قير تور
للسودانيين فقط
منزل جاري عبدالمعز محمد رغم قربه مني فالمسافة التي تفصلنا عن بعضنا عبارة عن شارع عرضه حوالي ثلاثين متراً وخلفي منزل عرضه تقريباً عشرين متراً فيكون المسافة الفاصلة بين منزلينا حوالي خمسين متراً. ورغم هذه المسافة القصيرة فلم نزر بعضنا خلال هذه الفترة الطويلة التي نزلت فيها الرياض فيبدو أننا عملنا بالمثل القائل (When you are in Rome do what the Romans do) اي إذا كنت في روما فتصرف مثل اهل روما!!!.
آسف اعزائي القراء فقد ذهبت بعيداً عن موضوع العنوان، وكذلك فموضوعي ليس اخباركم عن الغداء الذي تناولته في منزل صديقي المذكور والطعام لم يكن السبب الذي جعلني ادخل منزله لأول مرة رغم اننا ظللنا نتواعد بتبادل الزيارة ولم يحدث الوفاء بالوعود…
ونقطة مهمة جداً اود اعلامكم بها هو أننا لم نعرف بعضنا بسبب أننا سودانيون أو بسبب أننا جيران في حي واحد فأصعب سؤال لا يستطيع الكثيرون الاجابة عليه في المكان الذي نقطنه هو (من هو جارك؟) فمن الصعب جداً ان اعرف جاري الذي يقابل باب منزله باب منزلي بمسافة خمسة امتار فقط…!!!. فقد تعرفت على عبدالمعز محمد في مكان أهم من كونه سوداني او جاري ولو لا المسجد القريب منا لما عرفنا بعضنا.
على كل بعد اللفة والدوران الطويلة دي اخش في الموضوع واقول لكم بأنني دخلت منزل السيد عبدالمعز (للشديد القوي).
والشديد القوي هنا يا سادتي أن ابنه الذي لم يتعدَّ الثامنة عشرة من عمره كاد يفقد روحه بطعنات غادرة يوم الأحد الماضي العاشر (يوم عاشوراء) من محرم 1431هـ الموافق 27 ديسمبر 2009م.
في اليوم المذكور تحرك عبدالمعز إلى المسجد لصلاة العصر، وبعد خروجه بقليل طرق على الباب طارق كادت سيدة البيت تقوم على صوته لكن ابن عبدالمعز الذي صار الضحية واسمه احمد صحا من النوم على الصوت وهو كان صائماً، تحرك على الباب قبل والدته. ولم يكد يفتح الباب حتى قبض عليه أحدهم من رقبته ثم اردفه بطعنة سكين يحمله معه اعقبه بثلاث طعنات سريعة اثنتين منهما على الكتف والثالث في المحل الأول… ثم فر الجاني ليركب عربة كانت تقف بالقرب من بيت المجنى عليه.
تم فتح البلاغ ضد الجناة وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم يتم القبض على الجناة ويقال بان الشرطة صدور تقرير الطبيب اولاً، ومن المفترض ان يصدر تقرير الطبيب اليوم السبت السادس عشر من محرم 1431هـ الموافق الثاني من يناير 2010م.
على كل فقد زرت وبلغت تحياتي إلى ابننا احمد وهناك الكثير من أحمد لم نستطع زيارتهم ولا داعي لزيارتهم وإلا اصبتم بالاحباط من وقائع تشبه قصصاً خيالية تحدث للاجانب.
لويل كودو – السوداني-1 يناير 2009م