قير تور
مدخن سجائر..!!
لم يكن الأب غبياً وكذلك فلم يتحامق عند رؤيته ابنه يشتري السجائر، بل أنه لم يصدر أي صوت يدل على وجوده حتى غادر ابنه المكان. وفي عصر اليوم التالي ـ وقت العصر الجامع الذي لم يعد جامعاً للأسرة كما كانت العادة في الماضي حيث تكون صينية الغداء هو مركز اللقاء ـ والأب يجلس بين اسرته بما فيهم زوجته وابنه الذي رصده قبل يوم ، ادخل الأب يده في جيب جلابيته وأخرج علبة سجائر وكبريت وناولهما لابنه ذاك قائلاً:”هاك يا ولدي دخن ليك سجائر الغداء”.تسبب هذا الطلب في ارتباك الابن حتى ارتجف وهو غير قادر على اجابة ما طلبه والده وهو يتمتم:”شنو؟… سجائر يا بوي؟”.رد الأب :”ايوه يا ولدي …دا سجائر زي ما انت شايفو ، وانت ما تفتكر انا ما عارفك قاعد تدخن.لكن انت بدل ما تدخن السجائر بالدس مني ومن امك وتسرق قروش السجائر فانا افضل اشتري ليك السجائر وتدخنوا قدامنا كلنا في البيت وما تسرق ليك قروش زول تاني .. وانا مستعد اشتري ليك السجائر دا كل يوم بشرط ما تشحد زول او تسرق مني القروش!!”.
عندها بكى الابن وهو يقسم لوالده بأنه لن يدخن السجائر سواء بعلمه أو بدونه من تاريخ اليوم ، والتزم الابن بوعده فخوراً بوالده بين كل من يلتقي به راوياً له عبقرية والده التي جعلته يتخلى عن التدخين بعد أن عرضه للحرج وسط اخوانه واخواته في البيت.
وحدث في نفس الحي نموذج شبيه بهذا كانت طريقة المعالجة مختلفة وكذلك النتيجة لا تشبه مثال القصة اعلاه.فقد نما الى علم أحد الآباء خبر تدخين ابنه السجائر وكاد يجن ، وعندما وجده هاجمه بالعصا وهو يقسم ويلعن يوم عرفه.وهرب منه الابن لحظته وعاد الى البيت وهو نظيف الجسم والرائحة… لكن الابن لم يتخلَّ عن التدخين فهو يمتنع فقط في وجود والده.
ورسالة مني لكل أخ مدخن وكل أخت مدخنة للسجائر… وحقيقة هي رسالة في شكلها لكنها طلب ولو يسمح غير المدخنين او انوب عنهم في طلبي…. فانا لست ضد تدخين اي شخص يريد التدخين وكذلك لا استطيع نصب نفسي، عليه القول بان التدخين خطأ أو صواب فالخيار للعاقل ، لكن اقول كما لا اريد ارغامك أو مجرد مناقشة موضوع تركك التدخين نرجو أن تكون محترماً ولا تغصبنا على مشاركتك دخان سجائرك !!
لويل كودو – السوداني
3 مارس 2010م
grtrong@hotmail.com