عالمية

خطاب أوباما عن ليبيا هز صورته

كتب كارل روف، كبير مستشاري الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، في مقاله بوول ستريت جورنال أن الحروب، حتى الجيد منها، تتطلب تفسيرا وتبريرا وجيهين. وهذان الأمران كانا مفقودين في خطاب الرئيس باراك أوباما للأمة يوم الاثنين الماضي. وبدا واضحا أن تصريحاته كانت متناقضة ومربكة وغير صحيحة تماما.

فقد قال أوباما إن مصلحة إستراتيجية هامة كانت على المحك في ليبيا وهذا صحيح. لكن أعضاء من فريقه للأمن القومي يبعثون رسالة متضاربة مع ذلك.

وقد أصر الرئيس على أن أميركا اتخذت سلسلة من الخطوات السريعة في غضون يومين لكن الواقع هو أن الإدارة ترددت أكثر من أسبوعين. وزعم أوباما أن أميركا، بتوجيه منه، قادت جهدا لتكوين منطقة حظر جوي لحماية الشعب الليبي.
والحقيقة هي أن التوجيه والقيادة جاءا من الفرنسيين والبريطانيين وحتى الجامعة العربية. والفضل يرجع للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اللذين دفعا من أجل القصف وإلا فإن أوباما ربما يكون لا يزال يدرس الإجراء بدل اتخاذه.
وعلق الكاتب بأن أوباما عندما كان مرشحا للرئاسة رفض تحالف 40 دولة في العراق وعندما أصبح رئيسا ها هو يحتفل الآن بتحالف من 15 دولة تعمل في ليبيا. وقد أصر أيضا على أن قيادة العملية ستنتقل بسرعة من أميركا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليعطي الانطباع بتحويل المهمة إلى هيئة دولية.

ولم يذكر أوباما أن الناتو يُقاد بواسطة أدميرال أميركي هو جيمس ستافريديس. وهكذا انتقلت عصا القيادة من جنرال أميركي إلى أدميرال أميركي.
وقال روف إن الرئيس قال إنه أوضح أن القذافي فقد ثقة شعبه وشرعية القيادة وإنه يجب أن يتنحى. لكنه رغم ذلك لم يقدم إستراتيجية حقيقية لإزالة الدكتاتور الليبي. وعندما يقول الرئيس الأميركي إن على شخص ما أن يرحل فيجب عليه ذلك. وإذا بقي في السلطة فإن مصداقية أميركا تتقوض ويتجرأ عليها خصومها.
وعدد الكاتب بعض التناقضات في مواقف أوباما وقال إن هذا التشوش يزيد الشعور بأنه متردد وضعيف وغير مسؤول حتى وهو يفعل الشيء الصواب.

ودلل روف على تدني سمعة قوة أوباما باستطلاع للرأي لمؤسسة غالوب نشر أمس بين أن 52% من الأميركيين يرون الرئيس أوباما زعيما قويا وحاسما بعد أن كانوا 60% العام الماضي و73% في أبريل/نيسان 2009.
وأضاف أن مشكلة أوباما هي أن تناوله لتحديات السياسة الخارجية مثل ليبيا تزيد من ضعف صورته. وكقاعدة عامة الزعماء الأقوياء يعاد انتخابهم أما الضعفاء فلا.

الجزيرة نت