عالمية

صحف الجزائر “تتطوع” لنشر قصة شاب أحرق نفسه فأشعل”احتجاجات” تونس

تطوعت صحف جزائرية كبيرة بشكل عفوي لنشر أخبار الاحتجاجات الشعبية التي تعيشها تونس منذ 10 أيام، باعتبار ما يجري هناك حدثاً غير مألوف عن تونس التي يحج إليها الجزائريون بالملايين كل صيف لقضاء العطلة.

ومنذ بداية أعمال الشغب في سيدي بوزيد التي شهدت حادثة محاولة انتحار شاب تونسي يدعى محمد البوعزيزي اهتمت جرائد مثل “الخبر” و”الوطن” الناطقة بالفرنسية و”الشروق”، بما يجري من “ثورة شعبية” يقودها مواطنون من كل الأعمار.

وللصدفة، فقد تزامنت أعمال الشغب في تونس باندلاع موجة غضب شعبي مماثلة في العاصمة الجزائرية احتجاجاً على السكن، وهو ما أشارت إليه الصحف مع تبيان الفارق، بالقول أن “الجزائر معتادة على مثل هذه الحركات الاحتجاجية بل إنها أصبحت مشهدا عاديا مقارنة بتونس التي يواجه فيها النظام الحاكم تحدياً حقيقياً”.

وتحت عنوان مثير “الاحتجاجات تهز تونس”، نشرت صحيفة “الوطن” الناطقة بالفرنسية مقالا قالت فيه إن “البطالة وغلاء المعيشة والشعور بالتهميش هو ما فجر غضب التونسيين هذه الأيام بشكل غير مسبوق”، بينما نشرت “الخبر” أكثر الجرائد الجزائرية قراءة في البلاد مشاهد عن قيام الأمن التونسي بنصب جدار أمني بين سياح في باب الأقواس وبين محتجين في ساحة محمد علي.

وقالت “الخبر” في هذا السياق: “منذ الصباح لم تكن الأجواء عادية في قلب العاصمة التونسية، وتحديداً في قوس التي انقسمت إلى مشهدين متناقضين، مشهد أول لعشرات من السياح الذين يحتلون قاعات الشاي ويدخلون من باب إلى مدينة العربي (المدينة القديمة) ليعيشوا بعض الوقت من الترف والسياحة، ومشهد ثان للمئات من التونسيين الذين أمكنهم الوصول إلى ساحة محمد علي، حيث مقر الاتحاد التونسي للشغل. وبين المشهدين كانت وحدات من الشرطة والبوليس التونسي المدجج بالعصي والدروع الزجاجية، لئلا يشاهد السياح المشهد الثاني، لكي لا تهتز لديهم الصورة الوردية لتونس”.

البوعزيزي..شاب أشعل الفتيلوفي الشارع الجزائري، يردد عموم الناس قصة الشاب التونسي محمد البوعزيزي، وهو جامعي التكوين، الذي انتفض لكرامته أمام شرطية صفعته بعدما رفض الابتعاد بطاولته التي نصبها لبيع الخضر والفواكه.

القصة التي يعرفها التوانسة ويتداولها الجزائريون بفخر، خصوصاً أبناء الطبقات المحرومة، تحكي باختصار قصة محمد البوعزيزي الذي يبلغ من العمر 26 سنة، وأشعلت محاولة انتحاره فتيل الغضب في مدينة سيدي بوزيد، قبل أن تنتقل إلى باقي المدن القريبة منها وإلى العاصمة.

والبوعزيزي هو من عائلة تتكون من تسعة أفراد، أحدهم معاق وخريج جامعي دفعته البطالة إلى العمل في الفلاحة، قبل أن يتحول إلى بيع الخضر والفواكه.

وحين منعته الشرطة من نصب طاولته، رفض الانصياع ودخل في نقاش معهم، ما دفع إحدى الشرطيات إلى صفعه، الأمر الذي أشعل فتيل الغضب في نفسه، وتوجه إلى مقر ولاية سيدي بوزيد للاحتجاج، لكنه وجد كل الأبواب مغلقة، فقرر إضرام النار في جسده، ويوجد حالياً تحت الرعاية الطبية المركزة في أحد المستشفيات التونسية.

العربية نت