عالمية

الحكومة الجزائرية تتراجع أمام الاحتجاجات وتعد بمراجعة رفع الأسعار

لم تطفئ وعود الحكومة الجزائرية بإعادة النظر في أسعار المواد الأساسية غليل الشارع الجزائري، فاستمرت الاحتجاجات التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي في بعض المناطق من العاصمة ووهران، وشملت الآن أكثر من ثمانية عشر ولاية.

وبحسب وزارة الداخلية الجزائرية فإن الأحداث التي لم تتوقف، سجلت وفاة شخص في منطقة عين الحجل في ولاية المسيلة وجرح العشرات من رجال الأمن والمتظاهرين، كما تم توقيف أكثر من مئتي شخص بصفة مؤقتة.

ففي العاصمة الجزائرية، بحي بلوزداد الشعبي، واجهت مجموعات من الشبان بالحجارة والزجاجات رجال الشرطة المنتشرين بكثافة والمدججين بالسلاح. وواجه رجال الشرطة المتظاهرين مستخدمين خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

وأجبرت حدة المواجهات المتصاعدة السلطات الجزائرية على إعادة النظر في خططها الاقتصادية، وأعلن وزير التجارة عقد مجلس وزاري طارئ للبحث في وسائل محاصرة ارتفاع أسعار المواد الأساسية ودراسة النصوص التطبيقية المتعلقة بالمنافسة.

لكن لم تسلم الحركة الاحتجاجية هذه من استغلال العصابات، التي سطت على المنازل والمحلات والمنشآت الاقتصادية. فسجلت العديد من المدن الكبرى الجزائرية عمليات نهب لمبان حكومية وحتى البنوك.

ووصلت أصداء المظاهرات إلى واشنطن، حيث أبدى مسؤول أمريكي حذراً كبيراً حيال الوضع في الجزائر، متحدثاً عن “أزمة سكن حادة لم تتعامل معها الحكومة في شكل ملائم”. وقال المسؤول رافضاً الكشف عن هويته “من المبكر جداً أن نفهم تحديداً ما يحصل” في الجزائر، مضيفاً “نحاول أيضاً تحديد الأمور الأكثر فاعلية وإلحاحاً والتي يمكن أن نقولها ونقوم بها”.

استدعاء السفيروكانت الولايات المتحدة استدعت السفير التونسي، لتسليمه “تعبيراً رسمياً عن القلق” بسبب أسلوب تعاملها مع أحداث الشغب المناهضة للحكومة، وتدخلها المحتمل في شبكة الإنترنت والذي يتضمن التدخل في حسابات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة قلقة بشأن تصاعد الاضطرابات في تونس والجزائر، اللتين شهدتا أحداث شغب في الأسابيع الماضية. وقال “نتابع بالتأكيد ما يحدث في كل من تونس والجزائر بقدر كبير من الاهتمام”.

وأضاف “تلقينا بعض المعلومات من فيسبوك ساعدتنا على فهم ما كان يحدث هذه حالة تشمل التسلل إلى حسابات خاصة وسرقة كلمات سر وامتلاك القدرة على كبح وصول الأفراد إلى الإعلام الاجتماعي”.

واستطرد قائلاً “بطرق مختلفة هناك أنشطة على عدد من الجهات، لكن من الواضح أن الحكومة قامت بأفعال محددة تمثل مصدر قلق لنا”.

إلى ذلك أفاد شهود عيان أن رجال الشرطة فتحوا النار على متظاهرين هاجموا مركزاً للأمن في منطقة السعيدة بمحافظة سيدي بوزيد جنوب تونس، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل.

واعتقلت السلطات المدون عزيز عمامي، إضافة إلى مغني موسيقى الراب حمادة بن عمر، بعد انتقاده أسلوب الحكومة في التعامل مع أحداث سيدي بوزيد من خلال بعض الأغاني.

العربية نت