تحقيقات وتقارير

هل يكون السودان المستفيد الأول من الاطاحة بنظام العقيد القذافي؟

منذ تفجر ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969 من القرن الماضي بقيادة العقيد معمر القذافي، ظل السودان يعاني الكثير والكثير من السياسات المتأرجحة والغامضة لقائد الثورة الليبية. فمنذ أيام حكمه الأولى نصب العقيد القذافي نفسه زعيماً للثوار في العالم بأجمعه ومنقذاً للشعوب المقهورة ونصيراً للحركات التحررية في شتى أنحاء العالم، معتقداً في نفسه انه المحرر الوحيد الذي أرسله الله سبحانه وتعالي إلى انقاذ الشعوب المستضعفة. فعلى المستوى الافريقي، بدأ القذافي مغامراته بالتدخل في الشئون الداخلية للجارة تشاد خلال 1979ـ1987م من القرن الماضي عندما اندلع صراع حول السلطة بين مجموعتين، الأولي بزعامة جوكوني عويدي، الرئيس الجديد آنذاك الذي كانت تدعمه ليبيا، والثانية بزعامة حسين هبري، وزير الدفاع، وفي عام 1986 انقلب الأمر رأساً على عقب عندما نشب فجأة صراع بين جوكوني وحلفائه الليبيين، وتحالفت القوات التشادية سوياً «قوات جوكوني وقوات هبري» في مواجهة قوات القذافي مجبرة أياها على الانسحاب من الأراضي التشادية عام 1987 ما عدا مثلث «أوزو» الذي تمت اعادته لتشاد عام 1994 بقرار من محكمة العدل الدولية. مغامرة أخرى من مغامرات القذافي كانت تتعلق بالرئيس اليوغندي الراحل عيدي أمين عندما حاول الاطاحة به خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي عندما أرسل فجأة سرباً من الطائرات الحربية محملة بالجنود إلى يوغندا عن طريق مطار الخرطوم الدولي بدون سابق اخطار للرئيس الراحل جعفر نميري.. فما كان من نميري إلا أن أمر بارجاع الطائرات من حيث اتت. بعدها بعدة سنوات، هاجم القذافي بطائرة حربية امدرمان، العاصمة الوطنية للسودان، يوم جمعة بعد ان ادى الناس فريضتهم مخلفاً خسائراً في الأرواح والممتلكات. وليس السودان وتشاد هما الوحيدان اللذان تعرضا لنزوات ومغامرات هذا الرجل المزاجي ففي عهد الرئيس المصري الراحل انور السادات شن القذافي غارة على الحدود المصرية الليبية فما كان من الرئيس السادات إلا أن رد الصاع صاعين ملقناً أياه درساً بليغاً واصفاً أياه «بمجنون ليبيا». وقد ذهبت مغامرات هذا الرجل اكثر من ذلك بما يعرف بحادثة لوكربي «جنوب اسكتلندا» حيث فجر في الجو طائرة تابعة للخطوط الامريكية «بان امريكان» كانت في طريقها من مطار هيثرو بلندن إلى مطار كنيدي بنيويورك وعلى متنها «243» راكباً و«16» من أفراد طاقم الطائرة قضوا نحبهم جميعاً بجانب بعض أهالي البلدة. ومنذ ذلك التاريخ ظلت القضية دائرة بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، وليبيا من الجهة الأخرى وتم في نهاية الأمر محاكمة أحد المتهمين الليبيين «المقراحي» بالسجن المؤبد باسكتلندا واطلق سراحه مؤخراً لاسباب صحية. أما أهالي ضحايا الطائرة فقد تم تعويضهم بملايين ملايين الدولارات!! ماذا يعني هذا؟ انه ببساطة يعني ان هذا الزعيم يهدر موارد بلاده في مغامرات واهواء هو في غنى عنها، فقط من أجل تخليد اسمه في التاريخ عبر أسوأ أبوابه وأكثرها دموية ووحشية.
ومن الاحلام الخيالية الأخرى لهذا الزعيم دعوته لعودة العالم الجديد «الولايات المتحدة الامريكية» لسكانها الاصليين «الهنود الحمر»!! وفي رده على احدث حماقاته المتعددة، قام الرئيس الامريكي الراحل رولاند ريغان عام 1986 بشن ضربة خاطفة على ليبيا في منطقة باب العزيزية متهماً ليبيا بالمسئولية المباشرة في دعم الارهاب ضد الولايات المتحدة كتفجير ليبيا لمرقص «لابيل» في برلين الغربية قبل عشرة أيام من هذا الهجوم واوقع الهجوم «100» مواطن ليبي علاوة على بعض المواطنين الاجانب من يونانيين وايطاليين ويوغسلاف. وبالنسبة للسودان فقد قام العقيد القذافي بايواء الحركات المتمردة السودانية منذ امد طويل كان آخرها استضافته لرئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم معززاً الاعتقاد بأنه، أي القذافي، هو الذي وفر الاسلحة لخليل عند محاولة غزوته الفاشلة لامدرمان قبل سنوات قليلة. ولتفادي عواقب وجود خليل إبراهيم في ليبيا في حماية هذا الزعيم الذي لا يعرف نواياه إلا الخالق العظيم.. قامت الحكومة السودانية باتخاذ الحيطة والحذر بقفل كل منافذ الحدود البرية مع ليبيا. وخلاصة القول، فإن العقيد القذافي ظل يخرب ويمارس مغامراته في كل انحاء العالم على مدى أكثر من اربعين عاماً مبدداً ثروات بلاده وحاصداً أرواح ابناء بلاده خاصة في هذه الأيام التي نشهدها حالياً، ومقلقاً مضاجع جيرانه. إذن لو تم اقصاء العقيد من ليبيا فإن ذلك سيكون نعمة وليس نقمة. كما أنه من المؤمل ان يقوم قادة ليبيا الجدد بطرد حركات دارفور المسلحة المتمردة كما فعل الاخوة قادة مصر الجدد بطردهم لتلك الحركات بعد الاطاحة بنظام حسني مبارك، وحينها سيتنفس السودان الصعداء من كابوس ما يسمى بالقذافي «ملك ملوك أفريقيا».

صحيفة الرأي العام

‫6 تعليقات

  1. بالتأكيد
    من أين اتى المرتزقة الذين قتلوا الأبرياء في عهد حكومة النميري
    من أين اتى اعوان خليل ومن كان يدعمهم
    أكثر دولة تسئ معاملة السودانيين في الخارج هو النظام الليبي

    نحفظ للقذافي جميله في إنشاء طريق العيلفون او القذافي وقاعة الفاتح ولكن لن نبيع كرامتنا وعزتنا بحفنة دنانير

  2. [CENTER][B]طيب عشان ضرب الحدود المصرية الرئس المصري السداد رد الصاع صاعين
    وضرب عاصمتنا والنميري بيتفرج ..!! خايف مثلاً
    والله حاجة مخزية جداً الواحد يخجل من تاريخو…اعندك بي هنا المصريين اخدوا مننا حلايب قوة عين !!
    [/B][/CENTER]

  3. هومعمر بن منيار بن قذاف الدم – أكبر من عمل على أزية السودان! الغريبة بعد قيامه بالثورة كان بيخاطب شعبه والعالم من خلف ستار إلى أن ذهب اليه الراحل الرائد زين العابدين وآخرين تمكنوا من دفعه للظهور للعلن – وليتهم لم يفعلوا. وكان جزاء السودان تدخلا سلبيا في شئونه مثل إذاعة نص الليل، (هجوم المرتزقة) أيام النميري رحمه الله، إحتضانه لكل من يعلن نيته محاربة السودان، ضرب الإذاعة، والكثير … والكثير إلى يومنا هذا. تردد الغرب في الوقوف مع الثوار هو بسبب خوفهم من فقدان الكارت الذي يتم به الضغط على السودان ووأد المخطط! فهذا الرجل سوف تكشف الأيام إنه كان سبب كل البلاوي التي إنكبت على بلادنا الحبيبة. أتمنى زواله.

  4. [SIZE=6]يمهل ولا يهمل
    ندعو الله ان ينال جزاءه في الدنيا قبل الاخرة حتى يكون عظة لمن معه ولمن بعده [/SIZE]

  5. يا جماعه قصة القذافى ما معروفه من ذمان ..شخصيه متناقضه ماسيها جن ..اسمه جن العظمه…رغم (الكشكشه) العنده يشعر أن أنسان غير عادى يفهم أحسن من العلماء وحتى أصحاب النظريات…رجل يحب السيطره يحب الدم يحب الفتن ..له لسان أكعب من لسان (المخرف)علشان تعرف القذافى أقراء ليك صفحتين من الكتاب الأخضرسوف تفهم من هو ملك الملوك ……والملك لله الواحد الجبار…الى الأمام ثوره زنقا زنقا بيت بيت حاره حاره لكن أنت من ربنا تجرى وين دى ما مكتوبه عندك فى الكتاب الأخضر ………….

  6. الحكومة السودانية تعلم علم اليقين ان القذافى هو الداعم الاول لحركات التمرد فى دارفور لكنها تدفن راسها فى الرمال فالمفروض تدعيم الثوار بلا تحفظ لانه فى حالة سقوط هذا الطاغوت ستحلل جميع مشاكل السودان فهلا تحركتم قبل فوات الاوان الهم انى قد بلغت فاشهد