قير تور

الرياضة والسياسة والأسرة

[ALIGN=JUSTIFY]منافسات كاس العالم لم تكن بعيدة عن أجواء السياسة فقد قاطعت انجلترا المونديال الأول في أورغواي 1930م لأنها تريد إقامة المنافسات عندها.وفي كأس العالم روما1934 م استغل موسوليني في إيطاليا المونديال لعمل دعاية للفاشية كما أن الألمان أصحاب الصليب المعقوف كانوا يلوحون به وهو شعار النازية وإنسحبت اورغواي.فرنسا 1938 م قاطعت الأرجنتين لأنها كانت ترغب في تنظيم الكأس وإنسحبت أورغواي.كاس العالم بالبرازيل 1950 م تم إبعاد المانيا الغربية بسبب الحرب العالمية الثانية، وانسحبت كل من هنغاريا وروسيا ذواتا الخلفية الشيوعية.وفي كاس العالم بالمكسيك 1986م:عانى المنتخب العراقي لكرة القدم العديد من الصعوبات أهمها حرمانه من اللعب على أرضه وبين جماهيره بسبب الحرب العراقية الإيرانية. فاختار ملاعب الأردن والهند ملاعبا له وخلال المباراة الثانية مع قطر كانت هناك مشاجرة بين اللاعبين أدت إلى تدخل وزارة الخارجية العراقية والقطرية لحل هذا الأشكال. ومن الصعوبات السياسية الأخرى التي واجهها الفريق العراقي في هذه التصفيات 1986م عدم عزف السلام العراقي في سوريا في مرحلة الإياب.وفي كاس العالم اميركا 1994 م تم حرمان يوغسلافيا من المشاركة ولم يكن القرار من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إنما المجتمع الدولي هو من قرر ذلك بسبب الحرب، وفي كأس العالم الذي اقيم في فرنسا عام 1998 م تم إبعاد ليبيريا من التصفيات التمهيدية بسبب المجاعة والحرب الأهلية في البلاد.
أما أهم حدث مباشر أدى لحرب فهو مباراة كرة القدم التي بسببها قامت الحرب بين هندوراس والسلفادور باميركا عام 1969 م، فقد كانت الدبابات والمدافع هي التي إنطلقت أصواتها بأعيرة نيرانها بين جيشي الدولتين الجارتين!!!.
على نطاق التعامل الأسري تسببت مباريات كرة القدم كثيراً في القسم بالطلاق خاصة عند مشجعي كرة القدم، وأحياناً يصل الأمر بين الزوجين خاصة إذا كانا مختلفين في الفريق الذي يشجعه كل منهما فقد سمعنا الكثير من الأزواج الذين طلقوا زوجاتهم.واذكر انني قبل ايام قرأت في إحدى الصحف الرياضية الصادرة بالخرطوم حواراً مع لاعب سابق بهلال بورتسودان قال انه سبق له إحراز هدف في مرمى احد فريقي القمة إنتهت عليه المباراة،فكان ان قال له والده الذي يشجع الفريق المهزوم (المرة الجاية لو جبت قون في “…” سوق معاك امك وامشوا من البيت دا).
المهم هذه حوادث عادية اصبحت عادية بحكم تكرارها- لكن ما ليست عادية هو ما حدث في الجارة جمهورية مصر العربية التي فيها طلبت إحدى الزوجات خلع زوجها بسبب التعصب الكروي لفريق الكرة الذي يشجعه. وحسب السيدة فالزوج يضربها ويعذبها عند خسارة الفريق الذي يشجعه من قبل الفريق الذي تشجعه زوجته.
دنيا عجائب وغرائب فتلك الألعاب التي لا يخاصم فيها اللاعبون بعضهم البعض نجد المشجعين يموتون تعصباً.

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 974- 2008-07-31 [/ALIGN]