د. نافع علي نافع: نقول لأوباما: عازمون على ألا (تقوم طلقة واحدة)
د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني، مساعد رئيس الجمهورية، سياسيٌّ من العيار الثقيل، ظلّت تصريحاته تحدّد أجندة مجالس السياسة وتثير جدلاً واسعاً ربما لخطورة وحساسية الملفات التي يتعامل معها الرجل واتساع مساحة تحركاته داخل المؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي.
تصريحات د. نافع دائماً ما تتناول أكثر القضايا تعقيداً بصراحة تفوق المعدل الذي يتعامل به السياسيون كثيراً، وللدكتور نافع قاموس سياسي يتفق الناس أو يختلفون عليه، ولكنه يتسم بالوضوح والقوة.
القضايا الكبيرة التي تُواجه السودان في ملفات الاستفتاء وهواجس الوحدة والانفصال والعلاقات مع الحركة والقوى السياسية الأخرى وقضايا دارفور وأبيي والموضوعات ذات الصلة كانت محاورنا التي طرحناها على د. نافع في هذا الحوار الشامل الذي تعامل معه الرجل بوضوحه المعهود.
د. نافع كان في جولة خارج السودان، ظلّ صامتاً يراقب الأمور من على البُعد.. وبعد جهدٍ جهيدٍ التقيناه صباح الجمعة الماضية بمكتبه بالقصر الجمهوري، وقد أحسن استقبالنا كعادة أهل السودان الطيبين وأمتعنا بحديث شامل وأجوبة موضوعية ومنطقية ومُقنعة.. كانت فرصة طيِّبة قدم فيها رجل الإنقاذ القوي كل ما هو مطلوب منه في هذه المرحلة التي يُواجه فيها السودان تحديات عديدة تهدده بمخاطر جَمّة فإلى مضابط الحوار….
…..
* لو كان في الإمكان إعادة النظر في اتفاقية نيفاشا، ما الذي كَان يمكن أن يضاف إلى بروتوكولاتها.. أو يحذف منها؟
– واللّه هذا سؤال صعب والإجابة عليه قد لا تكون مَنتجة، لأنّ هذا قد مضى.
* لكن السيد الرئيس تحدث في البرلمان عن إمكانية فتح سقف نيفاشا كضمان لتحقيق الوحدة؟
– هذا كلام صحيح، لكن الذي قصده الرئيس إذا كانت بعض محفزات الوحدة أو بعض منقصاتها عند الآخرين هي نظرة إلى حاجة في قسمة الثروة أو حتى السلطة، فهذا أمرٌ يُمكن أن يخضع للنقاش. وأنا أركز بصفة خاصة على قسمة الثروة، ومَعروف في السودان أن القسمة تكون بين المركز والولايات بنسب معروفة ومؤسسة على قيم معروفة يجيزها مجلس التخطيط وكذا، والحركة الشعبية اختارت هي – بالرغم من رفض وممانعة شديدة من الحكومة – أن يكون نصيبها من الثروة القومية من البترول فقط، وبالنسبة لنا كان هذا الأمر أولاً غير موفق لأن الثروة البترولية هي ثروة في اضمحلال، والثروة غير البترولية هي التي تنمو كما أنها مستدامة، وليس من المعقول أن يحرم الجنوب من ذلك، لكن واضحٌ أن النقطة التي كانت تستبطنها الحركة – ولم تكن غائبة عنا تماماً – أنّها رمت بذلك، لأنها تريد نصيبها من الجنوب الذي تنوي لانفصاله إذا لم تبتلع السودان جميعاً، وكانت تنوي من خلال ذَلك لتعبئة الجنوبيين بأنّ كل الذي يرد إليكم الآن هو من بترول الجنوب وبنسبة (50%) منه فلماذا؟ وهو كما ترون تُروِّج له الحركة الآن وهو كذلك غير صحيح.
* هذه الإتفاقيات وقّعت بين طرفين – المؤتمر والحركة – ونجد أن بقية الأحزاب غير راغبة في إنجاحها، بل وقام البعض بمحاولات لإجهاضها.. كيف تَرون إسهام الأحزاب السياسية السودانية في تنفيذها.. وما هو المطلوب منها الآن؟
– هذا سؤال جميل كذلك.. أولاً أحزاب المعارضة ظلّت تتحدث عن أنها اتفاقية ثنائية، أنا أعجب من ذلك.. هذا الحوار الآن ثنائي بين «الرأي العام» ود. نافع، لكنه سيخرج إلى الملأ ويعرفه ويطلع عليه، وما كان يمكن أن نجرى حواراً مع كل أهل السودان ولا بد أن يكون بين جهتين، وكل الاتفاقيات التي تمّت في الكرة الأرضية ثنائية بين جهة مُطالبة وجهة مطلوب منها، وكل الإتفاقيات التي وقّعتها الأحزاب السياسية وقعّتها ثنائية، الحزب الاتحادي الديمقراطي وقع اتفاقية بشخص رئيسه مع د. جون قرنق، والصادق المهدي وهو رئيس وزراء حاور د. جون قرنق كرئيس لحزب الأمة لأنّ الأخير رفض أن يحاوره كرئيس لمجلس الوزراء كناية أو تعبير عن عدم الإعتراف به، هذا شئ طبيعي وأنا استغرب – حقيقةً – ما هو المطلوب وكيف يتم اتفاق يشمل كل الناس؟ لو أن المريخ والهلال يتفاوضان في قضية لذهب وفد من المريخ ولم يفاوض كل المريخ ولا كل الهلال، هذه من البديهيات، وهذا على التعلل غير المطلوب، على الرغم من ان الحكومة- ويشهد لها كل الناس وبالذات الإعلاميون يعلمون ذلك – ما أقدمت على خطوة إلاّ وطرحتها على القوى السياسية لتبدي فيها الرأي وبوثائقها (مثلاً هذه هي الورقة المقدمة من الحركة فماذا ترون وكيف؟) وهذه واحدة. وأنا أعتقد أن العلة الرئيسية في موقف الحركة الشعبية من قضية نيفاشا أولاً – وأقول بصدق – أنا أعتقد أن القوى الشمالية كلها مع وحدة السودان قطعاً، لكن مشكلة القوى السياسية وبالذات تحالف جوبا أنّه ربط نظرته لاتفاقية نيفاشا والوحدة والاستفتاء مع موقفه من الحكومة ورغبته في أن تزول، وعلّة العلل ان هذه القوى السياسية عاجزة تماماً عن أن تفعل شيئاً إلا بدعم الحركة الشعبية، ولذلك ظلت عاجزة عن قول ما لا تود الحركة سماعه، وأنا الآن ألفت نظر كل الإخوة وأهل السودان وبالذات أهل الإعلام: ماذا يمنع القوى السياسية أن تتكلّم عن وحدة السودان علناً؟ وأن تعمل فيها الوفود للجنوب علناً؟ لا تود أن تصطدم بالحركة لأنها إذا انفصم الرابط بينهما فهي عاجزة عن تحقيق هدفها الذي تَسعى إليه وهو إسقاط، ولذلك هذه الرغبة في إسقاط النظام جعلت أحزاب تحالف جوبا تقبل من الحركة الشعبية كل أصناف التهميش والإهانة والإستهانة – وهم يقولون ذلك -، وبالمناسبة أنا جلست مع أكثر عدد من أحزاب تحالف جوبا وكان الطرح واضحا جدا وهو: أن قضية الاستفتاء والوحدة ليست قضية خلافية، ونحن جاهزون للتعامل معكم فيها في برنامج واحد إعلامي، طواف، سياسي، خارجي، ما شئتم.. والقضايا الأخرى لدينا فيها طريقان: مستعدون للحوار الثنائي فيها، لكن أهم من حوارنا الثنائي فيها اعملوا فيها ما شئتم، حتى برنامجكم لمعارضة وإسقاط النظام نحن لا نجعله شرطاً أن تتخلوا عنه ولا نجعله شرطاً للحوار معكم حول قضية الوحدة (خلونا نتفاكر حول قضية وحدة السودان وفي تلك القضايا إن تحاورتم معنا حاورناكم وإن شئتم أن تذهبوا في سبيلكم اذهبوا).. وعجزوا حتى عن هذا التفريق بين موقف في نقطة واحدة وطنية وبين قضاياهم الأخرى، كيف نجمع بين الاستفتاء وغيره وقضية ما يسمونها غلاء المعيشة وقضية الحريات التي لا يعرفون مَاذا يعنون بها فعلاً، وقضية.. وقضية.. وقضية.. دعيناهم لقضية دارفور وأخبرناهم برأي الحكومة في حلها، لم يريدوا أن يأتوا لاستراتيجية دارفور لأنه لا بد أن يتحدّثوا عن الحريات، وكل هذا مقصود منه أنه لا يتحقق إلا بقيام حكومة قومية، وبأن تكتب للمؤتمر الوطني شهادة وفاة للفترة السابقة ويؤسس لحكومة انتقالية – كما قلت – وكأنها بعد أكتوبر وكأنها وكأنها، وهذا لا يقول به عاقل.
* المعارضة كما يبدو تقف موقفا ًسالباً ولا تبذل جهداً لتأكيد الوحدة.. وتحمل مسؤولية ما يقع وما سيحدث على عاتق المؤتمر الوطني.. كيف تقرأ وتقيّم موقف المعارضة؟
– أظنني أشرت إلى ذلك، ولكن لا مانع عندي من تكرار ذلك، وأقول إنّ بيننا وبين المعارضة الرأي العام وموقف المواطن السوداني، وليت المعارضة لا تخادع نفسها وتعترف بالواقع وتقول إن رأي أهل السودان فيها متواضع جداً جداً مما جعلها تتهرّب من الإنتخابات أفراداً وجماعات، فرأي المعارضة التي تقول هو ليس رأي المواطن السوداني الذي يعرف وزنها ومواقفها السياسية والمبدئية، ويعرف موقفنا، وهذا من حيث الحقائق وهو الأهم، وبالنسبة لي الأهم هو معرفة المواطن السوداني بالمعارضة وبما تقوله وما تدعي وما تستطيع أن تفعله، وبين ما فعلنا ونستطيع أن نفعل – بإذن اللّه رب العالمين -، وهذا شئ طبيعي.. وأنا أفهم تماماً أن المعارضة ترى أنه ليس لها من سبيل أن تعيش على المسرح السياسي إلاّ إذا ذهب هذا النظام، ونظرياً من حقها أن تقول إنها الأولى وأن لها برامج ورؤى، لكن هل يعجز السياسيون كلهم عن الأماني وأن تكون هنالك معايير أخلاقية لتقييم الأشياء؟ بمعنى أنه كيف تدعي المعارضة أنها تُحمِّلنا المسؤولية؟ ليتها تفصح.. المعارضة الشمالية لا تستطيع أن تفصح، وهي تُحمِّلنا مسؤولية الاستفتاء لأنها تقول إن الوحدة – كما تراها بعض قيادات الحركة الشعبية – مربوطة بمسخ الشمال والتنازل عن الشريعة والهوية وبأن السودان يتحرّر بأن تقوده الحركة الشعبية.. هي لا تستطيع أن تقول ذلك، وليتها تفصح.. إذا كانت تعني أنّها لو كانت هي صاحبة الإرادة لألغت الشريعة ولقبلت بالعلمانية، ومن ثَمّ كان الجنوب اقتنع بالوحدة وهي الفاتورة المقدمة من الجنوب، التي يريدون أن يقدمونها لتحقيق الوحدة، فليقولوا ذلك وبيننا وبينهم السودان.
* فسّر بعض القادة في المعارضة دعوة المؤتمر الوطني الأخيرة بأنه في حالة ضعف الآن، وخصوصاً المؤتمر الشعبي يتحدث عن أن المؤتمر الوطني لا يلجأ إلى القوى السياسية، إلاّ في وقت الضيق والشدة.. فهل يستند هذا الحديث على حقائق؟
– واللّه ليته قاله صاحب قوة حتى ننظر في ما هي دواعي أن نستجير به.. لكنني أقول إن قضية الوحدة عندنا هي قضية قومية، وبغض النظر عن اختلافنا مع القوى السياسية لا نريد أن نحرمها، إن كان لها من عطاء، أن تعطي، هذا أساس الدعوة وما زلت أكررها وأنا لست بمتجن عليهم إن قلت: لا نتوقّع منهم الكثير، لكن مظهر الوحدة الوطنية ولو شكلي قد يكون فيه دفع معنوي لقضية الوحدة، هم يضنون على قضية الوحدة بذلك ويظنون أنها يحرموننا بعض الدعم، إن كانوا يحرمون قضية الوحدة فقد يكون ذلك.. لكن نحن – حقيقة – نعلم أنهم لن يزيدوننا إلا خبالاً.
* الحديث عن موقف المعارضة السالب وعن الحرب القادمة وعدم ترسيم الحدود للإستفتاء.. والمعارضة تنتظر الدبابة الجنوبية – الأمريكية للإستيلاء على السلطة.. ألا تعتقد أن هذا يشبه إلى حد كبير السيناريو الذي حدث في العراق؟
– أنا أقول يشبهه بمعنى انها أمانٍ (تلك أمانيهم وأماني أهل الكتاب)، لكنها ليست لها مقومات – إن شاء الله – من بعيد ولا قريب، إلاّ بتدخل سافر من الغربيين، والحمد الله الذي جعل أمريكا تحصد الفشل في العراق وفي أفغانستان وفي لبنان وفي فلسطين، وتحصده حيثما كانت حتى تفيق من غيّها وطغيانها، وتشعر بأن الشعوب لا يمكن أن تقهر ولو زالت الحكومات، أين الآن الأهداف الأمريكية والغربية من تحقيق مصالح في العراق؟ أنا أقول إن اللوبي الصهيوني واللوبي المتطرف الذي يجعل من الدول الغربية أداة لحماية إسرائيل وخدمتها هو الذي استفاد من قضية العراق لأنّه حطّمها دولة إسلامية ودولة عربية قوية كانت، وأنا لا أعتقد الآن أن هنالك مبررات ولا مؤشرات، والغريب أنهم محبطون جداً الآن من توجه السياسة الغربية عامة في عدم التدخل المباشر، وهم طبعاً لا يستطيعون أن يصلوا إلى الحكم بدبابة حتى ولو بعون مباشر، والمباشر غير وارد، وهم غير وارد أن يستطيعوا فعل شئ بغير هذا التدخل المباشر، ولذلك أنا أعتقد أنهم في دواخل أنفسهم مهزومون تماماً.
* وماذا تقول حول حديث أوباما عن أن الملايين سيموتون في السودان؟
– إذا كان يتحدث عن الصراع في الجنوب والقبائل وله من المعلومات ومن المخاوف ما يدل على ذلك، أنا أقول هذا يقتضي من أوباما أن يركز في سياسته وفي حديثه حول ما يمنع هذه المجزرة والصراع القبلي في الجنوب، وأنا اعتقد أن بعض إشارات التوجه الجديد للسياسة الأمريكية التي تحمل الحركة الشعبية على فسح الحريات وتفرض عليهم التعامل مع الفرقاء الجنوبيين المختلفين العسكريين وغيرهم، ربما هو ما أشار إليه الرئيس أوباما ليمنع موت الآلاف في الجنوب بسبب الصراع. أما إذا كان الهدف من ذلك أن هذا الموت سيكون بحرب بين الشمال والجنوب فنحن نقول مرة أخرى نحن في الحكومة عازمون عزما كبيرا جدا ألاّ (تقوم طلقة واحدة) في حرب بين الشمال والجنوب، وإذا كان هنالك من احتمال للحرب يكون من التحرشات التي يتحرّشها الجنوب، وعلى أمريكا أن تستعمل نفوذها وتأثيرها في أن ترد هؤلاء عن هذه الاحلام في كل الحالات، إذا كان الموت في الجنوب وحده فالسياسة الأمريكية هي التي تستطيع ان تحمل الحركة الشعبية على الاتصال، وإن كانت هي من احتمال حرب بين الشمال والجنوب فالشمال لن يدخل في حرب أصلاً، وعلى الحكومة الجنوبية أن تبذل جهدها في أن تبطل آمال وطموح بعض قيادات الحركة الشعبية.
* هنالك قضيتان تحتاجان إلى تحديد، هل هنالك موقف رسمي قدم من الحركة الشعبية فيما يتعلق بالرئاسة الدورية وزيادة عائدات النفط لتحقيق الوحدة.. أيضاً هنالك حديث من سوزان رايس حول إمكانية تأجيل الاستفتاء وسط حديث عن أن أبو الغيط وعمر سليمان جاءا بمقترحات ومبادرة لهذه المسألة.. هل هنالك حوار مع أطراف دولية لتأجيل الإستفتاء؟
– نحن كحكومة لسنا طرفاً في أي حوار.. نحن مع قيام الاستفتاء في موعده ومع حل القضايا قبل ذلك، رسم الحدود وقضية أبيي، وأعتقد لو انعقدت الإرادة الحقيقية عند الحركة الشعبية فهذا ممكن ومتاح، وقد يقول البعض إن هذه قضايا تحتاج لوقت لأنه أصبح ضيِّقاً، ويقول الآخرون لو أن هذه القضايا حلت بعد غدٍ فإجراءات الاستفتاء تحتاج لمزيدٍ من الوقت، فإذا كان الأمر كذلك نحن – وإن لم نتخذ قراراً بذلك وقد يكون هذا رأياً شخصياً – لا نمانع إذا كانت الأسباب الموضوعية عند المفوضية تقتضي بعض التأجيل، وإذا كان الحوار بين الطرفين رأياً أو قاد بقناعة إلى أن بعض التأجيل لتجميد عمل المفوضية الإجرائي ولإتاحة مزيدٍ من الوقت للحوار حول القضايا الشائكة يقتضي بعض التأجيل، أنا لا أرى في هذا بأساً، شريطة أن يكون باتفاق كامل بين الطرفين.
* هل هنالك طلب من أطراف دولية للمؤتمر الوطني؟
– ليس للمؤتمر الوطني.. المؤتمر الوطني لم يتلقَ طلباً بذلك، لكن المعلوم أنه إذا كان هناك أي نوع من التأجيل لابد أن يكون بموافقة الشريكين.
* هنالك حديث عن تكوين جبهات الآن الجبهة الوطنية في لندن بقيادة علي محمود حسنين، ومقابلة محتملة د. الترابي لعلي الحاج في أوربا .. والتحدث عن إمكانية التحالف بين خليل وعبد الواحد ومناوي.. ما هي إستراتيجية تعامل المؤتمر الوطني مع هذه التحركات؟
– طبعا القراءة الأولى لهذه التحركات أنها نفسها دليل قاطع على وهن كل هذه الكيانات، كل هذه الكيانات موجودة فماذا الذي يحملها الآن على التوحد؟ شعورها وقناعتها الكاملة بضعفها كمجموعات وتجمع الأصفار لا يجدي شيئا. ويكفي أن المعارضة الخارجية يقودها علي محمود حسنين الذي عمل في السياسة عقود من الزمن ولم يدخل البرلمان إطلاقا إلا في زمن الإنقاذ بالتعيين، وحسنين لم يدخل البرلمانات السودانية إطلاقا حسبما اعلم أنا إلا في عهد الإنقاذ بالتعيين، لا في دوائر خريجين ولا دوائر جغرافية ولا غيره، ويكفي هذا إشارة إلى شعبيته الواسعة. والأخرى بقايا عبد الواحد وخليل وبقايا غيره إذا التقوا كما يلتقون الآن في الفنادق الأوربية وغيرها فلن يزيدوا قوة.
الراي العام