هاجر هاشم
أتخبط في زوايا دهشتك
لهذا لن أكتب على أبواب مدينتك.. ممنوع المرور فأنا كلما داهمني اليأس، ولاكني السأم، أحب أن أمر عبر بوابتك، لأن شيئاً هناك يربت على قلبي، ويهدهد أنفاسي، فأنام كطفلة تتنهد في حضن أمان.
يدعني قلمي عندما يتمدد قربي لننام مستغلاً انخفاض الضوء، يتلصص عبر أوراقي، يطالع ما كتبه قلبي ليمنحني إذن الدخول إلى فراديس أكل الشوق قوائمها، فانهالت على ما تبقى من صبر فكان أن أتعبني قلبي جداً بالحاح الرؤيا.
شخصيتك تمتلك أبعاداً كثيرة تتزاحم على (مسننات) الغرائب، فتستحدث الأشياء، وتكون في قائمة التعودية، ولكن لن تنتهي رحلتي في الطوفان عبر المنطق لأنك سرقت منطقي وجعلتني أتخبط في زوايا دهشتك خلف ستائر الزمان.
فأحياناً أتوق لملامسة كلماتك المخملية المعنى، أنت لا تدري أنها تبعدني حتى عن نفسي، حيث تمزجني بأرغفة جائعة على صحون فارغة.
فإن التدثر بجانب غطائك يعطيني عظمة الليل كأجمل ما تكون الحُلة في تقاسيم هي أقرب إلى شرف المحاولة.
عندما تكون الفكرة مليئة بالشوق إليك في ترانيم أشبه بعبارات العبادة في يوم مقدس، لهذا ومن أجل بقاء دائم أتورع أنا في سهل عباداتك واعتكف عن آخرين لا يشبهونك؛ أتوسد أجفانك عندما تغمضهما عليَّ داخل عينيك، فأكون كجنين لم يكتمل نموه بعد.
تنتظر أنت الأيام، وتعد الليالي، لتجمعنا ليلة هي أشبه بليلة العيد، فلعلني أكون على مذهبك، فتاة أجادت بدايات الوضوء من ماء نقائك وطهر إنسانيتك في وجود أتسم بانقساماته المذهبية، وتشابهت عليهم حلقات الذكر، فأصبحوا مجاذيب يحملهم الهواء في ثياب خضر عليهما ظل عينيك وحبات من أدمع طاهرة.
إعترافات – صحيفة الأسطورة – 25/2/2010
hager.100@hotmail.com