قير تور
الكلاب الضالة
هذه الايام ليس هناك حديث يسود الساحة العامة في الخرطوم سوى ظهور كائنات لم تحدد في البداية ثم جاءت الامور لتعود الى المختصين فقيل بأن تلك الكائنات عبارة عن كلاب. وحسب ما اطلعت عليه في عدد من وسائل الاعلام المقروءة التي تتناول هذه الاشياء الجديدة فقد تمت الاشارة الى شمبات والدروشاب وداردوق، وهذه مناطق قريبة من بعضها وتشهد امتدادات مع بعضها خاصة داردوق التي تعتبر الامتداد الشمالي للسامراب والسامراب بدورها امتداد شمال شرق شمبات ولا ننسى المشاريع الزراعية الممتدة من شمبات غرباً حتى طيبة الاحامدة فحلة كوكو ثم حتى مشروع السليت تقريباً. وهذه الاماكن كلها تمتلئ بالكلاب الضالة التي تعتبر خطرة على المواطنين وبهائمهم حتى لو لم تكن هذه الكلاب هجينة ضالة.
إن الشخص الذي له معرفة بحلة كوكو وعزبة كافوري يعرف جيداً المساحة الكبرى التي يشغلها مشروع البان حلة كوكو ويعرف كذلك ان هناك الكثير من المساحات المزروعة بالعلف والبرسيم الممتدة بعضها حتى الدروشاب شمالاً ثم الكدرو…. واذا تخيلنا في هذه المساحة الكبيرة وجود كلاب ضالة، هذه الكلاب الضالة تعيش على الحيوانات النافقة ولا ننسى وجود مزارع الالبان في المناطق المذكورة مما يعني وجود نشاط بشري قريب من تلك الحيوانات غير أنها لا تنال الرعاية الطبية!!.
من التبريرات التي اطلعت عليها هي ان تلك الكلاب ضلت نتيجة تخلص اصحابها الاصليين منها وهؤلاء استوردوها من خارج البلاد بغرض تسويقها. يضيف اصحاب هذا التصريح بأن المستوردين عندما فشلوا في التسويق لم يحتفظوا بالكلاب انما تركوها تجول كما تريد!!.
تأملوا هذا سادتي، فالدولة تعرف جيداً مصدر الكلاب وكذلك فهي تعرف القائمين بأمر الاستيراد لأنه ليس مقبول احضار شخص مجهول لشيء الى داخل بلاد لها حكومتها وتتمتع بكامل سيادتها الكاملة. مما لاشك فيه بأن تلك الجهات الحكومية المختصة أخذت رسومها وجماركها، لكن ما تقوم به بقية الجهات الأخرى هو متابعة أمر هذه الحيوانات المستوردة وضرورة الزام المستوردين بالحفاظ عليها بالطرق القانونية السليمة التي تحفظ للجميع حقوقهم.
إذن ففي حال صواب رأي القائلين بأن هذه الكلاب هجين توالدت مع الكلاب المحلية الضالة، يبقى القصور على حكومة ولاية الخرطوم. وأحملها المسئولية لأنها ليست حكومة جاهلة بواجباتها بل يجلس على رأسها المؤهلون للقيام بحماية مواطني الولاية وكذلك فالحكومة لها الامكانيات التي تجعلها تقوم بالوقاية فالشخص الذي يستطيع استيراد حيوانات من خارج البلاد ليس فقيراً فهو من اصحاب صنع القرار وهم قليلون لن يتضرروا مما حدث فبيوتهم متينة لا يمكن لهذه الكلاب دخولها.
لويل كودو – السوداني -11 يناير 2010م