من رؤية والدهما وأهله حتى كبرا وبلغا المرحلة الثانوية ففكرا في ارجاع امهما لوالدهما وكانا يتحدثان مع والدهما كثيراً في هذا الامر للم شمل الاسرة إلا ان والدهما توفى بالذبحة فضاع حلم الشقيقين للأبد.. وبعد وفاة والدهما سنة 1993م دخلا في حالة نفسية بعد شهرين من وفاته.
10102010113811AM1

الراي العام
حوار وتصوير/التاج عثمان

تعليق واحد

  1. ارجو من القائمين بامر هؤلاء ان يخضعوا الي العلاج بالقران عسي لعلل ربما ان يكونوا مصابين بمس شيطاني .
    اللهم رب الباس اشف انت الشافئ لا شفاء الا شفاؤك شفاءا لا يغادر سقما ياللهز