قير تور
لماذا الأطباء وحدهم
على كل حال مثل ما ذكرت اعلاه تعرض له كاتب موضوع اليوم قبل يوم من نشر هذا ، فقد جمعه نقاش عام مع اثنين آخرين اقلهما درجة اكاديمية تخرج من الجامعة. وفي اثناء الكلام الذي يصعب عليه تذكر بدايته لتشعب وتداخل العديد من المواضيع التي يصلح اي واحد منها كمادة نقاش قائمة بذاتها ، تطرق احدهما الى انعدام تحميل مسؤلية للأطباء في السودان وذلك بعدم وجود طبيب تم محاكمته من قبل رغم الأخطاء الطبية العديدة التي تكون ضحاياها المرضى والزبائن.والاشارة الى غياب محاكمة اي مخطئ قاد كاتب هذا الباب الى تنبيه المتحدث لقضية لا يجب ان يخص الاطباء فقط اذا اردنا سيادة العدالة ،فحسب رأي الكاتب فليس الاطباء وحدهم الذي يخطئون ولا ينالون جزاء ما يرتكبون من اخطاء.
ليس دفاعاً عن الاطباء ،لكن الكاتب حسب وجهة نظره يرى مثلاً الشخص الجالس في مكتب إحدى المحليات وتم تكليفه بميزانية حفر الخيران استعداداً لفترة الخريف ثم لا يقوم ذاك بتوظيف الميزانية في محله أو قلل من الرقم المفترض انفاقه على المشروع سيكون النتيجة أن تهطل الامطار ولا تنصرف المياه الى الانهار ليست لأن المياه قد اعجبتها الركود والبقاء وسط الأحياء السكنية إنما بسبب أنها مرغمة على البقاء.وعليه من السهل جداً على العديد من المنازل التهاوى وتتكسر دورات المياه وتسوء البيئة المحيطة بالناس وتنتشر الامراض بسهولة جداً وهنا نتساءل كم عدد الذين يشبهون المثال تم محاكمتهم من قبل؟…إنهم يستحقون وساما يقدمه لهم الاطباء فهم يساعدون في انتشار الامراض. ولا ننسى كذلك الأخطاء الهندسية ولا اقصد بها تلك التي نتوقع أو رأينا بعضها اسقطت العمارات والمباني الشاهقة إنما طرق البناء للمنازل والاحياء السكنية بالبلاد…. فكم مسئول عن تلك الأخطاء تم محاكمتهم؟.
وماذا نقول في معلم ظل ينتظر ويسأل عن مرتبه الذي لا يصله رغم قلته، ثم يقوم بنفس اللعبة المحيطة به عندما يفطن إلى شطارة الآخرين فيقل في شرح الدروس داخل الفصل حتى يمكنه الاستفادة من الدروس الخصوصية… فهل المعلم هنا هو المسؤول عن شح الأموال في الوزارة التي يعمل بها أم أن مسؤليته في قيامه بالدروس الخاصة أم على المحلية..؟.
فقط نحن نستطيع لوم الطبيب لأننا نظن بأن رؤيتنا النتيجة مباشرة تمثله عاهة مستديمة أو فقد مريض للروح هو بسبب قصور الطبيب المعالج لكن قصورنا جميعاً كمجتمع لا يظهر لنا.
لويل كودو – السوداني-30 ديسمبر 2009م