منى سلمان

الحرامي ..!!!

[ALIGN=CENTER]الحرامي ..!!![/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]فتحت (ندى) عينيها بصعوبة وشهقت تستجدي الهواء حتى تملأ منه رئتيها وهزت رأسها بشدة وهي تحول طرد بقايا حلم قاتم أزعج منامها ودفعها للإستيقاظ فزعة، تلفتت في ظلام الغرفة وشدت الغطاء وأحكمته حول جسدها عندما لسعها تيار الهواء البارد القادم من ضلفة النافذة التي تركوها مفتوحة للتهوية، ظلت ساكنة في مكانها تحاول إستدعاء النعاس لتعاود نومها حينما أحست بحركة خفيفة من جهة النافذة، تمعنت النظر لعلها تلمح القطة تتسلل من النافذة كعادتها بحثا عن الدفء في تلك الليلة الباردة، لم تجد القطة كما توقعت ولكن تهيأ لها رؤية يد تمتد عبرالفتحة بحثا عن مصرع النافذة لتكمل فتحها، تجمد الدم في عروقها رعبا وتشبست بالغطاء وسحبته حتى كادت أن تغطي به وجهها بينما تسمرت عينيها على النافذة تراقب حركة اليد، إلتفتت ناحية سرير شقيقتها (صباح) التي تنام بالقرب منها وبحثت عن صوتها وهي تجاهد أن تهمس لها لتوقظها، همست بصوت منخفض لا يكاد يخرج من حلقها:
صباح .. صباح .. يا بت أصحي!
تمطت (صباح) وهمهمت بصوت غير واضح فتجرأت (ندى) ومدت يدها نحوها ودفعتها لتوقظها:
هوي يا صباح .. قومي .. الحرامي!
كان لكلمة الحرامي فعل السحر في إيقاظ (صباح) فقد جعظت عينيها وتساءلت في صوت مبحوح:
حرامي ؟؟!! وينو؟؟!! إنتي شفتيهو؟؟!!
تشجعت (ندى) بشقيقتها فهمست في ثقة:
هسي مدا يدو بالشباك .. عايز يفتحوا.
(صباح) وقد طار النوم من عينيها واستيقظت بالكامل:
إنتي متأكدة يا بت؟
– اي متأكدة والله.
– يعني أكورك .. أقول الحرامي؟
– لا ما تكوركي ساي .. بتخلعي ناس أبوي .. يمكن يكون هسي مشى خلاص.
– يمشي كيف .. ديل ما بمشوا بالهين ..هسي تلقيهو لابد ولا دخل بي هناك يسرق من الأوضة التانية .. اخير النكورك عشان يخاف!!
حمحمت (صباح) من حنجرتها ثم صاحت بأعلى صوتها:
الحررررراااامي .. الحرررراااامي!!
في الجانب الاخر من البيت هب (عابدين) من نومه عندما تناهى له صوت صراخ إبنته وبقفزة واحدة إنتصب واقفا ثم إندفع نحو باب غرفته، فتح الباب بسرعة ليفاجأ برؤية ثلاثة أشباح في ظلمة الليل، واحدا يجلس على حافة السور والثاني على الأرض بجواره بينما أسرع الثالث وهو يجري من داخل البيت عبر الممر .. إلتفت الذي يجلس على السور ناحية الباب الذي فتحه (عابدين) واسرع بحمل (طوبة) كان يضعها على الحافة بالقرب منه وقذف بها بشدة ناحيه .. تفاداها (عابدين) بصعوبة عندما أغلق الباب بسرعة فسقطت على الباب وتهشمت إلى قطع صغيرة وتناثرت أمامه .. أسرع (عابدين) نحو الدولاب وأخرج مسدسه واندفع به إلى الخارج .. كان اللصوص قد إختفوا ولكنه أسرع نحو الباب الخارجى وخرج خلفهم وطلق عدة أعيرة نارية في الهواء.
ما هي إلا دقائق وامتلا الشارع بالجيران الذين ايقظهم صوت الرصاص فإندفعوا للخارج ليستطلعوا الأمر وكل يحمل في يده ما تيسر .. (عبد الكريم) بعصاه الغليظة و(مبارك المكنيكي) يحمل قطعة مدببة من الحديد أما (محمد الحسن) فقد حمل بندقية الصيد على كتفه وتوجهوا نحو عابدين، تشجعت النسوة وخرجن بعد سماعهن لصوت (محاسن) زوجة عابدين وبناتها وهن يسهمن في شرح ملابسات دخول الحرامية .. تجمهر الجميع في الشارع وإنهمكوا في نقاشات مستفيضة عن ضرورة تأمين الحي في الشتاء، قالت (صباح) لأبيها في حماس:
تاني لو جوا الحرامية أنحنا بنكورك عشان نخلعم .. لكن إنت أوعك تطلع ليهم عشان ما يعوقوك .. هسي ما قربوا يفلقوك بالطوبة؟.
ألتفتت حاجة (النعمة) الشمشارة لتلمح في الظلام أبناء حاج (مصطفى) الأربعة وقد تسوروا حائط منزلهم وانهمكوا في متابعة ما يجري في الطريق، صرخت في فزع:
إنتوا في حرامية عابدين التلاتة .. ولا هديلك أربعة مشعبطين في حيطة بيت ناس حاج مصطفى!! [/ALIGN] لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

تعليق واحد