قير تور
انتبهوا.. السحايا السحايا…!!
هدد وباء السحايا في موسم 2009 م حياة 78 الف و416 شخص مشتبه بهم ومصابون اصابات بليغة، وأدى إلى وفاة 4053، في 14 دولة افريقية قدمت التقاريرعن الوباء وهذا الرقم يعتبر الأعلى منذ عام 1996م حسب منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
هذا العام يعتبر عاماً مخيفاً لمنظمة الصحة العالمية لأنه بدأ بمؤشرات غير مطمئنة لسكان اقليم حزام السحائي، إذ أن التقارير في الاسبوع الأول لشهر فبراير الحالي اشارت إلى اصابات وصلت حتى يوم 7 إلى الفين و298 حالة منها نسبة 13 % وفيات. وقد سجلت بوركينا فاسو اعلى رقم حتى الآن بينما وقعت توغو الضحية رقم واحد للوباء إذ توفى 25 شخصا من 108 اصابة.
وتمتد فترة نشاط الوباء منذ شهر ديسمبر إلى شهر شهر يونيو من كل عام، أي تشكل الخطورة على حياة إنسان هذا الاقليم لنصف عام كامل، هي الفترة التي تشهد الجفاف ثم الاتربة وتقلبات الجو البارد ليلاً وساخن نهاراً مما تتسبب في التهابات صدرية.
مصدر القلق للمنظمة هو العدد الكبير الذي ظهر في بداية العام الجديد، فحسب التوقعات والتقديرات الصحية فإن الاوبئة تعاود الظهور كل عشرة اعوام .إلا أن السحايا في افريقيا يبدو عليه معاودة الدورة كل اربعة أو خمسة اعوام.
في السابع عشر من هذا الشهر قدم وزير الصحة ببوركينا تقريراً يفيد بإصابة الف و251 شخص منهم 15.4% وفيات مما ينذر.وفي مثل هذا الوقت العام الماضي قلت الاصابة بنسبة 25% لكن نسبة الوفيات هي نفسها.
قد يظن بعض الناس بأننا نتطرق للموضوع لأننا فقط نقع ضمن شريط الوباء، أو يظنونا نتحدث عن شئ بعيد عنا، لكن عليهم الانتباه إلى أننا نتلمسه ونشعر به قريب منا جداً خاصة إذا علموا بأن الوباء قد وصل جارتنا الغربية والصديقة لنا وفق ما توصل اليه الزعماء السياسيين هذا الشهر جمهورية تشاد. فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية بأن تشاد قد طلبت منها الامصال من اجل التطعيم ضد الوباء الذي ظهر في اقاليمها الجنوبية، وقد تم ارسال عدد مائة الف جرعة حسب ما ذكرت شبكة اخبار مكتب الشؤون الانسانية بالامم المتحدة.وحتى تاريخ 19 فبراير الجاري تم تسجيل عدد 507 حالة منها 56 وفاة في جمهورية تشاد أي نسبة تقارب 11%.
طبعاً وباء السحائي ليس بحاجة إلى عبور حدود أو غيرها فطقس بلادنا وجفافه كافيان جداً، وإن لم يبدو الأمر لنا ظاهر ـ ونتمنى الا تكون هناك حالات اصابات ـ فمن المؤكد أن إنتظارنا لظهوره سيسبب لنا كارثة .والإنذار هنا لا نقصد به تنبيه وزارة الصحة فقط، لكننا نريد تذكير المواطنين بأن هذه الفترة صعبة لنا قبل أن تصل خطورة النتائج إلى الوزارة المختصة.
لويل كودو – السوداني
25فبراير 2010م