قير تور

البيت والمدرسة

[ALIGN=CENTER]البيت والمدرسة [/ALIGN] لا أعرف إلى اي يمكنني القول بأن حديث استاذ الادارة التربوية ونحن ما نزال طلاباً بالجامعة هو الصواب بعينه إذا أخذت به؟.ففي تلك الايام التي يرسم فيها الفرد صورا فقدت الكثير منها اليوم نقاط الجذب ،وهذا الفقد ليس ناتجا عن ضعف في النقاط لكن بسبب ان النقاط نفسها أوجدناها على خيالنا فقط ولا اظنها تنزل الواقع عما قريب.. المهم بعض هذه النقاط ما تزال في الخيال خصبة عند اصحاب الآمال القوية لكن جلها تحولت إلى خانة الأمنيات بدلاً عن التوقعات….
المهم نعود الى الموضوع الاساسي والذي انحرفنا عنه بهذه الكسرة انا اقودكم مثل سائق عربة نقل عام الركاب في الخرطوم فجأة يغير الاتجاه ليسلك الطريق الطويل ويحتج الركاب على فعلته غير الكريمة … إلا ان احدهم يقول بهدوء يا اخوانا الزول شاف ليهو لابسين ابيض قريب من اللفة وعشان كان لازم يتجنبهم لانو ممكن ما يكون عندو حق المخالفة من الصباح الباكر…..فاستأذنا قال لنا ونحن مشدودين امامه بأن الاداري الناجح هو الذي يستطيع خلق البديل المناسب الذي يدير الامر في غيابه بنفس الكفاءة ، ثم اردف إن النجاح الحقيقي هو خلق البديل الأفضل منك كمدير فالمعلم الذي لا يجعل تلميذه افضل منه لم يأت بجديد والأب الذي لا يجعل ابنه افضل منه ليس اباً ناجحاً في تربيته!!!.
حديث الاستاذ هذا تذكرته مساء أمس الأول والبلاد يحتفل بذكرى الاستقلال التي مضت عليها الآن 54 عاماً.
وإذا كانت اغلب الآراء تجعل موضوع ذكرى الاستقلال هماً سياسياً فأنا اريد تناوله بزاوية مختلفة واحددها بالاجتماعية.والزاوية الاجتماعية التي اقف عليها اليوم هو العبارة الروتينية التي يرددها ابناء الجيل السابق لنا التي يشيدون فيها بكل ما هو قديم (والله زمان في كدا وكدا.. واولاد زمان محترمين مش زي اولاد اليوم… الخدمة المدنية زمان كان كذا وكذا… الشرطة زمان كان كذا وكذا… الجيش زمان كان كذا وكذا…. إلخ)…فوفقاً للكبار والمقصود بهم هؤلاء الذين عاصروا الاستقلال أو بقايا اشياء يرونها جميلة لم تعد موجودة في الوقت الراهن فالزمن الراهن هو زمن الانحطاط في الاغنية والملبس والادارة والتربية والصحة….الخ.
هنا يبقى السؤال الذي نحن بحاجة الى الاجابة عليه بشفافية كلنا بدون تمييز ،إذا كنا في الوقت الراهن نعيش في زمن اقل درجة من الماضي في اشياء كثيرة فمن إذن يلام ويستحق الوصف بالفاشل؟ هل جيل اليوم الذي يعكس تربية آبائه واداريوه أم جيل الأمس الذي لم يحافظ الإرث الغالي والثمين الذي ورثوه من آبائهم؟.إذا كان كبار المعاشيين يتفاخرون بالماضي فهل هذا شرف لهم أم عار فهم لم ينقلوا هذا الفخر؟.
لننظر الى مؤسسات التعليم العالي فتجد بأن المؤسسة التي تمتلك الكثير من الافراد كبار السن هي المؤسسة المحترمة في حين نجد ان المفارقة تجعل هذه المؤسسات اسيرة هؤلاء الافراد فهل كون الناس اسرى لبقاء هؤلاء يعتبر نجاحا؟.

لويل كودو – السوداني-5 يناير 2009م