قير تور
الغريب نسكت عنه !!.
لكن نفس هذه الأشياء نفسها يمكن استخدامها لأغراض أخرى مضرة فتشكل خطورة كبرى على حياة الإنسان خاصة إذا كانت الزوجة هي صاحبة تغيير مهمة الشئ فيتحول إلى آلة قتل ضد الزوج.
جرائم قتل الأزواج لزوجاتهم أو قتل الزوجات لأزواجهم ليست جديدة وكذلك ليست غريبة علينا في المجتمع ، وإن بدا للبعض كذلك فهذا بسبب تركيز ناقلي الاخبار على تدوينها وتجميعها من اماكن شتى .
وكذلك فلي ملاحظة فالاشياء الجميلة نادراً ما تجد نفس الإهتمام التي تجده الأشياء المنافية للخلق القويم المطلوب أو المفترض السير عليه في المجتمع.فمثلاً قبل ايام نشرت الصحف خبر ذلك السوداني الذي اعاد مبلغاً من المال الى البنك الذي اخطأ موظفوه اعطوه ما ليس حقه…رغم أن تصرف ذلك الرجل لا اراه غريباً على رجل سوداني تربى على ذلك السلوك منذ صغره وهو سلوك يراه اي مواطن سوداني جزءاً من صفاته ،إلا أن صحف الدولة التي يقيم فيها استغربت لذلك وبدورنا انتبهنا لما نقلته الصحف .وما استغربني جداً هو ما دمنا صرنا نفرح لذلك السلوك وكأنه غريب عنا ، فهناك موقف قام به مواطن سوداني في شهر يناير اعتبره اقوى من هذا بل اجدر بالتناول فقد تبرع احدهم بالكبد والرئة والكلية…!!.
المهم نعود الى موضوع ارجاع السوداني للمال الذي ليس له الى البنك ليس سلوكا غريبا عن السوداني ولاحظوا بأنه (أُعطِي) مبلغاً زائداً عن رصيده… وهو ليس داخل السودان وليس المال مالا سودانيا حتى نقول أنه على الأقل تعاطف مع الفقراء واليتامى ….
لكن الغريب من السلوك هو ما نسكت عنه أو لسنا قادرين على الحديث عنه أو نتعامى عن رؤيته أو نراه ولا نركز عليه بنفس تركيزنا على غيره… الغريب هو أن يكون بيننا نحن السودانيين من لا يُعطون إنما يأخذون أموالا ليست لهم بل هم مؤتمنون عليها فيدخلونها جيوبهم …..
وليس الغريب فقط أن يهنأ هؤلاء بما أخذوه من مال ولا يسألون ، فالأغرب أن يطلق على أمثال هؤلاء الألقاب التي لا يستحقونها وهم مدركون ذلك في دواخلهم فهم يوصفون بالمفتحين ونصفق لهم ونفرش طرقهم بالورود.
إن الغريب ليس أن نرى الأمانة على السوداني لكن الغريب هو حديثنا عن واجب قام به السوداني فهذا يعني يأسنا من بقاء السلوك فينا.والأشد غرابة ان نسكت عن غياب الحرب على استئصال النهب المنظم.
لويل كودو – السوداني
2 مارس 2010م
grtrong@hotmail.com