قير تور

ليس غريباً على الشرطة

[ALIGN=JUSTIFY]يوم الأربعاء 30 يوليو 2008، لفت نظري على الصفحة الأخيرة من صحيفة (الراي العام) الصادرة في ذلك اليوم تعليقاً على صورة رجل شرطة مرور اوقف السيارات لتوصيل سيدة معاقة ومساعدتها على عبور الشارع. وقد اشاد صاحب التعليق بسلوك الشرطي الذي قام بذلك إلا أن تعليقه لم يخلو من دعابة فيها نوع من الغمز لقطع الإيصالات التي يحملها رجال المرور على طول الطرق فقال بأن القطع هذه المرة من نوع آخر، هو فعل الخير وليس دفع نقود للمخالفة المرتكبة.
الأصل في الإنسان هو النزوع لفعل الخير وما دونه من الأفعال المخالفة فهو موجود غير منكور لكن ليس السمة السائدة التي تحكم بها على اي مجتمع. والمجتمع اين كان تجد فيه المجرم المدمر وفيه الصالح الداعي وفيه الذكي وفيه الغبي… فليس هناك مجتمع تستطيع القول عليه بأنه كله فاسد أو آخر تقول عليه صالح وإلا ما كانوا من البشر. وعليه فعندما تبدو الأشياء الحقيقة الأصيلة هي مصدر استغراب فهذا يعني وجود خلل ما إما في المجتمع المحيط إذا كان ما قيل صحيح فعلاً أو في الشخص القائم بالإدعاء إن لم يكن قوله مطابقٌ لما يقول.
الشرطة جهاز اوجدته الدولة كواحدة من الآليات المهمة للحفاظ على النظام، وهي عضوة لا يمكن تجاهلها ابداً. وهي تعمل لخدمة المجتمع لأنها جزء صغير من المجتمع وما تقوم به عبارة عن تنفيذ لتعليمات واوامر المجتمع نفسه، والتنفيذ دائماً حتى في البيت الصغير لا يتم بنسبة 100% وينال رضا كل الناس ولذا فمن المتوقع وجود تقصير أحياناً، وهنا ياتي النقد وهذا القصور لا يعني فساد المنفذ، وعلى نفس القدر فرجال الشرطة افراد من المجتمع يخطئون ويصيبون فإذا اخطا احدهم فهذا لا يعني خطأ منهج وسلوك الشرطة بل أن التنفيذ صاحبه سؤ تقدير أو سؤ فهم من قبل الفرد الذي اخطأ. وعليه يكون الخطأ فردي لا يحسب على الجماعة ومهما تكرر الخطأ فليس ذلك دليلاً على توجيه بالتكرار.
اقول ذلك لأن الإستغراب بمجرد فعل صغير قام به واحد من ابناءنا من رجال الشرطة ليبدو ذلك وكأنه غريب على رجال الشرطة يمثل تشكيك مبطن منا تجاه شرطتنا ويعني أننا نظرنا الجانب المظلم فقط لقطع الإيصالات المالية. وحتى الإيصالات المالية هذه نجدها ليست فكرة اصيلة لفرد الشرطة لأنه ينفذ تعليمات صادرة إليه من جهات عليا في الدولة.
وعندما اقول ليس متسغرباً على الشرطة ما اشارت إليه الصحيفة المحترمة في الاسبوع الماضي، فمواقف رجال المرور لا أحصرها فقط في ايصالات، فقد شاهدات الكثير منهم يقومون بتأمين الشوارع من أجل تمرير الاطفال وهم في طريقهم للمدراس ومساعدة كبار السن كذلك على العبور وحتى الحيوانات لقيت حظها من العناية من قبل رجال شرطة المرور.
إنها فرصة طيبة للإشادة برجال شرطة المرور فهم على الشارع منذ الساعات الأولى من الصباح للحفاظ على سلامتنا، وإذا بدر من بعضهم سلوك غير مقبول لنا فليعد كل فرد منا للمقارنة مع افراد اسرته ليرى هل كل الناس سواسية.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 976- 2008-08-2