قير تور

وعن الأستاذ محمد عبد السيد….

[ALIGN=JUSTIFY]حقيقة لم يكن قد خطر ببالي الكتابة عن هذا العلم، الأستاذ محمد عبد السيد، أحد كبار مراجع الصحافة السودانية والحكومات المتعاقبة على البلاد الذين تعاملت معهم خلال عملي الصحفي حتى الآن. حتى إلتقيت زميلي ابوعبيدة عبدالله رئيس قسم الأخباربصحيفة الرأي العام اليومية يوم الخميس 31 يوليو 2008 م، وتطرق حديثنا للأستاذ محمد عبد السيد الذي قال إنه مرجع مفيد جداً. وقد وافقته الرأي فيما ذهب إليه الاستاذ ابوعبيدة مشكوراً ومقدراً لإعطاء الحق لصاحبه فالأستاذ محمد عبدالسيد من الذين عملت معهم عندما كان رئيساً لفترة من الزمن لقسم الأخبار والشؤون السياسية بصحيفة السوداني ولم يسبق لي الجلوس بالقرب منه حتى لا أغادره وقد زاد ما عندي من معلومات.
لا تنال التوجيه والتحليل فقط من الأستاذ محمد عبدالسيد بل إنه يحيطك علماً بمعلومات غزيرة لا تجدها عند الكثيرين من السياسيين والصحفيين، وهو ايضاً لا يبخل عليك بالإرشاد إنما يعمل على رفع قدراتك الشخصية خاصة في مجال كتابة التقارير والقصص الخبرية.
ولذا لم اتوانَ عندما تطرق زميلنا ابوعبيدة عبدالله لخصال استاذنا محمد عبد السيد الحميدة وقفزت في ذهني محاولة إستفزاز أستاذنا الكبير محمد عبد السيد ليقوم بكتابة تجربته الصحفية التي اعتقد انها مفيدة أكثر من اي كتابة قام بها أحد الوزراء السابقين.اقول ذلك لأن الاستاذ المحترم احد اوائل من عملوا بوكالة السودان للأنباء (سونا) وعاصر عدداً من الحكومات وتتلمذ على يده عدد من الوزراء والمستشارين وكبار رجال الدولة حالياً وممن شهدوا على استاذيته السفير نجيب الخير وأذكر انني عندما تقابلت مع السفير نجيب الخير عبد الوهاب في بروكسل هذا العام وابلغته تحيات الاستاذ محمد عبد السيد قال لي: (إنه استاذي).
لم تنقطع صلتي بالاستاذ محمد عبد السيد بمجرد تركه صحيفة السوداني إنما الفته واذهب إليه في صحيفة الراي، ورغم عمله في صحيفة أخرى منافسة، لم يرفض التعامل معي بحكم انه في صحيفة اخرى منافسة….إنما كانت نصائحه وتوجيهاته الهادفة هي نفس التي كان عليها عندما كان معي في صحيفة واحدة.إنه اب ومعلم وموجه اينما كان.
وانا إذ اكتب عنه اليوم ارجو من أساتذتنا في الصحافة السودانية إثراء مكتبتنا السودانية بتجربة الأستاذ محمد عبد السيد في مسيرته العملية حتى تستطيع الأجيال القادمة الإستفادة منه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تعودنا الا نكتب عن رموزنا في السودان وهم على قيد الحياة ووسطنا حتى يعرفوا ماذا قدموا لنا…. لكننا نتسابق إلى الكتابة عن نفس الناس عندما يكونون قد فارقوا حياتنا الدنيا. ولذا نريد توثيق التجارب العملية لهؤلاء الاساتذة الذين كتبت مثالاً عنهم لأستاذ محمد عبد السيد، وعندما اكتب عنه فهو عن تجربة وهنيئاً للجهة او المؤسسة التي تكسب الاستاذ محمد عبد السيد.
ارجو من الاستاذ محمد عبد السيد توثيق تجربته العملية وخبراته السياسية في كتاب يحفظ للجيال القادمة مثل ما فعل الراحل عبد الرحمن مختار في كتابه (خريف الفرح).

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 977- 2008-08-3[/ALIGN]