تحقيقات وتقارير

الخرطوم لا تصلح لصناعة ثورة..!!

{ أولاً: إن السيد فاروق أبو عيسى، صاحب الصوت الأعلى في تحالف المعارضة، يذهب إلى الثمانين والثورة في وقت واحد، وكان وزيراً قبل أربعين عاماً على ذات ثورة حمراء، لا يملك خيلاً ولا قمحاً ولا نفطاً، لا يسنده حزب ولا يحمل مشروعاً إصلاحياً، يتحرك على متن ثأرات عقائدية دفينة، ليس له قبول جماهيري.
{ ثانياً: أحد رموز هذه «الثورة المستحيلة» السيد ياسر عرمان، بقية مما ترك آل باقان وألور دينق تحمله الثأرات التاريخية، هو دائماً في حرب مع الشمال، استعان بالجنوب لحرب الشمال، والآن عبثاً يلملم في أشتات النيل الأزرق وجنوب كردفان، ليصنع بها جنوباً جديداً لمحاربة الشمال. ولا أتصور أن الملايين المتوضئين الموحِّدين سيخرجون في ثورة يحمل بيارقها السيد عرمان، حامل لواء الخزي في بني ماركس.
{ ثالثاً: المكوِّن الثالث لهكذا ثورة، هو الكوادر النائمة والمستيقظة لحركات دارفور المسلحة. هذه الحركات المدعومة من الصهيونية العالمية لتمزيق السودان. تنهض هذه الحركات على مشروع إقطاعي جهوي إثني تصفوي، لا تحمل فكراً قومياً إصلاحياً، بدليل أن هذه الحركات إذا هاجمت قرية أو مدينة لا تجلب لها التنمية والعمران، ولكنها تجعل أعزة أهلها أذلة مشردين لاجئين. إنها تتاجر بمعسكرات اللاجئين وتستلم المال الحرام لخدمة الأجندة الحرام. إذا تمكنت من الخرطوم لا تفرق بين المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي؛ فكل من يحمل الجينات العربية الإسلامية فهو مشروع لهجماتها الثأرية الانتقامية..!
{ رابعاً: غير أن أعظم الثأرات يحملها بامتياز حزب الأستاذ كمال عمر المحامي ويتولى كبرها الحزب الجريح؛ حزب المؤتمر الشعبي الذي هو أحد مؤسسي «شركة الإنقاذ».. ولئن كانت العشرة الأولى من الإنقاذ تحمل شارات سوداء، كما يزعم، فقد كان هو بطلها، فالحريات التي ينادي بها الآن، كانت بمثابة البضاعة المحظورة في إنقاذ قبل المفاصلة، حتى يوم الناس هذا لم يطرح الشعبيون مشروعاً إصلاحياً وتنموياً وتصالحياً، متهمون دائماً بأنهم العقل المدبر لأزمة دارفور!
{ خامساً: الرئيس البشير ليس كمعمر القذافي ومبارك وبن علي، فهذه القائمة لا تصلح للبشير ولا يصلح لها، فدعك من الأُبيض ومدني وشندي والدامر ومروي، فإذا ما ذهب الآن البشير لإقليم دارفور، المفترى عليه، فإن الملايين من الجماهير سيخرجون على ظهور الخيل والجمال والوفاء لمقابلته، فالرجل يتمتع بقواعد جماهيرية عريضة، ولعمري أن الثورات تصنع بالجماهير ولا شيء غير الجماهير، فإذا ما تمكن تحالف «أبو عيسى، عرمان ومبارك» من إخراج ألف سيخرج مقابلها مائة ألف لنصرة البشير، وإذا امتلكت المعارضة مائة ألف، فسيخرج البشير بمليون.
{ سادساً: سبقني الأخ الأستاذ الهندي في تبيان المفارقات الشاهقة بين الأحزاب الحاكمة الأخرى وحزب المؤتمر الوطني السوداني؛ فهذا هو حزب الدفاع الشعبي المتسلح بمشروع عقدي وجهادي، وهو ينظر إلى تحالف »عرمان، فاروق أبو عيسى والشيوعيين«، الحلف المسنود من السفارات ومكاتب الحركات بباريس، وتل أبيب، ينظر لهكذا حزب بمنظار «الفئة الباغية» الخارجة على عقيدة الأمة وتوجهاتها.
{ سابعاً: أحزاب الأمة والاتحادي، في نسخها الوطنية والإسلامية، لا تنطلي عليها هذه المعادلة، وتقرأ يومياً في أذكار الصباح وأوراد المساء قوله تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ».
{ ثامناً: التيار السلفي المقاتل بكل مدارسه وأطروحاته لا يساند السيد عرمان، بل هو جاهز لكل الاحتمالات.
{ تاسعاً: المدرسة الصوفية السودانية من «أُم ضُبان» إلى «الزريبة» مروراً بقبة الشيخ الكباشي وكل السجادات؛ تذاكر جيداً ولوحها وشرافتها وشرفها تزحف في ألوية البشير.
{ عاشراً، الأغلبية السودانية غير المتحزبة لا ترغب في زعزعة البلاد والعباد، ولا تنظر إلى »تحالف جوبا« الجديد كبديل معتبر.
{ مخرج: لكن دعونا في مقالنا القادم نقدم نصائحنا الغالية للحكومة.. هذا أو الطوفان
الاهرام اليوم

‫3 تعليقات