تحقيقات وتقارير

بعد انفصال جنوب السودان .. هل يتم منح دارفور منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية؟!

المتابع للمشهد السياسي الحالي بالسودان يدرك إن بوادر الانفصال بدأت تلوح في الأفق، خاصة بعد أن أعلنت الحركة الشعبية تبنيها الرسمي لخط الانفصال وحث مواطني جنوب السودان على التصويت له وتحفيزهم بأن ذلك يجعلهم مواطنين من الدرجة الأولى في بلادهم وهو خير من أن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية في السودان الموحد.

كما أن بالمؤتمر الوطني صراع دائر بين مؤيدي الانفصال والمتمسكين بالوحدة مما جعل الشارع بالسودان الشمالي يتهيأ لمختلف الاحتمالات والتي بات أقربها الانفصال.

وفي جانب آخر تدور محادثات سلام دارفور بالدوحة بمشاركة ضعيفة للحركات المتمردة، وسط مقاطعة الحركات الكبيرة وقياداتها (خليل ابراهيم، عبد الواحد محمد نور)، ومعلوم أن من بين مطالب الحركات المسلحة المشاركة في السلطة بأعلى المستويات وغالباً ما كانت تصطدم تلك الرغبة بواقع اتفاقية نيفاشا التي حددت مستويات السلطة العليا في رئيس من المؤتمر الوطني ونائب أول من الجنوب ونائب من المؤتمر الوطني أيضاً ، وترك فقط منصب كبير مساعدي الرئيس لحركات في دارفور في وقت سابق وكان قد تقلده منى أركو مناوي، وبعد قيام الانتخابات لم تتغير مستويات السلطة العليا بل أن المنصب المخصص لدارفور من خلال اتفاقية أبوجا لم يتم أداء القسم له حتى اللحظة، مما حدا برئيس السلطة الانتقالية في دارفور وكبير مساعدي الرئيس مناوي للجوء وسط قواته تارة ولجنوب السودان تارة أخرى بحثاً عن طرق لإسماع صوته وتعبيراً عن عدم رضاه بتهميش حركته وعدم الوفاء من المؤتمر الوطني بتنفيذ اتفاقية أبوجا كاملة.

من خلال الحيثيات السابقة وفي حال تم انفصال آمن لجنوب السودان من خلال الاستفتاء المزمع اجراءه مطلع العام 2010، هل تتجه حكومة المؤتمر الوطني لإبرام صفقة تكون بمثابة النهاية لمشكلة دارفور ويتم بموجبها إسناد منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية وفقاً لاتفاقية شاملة تلبي حاجة جميع الأطراف الباحثة عن السلام؟ ومن من الحركات تستحق أن يكون لها هذا المنصب؟ وبالمقارنة مع الوضع بجنوب السودان كانت الحركة الشعبية هي الممثل الوحيد في المفاوضات مما سهل توقيع وتنفيذ الاتفاقية وشغل المنصب، لكن مع وضع الحركات الدارفورية الحالي هل يمكن أن يتم ذلك بسلاسة بحيث تتفق الحركات كلها على قيادة موحدة وبالتالي المشاركة في السلطة والظفر بمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية؟! هل يستحق مناوي أن يكون في هذا المنصب بحسبان أنه أول من وقع اتفاقية جادة مع الحكومة للسلام في دارفور؟ أم يطالب بذلك عبد الواحد محمد نور ؟ أم خليل ابراهيم الذي يتفاخر بأنه الوحيد الذي لديه قوات مؤثرة على الأرض؟ كل تلك تساؤلات قد تكون في تفكير وفد الحكومة السودانية لمفاوضات السلام، وقد تكون في ورقات الحركات الدارفورية أو لدى وسطاء السلام في دارفور، ولا نعتقد أن يتم التفكير العلني والعملي فيها قبل أن يتم الانتهاء من اجراء استفتاء جنوب السودان ومعرفة نتيجته وعلى ضوء ذلك نأمل أن تكون الخطوات جادة ومتسارعة لوضع حد نهائي لأزمة دارفور حتى يتفرغ السودان لإحداث التنمية في كل ربوعه.

* أحمد عبدالله ابراهيم
* القاهرة.

‫2 تعليقات

  1. بعد انفصال الجنوب كل الحلول متاحة لمشكلة دارفور فهي أقل تعقيداً من مشكلة الجنوب وما يجمع السودانيين الشماليين أكثر مما يفرقهم، وليست هناك غضاضة حتى لو مُنح خليل رئاسة الجمهورية طالما هو مسلم وسوداني فلا ضير في أي منصب يحصل عليه خليل أو عبد الواحد أو التجاني السيسي أنا شخصياً متفائل بشأن حل مشكلة الاقليم داخل البيت السوداني