قير تور

الوصاية

[ALIGN=JUSTIFY]تحكي قصة حقيقية حدثت في وقت قريب لأناس أعرفهم جيداً وهي عبارة عن مقلب من الدرجة العائلية الخفيفة ضد أحد الأقرباء والأصدقاء. وكان المقلب الطريف الذي صار محور أحاديث الطرف والناكت بين الأصدقاء فيما بعد يتعلق بعزومة أقيمت لهؤلاء الأصدقاء في منزل أحدهم، وهم يتهامسون ويستعدون لوجبة الفطور فكروا في الكيفية التي تجعلهم يستمتعون بالطعام بهدوء دون أن يستأثر به أحد اصدقائهم المعروف عندهم بسرعة التناول وجودة البلع وسرعة الإنجاز لكل ما هو موضوع أمامه مما لذ وطاب.. فكان أن اقترح أحدهم مقترحاً وجد القبول والتنفيذ الفوري قضى بألا يخبروا ذلك الشخص بأمر الوليمة أولاً ثم عليهم اصطحابه. وفعلاً تحرك هؤلاء مع صاحبهم لكنهم لم يذهبوا مباشرة لمنزل العزومة إنما مرّوا بأكثر من دار كانوا يُعطون طعاماً للفطور وكان كل واحد من (المتآمرين) يتظاهر بتناول الطعام لكنه يبطئ المضغ عمداً.. وفعلوا نفس الشيء في أكثر من بيت وبعد تأكدهم تماماً من وصول صاحبهم مرحلة الشبع حتى إنه صار يطلب إرجاع الطعام، تغامزوا وتشاوروا وقالوا معاً علينا الذهاب لمنزل فلان!! وهناك وجدوا مائدة عامرة بالسمك واللحوم وما لذ وطاب… واما صاحبنا هذا فلم يكن لديه القدرة على إضافة أي لقمة لكن الحال أغاظه فصار يشير كل مرة قائلاً “يا فلان خذ ذاك.. وانت لماذا تجاهلت…” وهنا ضحك عليه الأصدقاء وأدرك بأنه وقع ضحية مؤامرة فقال ضاحكاً لقد تآمرتم عليّ وكان عليَّ إدراك ذلك عندما كنتم تتباطؤن في تناول الطعام!!
والقصة أعلاه حكاية حقيقية ملك أهل أبيي ويفهمونها أكثر من غيرهم لمعرفتهم من حدثت لهم القصة.
وأهلي في أبيي فيهم الهادئ الصامت بما يعرف وفيهم من لا يصمت يتحدث..
وللصمت وقت وكذلك للحديث وقت، وفي الوقت نفسه إن لم يكن للحديث فائدة فالأفضل الصمت.
والذي يتحدث وهو لا يعرف ماذا يريد بحديثه أفضل لدي من الذي يتحدث إليك طالباً منك التحدث بما يريده هو..
قد يستغرب البعض لماذا هذا الكلام فأقول: ليس من حق الكاتب نحو القارئ تقييم الكتابات والمقالات بالقول بأن: ما يكتبه هو الرأي الصالح للتناول بل القارئ هو الذي يحدد الموضوع المهم.
وإذا كانت أهمية القضية التي تستحق القراءة فعلى نفس القدر ليس من حق أي فرد مهما كان قدره واين كان تحديد القضايا وتقييمها للكاتب والقول بملء الفم إن كذا وكذا…
وبالعودة للب موضوع اليوم أستغرب جداً من وجود طلاب جامعات وخريجي جامعات، يعرفون الكثير من القضايا المهمة بل إنهم مطلعين أكثر مما نحن فيه وليست الأقلام بغريبة عليهم.. أجدهم يحددون القضايا المهمة التي تستحق التناول.
وما يفوت على هؤلاء أن الكتابة الصحفية ليست مثل كتابة الإنشاء في الفصل الإبتدائي حيث يأتي المعلم ويضع عنواناً يعمل كل التلاميذ على تكوين موضوع يصحح فيما بعد.
وحتى مواضيع الإنشاء في المرحلة الإبتدائية لم تكن تكتب بمزاج شخص واحد بل لكل فرد أسلوبه الخاص به.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 967- 2008-07-23