أمينة الفضل
أيام في تركيا
هبطت بنا الطائرة في مطار استانبول الدولي منتصف نهار شتوي بارد وغائم، جمال ونظام وهدوء يحف المكان ورذاذ مطر ونسيم بارد يلامس الوجوه وونسات جانبية بين أعضاء الوفد الذين تعارف بعضهم في تركيا، كنت وصديقتي إنتصار مديرة مركز التنمية البشرية نستقل مقعدين جانبيين بعيدين قليلاً لنتمكن من عقد مقارنة بين مطار الخرطوم واستانبول رغم ان مدينة استانبول ليست هي العاصمة وكان ان توقفنا حول المعاملة وطريقة تقديم المساعدة بين الإبتسامة والسرعة وبين عبوس الوجه والبطء فلم تكن المقارنة عادلة، جاء الباص ليقل الجميع الى فنادقهم فقد تفرق الوفد على عدد من الفنادق الراقية القريبة من اماكن الخدمات ، ونحن في الطريق الى الفندق استمتعنا بالمناظر الطبيعية والخضرة التي تملأ المكان وعلى إمتداد البصر لم نرى جزاءً غير مزروع وزاد الأمر روعة جمال المباني وتنسيقها فلم يكن هناك إختلاف يُذكر كما هو الحال عندنا فكل شخص هنا يبني على هواه ومزاجه ولا تستطيع الحكومة ان تفرض على المواطن او رجال الأعمال والمستثمرين شكلاً خاصاً ومميزاً ليميز المدينة ولذا أصبحت الخرطوم غابة من الأسمنت المتنافر الشكل واللون، كنت أتمنى ان أجد على الأرض أكياس بلاستيك او قمامة او أوساخ متناثرة هنا وهناك حتى أُطمئن نفسي بأن هناك دول تشبهنا في بعض السلوكيات ولكن خاب ظني فالنظافة تطل برأسها أينما ذهبنا، طفق الى ذهني في تلك اللحظة مئات الأميال من الأراضي البور التي لاترى الخضرة الا مع الخريف والنيل الطويل من حلفا لنمولي دون ان نستغل مياهه الهادرة في جعل وطننا واحة خضراء يستظل بها العابرين والمقيمين، لا زالت الأمطار تتساقط ونحن نمشي بهدوء تحت رذاذها دون ان تتسخ ملابسنا او أحذيتنا وتذكرت بلادي وخريفها الذي يأتي بخيله ورجله يهدم المنازل ويشرد الأُسر وتأتي معه جحافل العوض والحشرات من كل صنف ولون لكن هل المشكلة في الخريف ام فيمن يتولون مسؤولية المواطنين وراحتهم وخدمتهم، أخذنا قسطاً من الراحة وذهبنا تحت ررذاذ المطر نستكشف المكان ونشتري بعض الفاكهة والحلويات فزادت دهشتنا لتمسك الأتراك الغريب بلغتهم الأم وعدم مجاراتنا في اللغة العربية الفصحى او الإنجليزية عند الشراء او تبادل الحديث وحينما سألنا بعض مسؤولي الفندق وبينهم عرب قالوا ان الأتراك يعتزون بلغتهم ولا يتنازلون عنها لاية لغة أخرى حتى ولو كانوا يتقنونها حينها تذكرت أن بعضاً منا يترك لغته الأم وأحياناً يستحي من التحدث بها أمام الغير بل يتحدث بلغة الضيف او حتى المضيف ان كان في دولة اخرى وتذكرت حينها عندما ذهبنا لجمهورية مصر للمشاركة في احد المؤتمرات تحول بعض أعضاء الوفد لمصريين باللغة ونسوا أنهم سودانيون وأنهم إنما جاءوا ضيوفاً وليس مقيمين، إهتم منظموا المؤتمر بإستانبول بالصحفيين والإعلاميين وخصصوا لهم مكاناً مميزاً ووفروا أجهزة الإتصال والإنترنت والأوراق والأقلام وكل ما يحتاجه الإعلامي لممارسة عمله بإخلاص، لفت الزي السوداني المميز نظر الجميع خاصة الأتراك فقد كان المؤتمر عالمياً يضم عدداً كبيراً من الدول، وطلبن بعض الإعلاميات والصحفيات السودانيات إلتقاط صور مع الوفد السوداني وأُجريت عدد من اللقاءات التلفزيونية والصحفية مع بعض أعضاء وكنت ممن أُجريت معهم لقاءات للحديث حول المرأة السودانية ومشاركتها في العمل العام وإنخراطها في العمل التنفيذي على مستوى الدولة وعن العادات السودانية وغيرها من القضايا.
زرنا بتركيا كثير من المواقع الأثرية والطبيعية ودُهشنا لما رأينا من روعة ونظام وإجتهاد في العمل لإبراز صورة حسنة عن تركيا سيما وانها دولة سياحية، إنهم يعتزن بالتاريخ ويحافظون على التراث التركي المميز، ويحترمون الزائر ويقدمون له ما يستطيعون من خدمة ومساعدة تتقدمهم إبتسامة طبيعية غير مصطنعة، كانت رحلة تركيا فرصة جيدة لتغيير آرائي حول الإستعمار التركي للسودان فقد قدموا لنا إعتذاراً عملياً برقي تعاملهم وطيب معشرهم ويكفي التقارب التركي السوداني الآن في الإنفتاح الإستثماري التركي على السودان، قضينا أيام في تركيا لاتُنسى وتمنيت زيارتها مرة أخرى فهي بحق دولة ساحرة….
aminafadol@gmail.com
حمدالله على السلامة
حمدآ لله علي السلامة _ وحقيقي إفتقدناك كثيرآ عندما توقفت عن الكتابه ياأستاذة وكل يوم تزداد وتعطينا أملآ(؟)
السلام عليكم …قمت بزيارة لتركيا فى شهر 12 الماضى فعلا فيها اماكن تاريخية جميلة وبرغم الزحام فكل المناطق نظيفة ومرتبة ,,,لكن الشى الملفت للنظر سوء المعاملة فهم اجلاف ويفتقرون لفن التعامل…برغم جوازىغير السودانى,,فاغالبية ليس لديها حتى ولو قليل من الانجليزيةويصرون على التحدث بلغتهم والحمد لله زوجي يجيد التركية بطلاقة بحكم دراستة