عالمية

روبرت غيتس .. سقوط الرئيس اليمني سيكون مشكلة فعلية لواشنطن


[JUSTIFY]أبدت الولايات المتحدة الأميركية موقفا أكثر وضوحا إزاء الأزمة السياسية التي تعصف باليمن حاليا. فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الأحد، أن سقوط الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتسلم حكومة «موثوقة أكثر» مكانه سيطرح «مشكلة فعلية» للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم القاعدة.
وقال غيتس في برنامج على شبكة «إيه بي سي» الأميركية: «إذا سقطت هذه الحكومة، وإذا حلت محلها حكومة تكون موثوقة أكثر؛ فسنواجه تحديات إضافية في اليمن، ما من شك في ذلك. إنها مشكلة فعلية». وأضاف أن «الجناح الأكثر نشاطا، وقد يكون الأكثر عنفا في (القاعدة)، تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يتحرك انطلاقا من اليمن، ونحن نتعاون مع الرئيس صالح وأجهزة الأمن اليمنية في مكافحة الإرهاب». وتطالب حركة احتجاج شعبية منذ نهاية يناير (كانون الثاني) برحيل صالح الذي تتزايد عزلته في البلاد، والذي جعل من مكافحة «القاعدة» أساس علاقاته مع واشنطن.

وفي موضوع آخر، أظهرت وثيقة دبلوماسية سربها موقع «ويكيليكس» أن الولايات المتحدة كانت تتساءل منذ 2005 حول الخليفة المحتمل للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وأثارت بشكل خاص اسم اللواء علي محسن الأحمر. ورأى السفير الأميركي توماس كراجيسكي في وثيقة تحمل تاريخ السابع عشر من سبتمبر (أيلول) 2005 أنه «في حال وفاة أو تقاعد صالح (قبل انتهاء ولايته لحالية في 2013)، فإن خليفته سيكون بشكل شبه مؤكد ضابطا في الجيش، وعلى الأرجح سيكون من قبيلة سنحان» التي ينتمي إليها صالح. أضاف السفير أن «نجل صالح، أحمد، هو الخيار الأكثر بديهية، إلا أن هناك شكوكا كثيرة حول قدراته». وأشار السفير إلى اسم علي محسن الأحمر، «الذي ينظر إليه عموما على أنه الرجل الثاني الأكثر نفوذا في البلاد»، ووصفه السفير بأنه «القبضة الحديدية» للرئيس. وتشير الوثيقة إلى أن ترشح الأحمر لن يكون موضع ترحيب في الولايات المتحدة وفي دول أخرى من المجتمع الدولي «بسبب أسلوبه المثير للجدل في التعامل مع الإرهابيين والمتطرفين».

وبحسب الوثيقة، فإن الأحمر «يعتبر أنه كان خلف إنشاء جيش عدن – أبين»، وهو مجموعة مسلحة متطرفة في جنوب اليمن مسؤولة عن أعمال عنف. كما أن الأحمر يعد «مقربا من تاجر الأسلحة فارس المناع» بحسب الوثيقة. وكان الأحمر أعلن في 21 مارس (آذار) انضمامه للحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام، مما شكل ضربة قاسية لمعسكر صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. وبحسب الوثيقة الدبلوماسية، فإن الأحمر «معروف بميوله السلفية، وبدعم أجندة أكثر تشددا من صالح». وطرحت الوثيقة بعض الأسماء الأخرى المحتملة لخلافة صالح، ومنها نائب الرئيس عبد ربه منصور الذي وصف بأنه «شخصية تحظى بالتمثيل». كما أشارت الوثيقة إلى شخصيتين جنوبيتين هما رئيس الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان إضافة إلى محمد سالم باسندوة.

وتتخوف الولايات المتحدة من أن يكون لانهيار النظام في اليمن مردود سلبي على جهود الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة، والتي يعد نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حليفا فيها. ويعاني اليمن من حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة في البلاد، كما يعاني من موجة عنف تقوم بها عناصر تدعو إلى انفصال الجنوب عن دولة الوحدة، ويحاول تثبيت هدنة هشة مع المتمردين الحوثيين في الشمال.
[/JUSTIFY]