قير تور

رغبة المشتري

[ALIGN=CENTER]رغبة المشتري [/ALIGN] قانون البيع والشراء محكوم بشيئين ثابتين يتحكمان في السلعة المباعة وفرة أو ندرة، وهما العرض والطلب اللذان يتناسبان عكسياً فكلما كثر الطلب زاد السعر أو العكس فعلي صاحب البضاعة زيادة المعروض ليكون السعر ثابتاً. ونحن هنا لا نريد التطرق الى السعر لكني اريد فقط اقف عند التزايد الناتج عن رغبة المشتري لشراء بضاعة ما، لأن المشتري هو الذي يتحكم في توفير البضاعة وليس البائع. بمعنى آخر حسب فهمي فالبائع أو صاحب اي بضاعة لا يأتي عفواً إلى السوق ويتحكم فيه لأنه رغب فقط في عرض سلعة اختاره وفق مزاجه أو أحبها لميزة فيها غير اقبال المشتري عليها… إذن فالمشتري إذا توقف عن الاقبال لن ينتشر البضاعة.
الفقرة اعلاه تبدو وكأنها مخصصة لمقدمة عن موضوع إقتصادي بحت أو تجاري، لكني لا افقه في التجارة والاقتصاد سوى إسميهما. وما جعلني اكتب اعلاه هو محاولة عمل مقارنة واقعية لرغبة مجتمعنا السوداني الذي يحاول بعض الكتاب أو المثقفين أو الاكاديميين تجاهله تجاه قضايا تربوية إجتماعية سودانية، وبدلاً عن البحث الحقيقي عن الفيل الحقيقي تنطلق السهام صوب الظل.
في كثير من المرات اصادف في الصحف السودانية وكذلك على المواقع الالكترونية العامة هجوماً لا اتفق مع اصحابها على ما تسمى بالصحف الإجتماعية بالبلاد في أكثرها بسبب أنني اظن هؤلاء يظلمون تلك الصحف واصحابها. بل أن البعض يطالب صراحة بايقاف تلك الصحف باعتبارها مهزلة وسخيفة وغير جديرة بالاحترام.
انا لا ادافع عن تلك الصحف الاجتماعية الناجحة جداً بمعيار السوق والتوزيع والاقبال عليها، وكذلك لا ادافع عن اصحاب تلك الصحف، لكني لا يمكنني مهاجمتهم إطلاقاً بسبب إختلاف وجهة نظري معهم بل عليَّ التحفظ أو نصحهم إذا رأيت هناك خطأ بدر منهم. والصواب حسب رأيي هو أن مهاجمتهم لا تعني تقصي الحقيقة بل تعامي عنها، فهذه الصحف تباع وتنتشر وسط المجتمع الذي نعيش فيه… فكيف نأتي ونهاجمها بسبب ظننا أنها تكذب أو تلفق المواضيع او تنشر الاشاعات؟… هل المشكلة في تلك الصحف انها تنشر الإشاعات أو كل ما لم يتفق مع آراء نظنها صحيحة أم في المجتمع الذي يقبل بهذه الاشاعات بحفاوة تحسد عليه؟.
إذا كنت صاحب جريدة تخصصت في نشر اخبار النمل التي تلد ضفدعة وتغطي احوال الجمل بدون سنام، ولا تتوقف عن الاشارة الى سبقها الصحافي بالصورة والقلم عن دوران عجلة السيارة حول نفسها، فلابد أنني سوف اقبل ببساطة الهجوم الموجه من قبل البعض لكني اطالبهم في المقابل لماذا تجد صحيفتي القبول اذا كانت ما تنشره عبارة عن اكاذيب او اشاعات او بلبلة للمجتمع؟… بمعنى آخر قد اكون مقتنعاً بما تقول وحتى المشتري كذلك يشترك معنا في القناعة لكنه يقبل على البضاعة… فهل اذا اخطأت في عرض الشيء يجد القبول عند المجتمع؟… وبالواضح كدا: ليه الصحف الاجتماعية التي تجد الهجوم عند البعض تتوزع اكثر من غيرها فصحيفة اجتماعية واحدة توزع ما لا تستطيع ثلاث من الصحف الأخرى تحقيق نصفه؟.
إذا كان هناك كاذب أو مضل معروف بكذبه أو ضلاله يسير وهناك من يتبعه مدركاً ماذا أمامه فالتابع لديه مشكلة بحاجة إلى حل.

لويل كودو – السوداني
31 يناير 2010م