عالمية

كاتبة ليبية : سافضح نظام القذافي اذا نجحت الثورة

[JUSTIFY]قالت الكاتبة الليبية وفاء بوعيسى: سأنتهز أول فرصة بعد سقوط النظام الليبى برئاسة العقيد معمر القذافى وسأخرج بأول قناة تستضيفنى وأقدم كل ما لدى من معلومات ومن أسرار، وسأكشف بالتفاصيل والتواريخ والأسماء والأماكن ما قام به هذا النظام ضدى من قهر وقمع جعلنى مضطرة للكذب على أهلى لأترك ليبيا وأقيم فى هولندا كلاجئة.

smal320113117411

وأضافت وفاء بوعيسى فى تصريحات خاصة لــ”اليوم السابع” إن السبب الرئيسى الظاهر للعيان حول هجرتى إلى هولندا كلاجئة سياسية، هو أنه فى عام 2008 كانت هناك حملة تكفير واسعة شنها ضدى بعض مشايخ أوقاف مدينة بنغازى، على منابر أكبر عشر مساجد ببنغازى، بمناسبة صدور روايتى الأولى “للجوع وجوهٌ أخرى” والتى تدور أحداثها عن فتاة ليبية مسلمة اعتنقت الديانة المسيحية.

وتوضح “بوعيسى”: دار لغط حاد بالشارع الليبى، الذى تلقّف الرواية على أنها سيرتى الذاتية، وأننى شخصيًا بطلة هذه الرواية، وأننى أسعى من خلالها لتقديم نفسى نموذجاً للآخرين فيحذون حذوى، وانبرت الأصوات من كل مكان تحمّلنى مضامين عمل روائى دار فى فلك المخيال، وتخلى عنى الأصدقاء وتنكر لىِّ الأقرباء، وحتى عملى تراجع وتعثر، بل إن البعض تقدم للسلطات وطالب بمحاكمتى، والبعض تطرف فى رأيه ودعا لسحب جنسيتي، بحجة أنى تعرضت للمجتمع الليبى بروايتى ونلت منه عندما وصفته أنه مجتمع متخلف ولا يحترم المرأة، ثم زادت الأمور قتامةً عندما تسربت فتوى من أدراج جهاز أوقاف بنغازى تقول أن ما كتبته بروايتى المذكورة يرقى لمستوى الكفر ولا يقدم أدباً ولا نفعاً بل يستهدف النيل من دين المجتمع وعاداته.

وتضيف “بوعيسى”: وتوالت عدة أحداث بعد ذلك ووجدت نفسى أعانى قلقًا على حياتى وسلامتى الشخصية، ووجدتنى فى مركز دائرة تضيق علىَّ من الرفض والنبذ ولا أحد يمنحنى حتى فرصة صغيرة للدفاع عن نفسى ولا تفسير ما حدث، بل إن رجال الأوقاف وأئمة المساجد، قاموا بحملتهم المذكورة ضدى وإصدار فتواهم لاحقًا دون حتى أن يجلسوا معى ويناقشونى حول قناعتى وحول عقيدتى.

وتكشف “بوعيسى”: أما السبب الرئيسى لخروجى من ليبيا، وهو سياسى بالدرجة الأولى، فيتعلق بروايتى الثانية “نعثل”، وتدور أحداثها فى مملكة الحيوان، وكلها إسقاطات سياسية على الفترة الممتدة من الاستعمار الإيطالى وحتى صول القذافى للحكم، وتتناول أحداثها جرائم القذافى بحق الليبيين، بدءًا من تصفيته لزملائه فى الانقلاب وحرب تشاد، وأحداث سجن بوسليم وضرب وتهميش الطبقة المثقفة.

وتوضح “بوعيسى”: قدمت هذه الرواية على شكل مخطوط لوزارة الثقافة الليبية، من أجل طباعتها لأننى أردت الكلام من موقعى ببنغازى، وإحداث تغيير من داخل بلدى، ولكن أحداثاً عنيفة وقعت لىِّ بطرابلس فجرى استدعائى، ولم أجرؤ حتى على ذكر ما حدث معى لأقرب الناس إلى، فقررت الحصول فورًا على تأشيرة بعد أن اخترعت كذبة قدمتها لأهلى عن أننى حصلت على منحة دراسية بأوربا، وسافرت لهولندا وقدمت طلب اللجوء السياسي، وأبرزت للسلطات الهولندية نسخًا عن الفتوى التى أصدرها جهاز أوقاف بنغازى ونسخة من رواية “نعثل” التى جلبت لى غضب النظام الليبي، وحصلت على حق اللجوء.

وتضيف “بوعيسى”: بقيت لفترة طويلة أمارس كذباً على أهلى وأواصل نسج القصص لهم حتى لا أعرضهم لمزيد من الألم والخطر، ثم وصلت لمرحلة لم أستطع كتمان حقيقة كونى لاجئة أعيش فى كامبات وهم يظنون أننى أدرس، فاتصلت بأهلى وعلى وجه الخصوص شقيقتى وأبى وأفضيت لهما بما حدث لىِّ وما تعرضت له وما واجهنى حتى بعد أن وطأت قدمى أرض هولندا.

وتؤكد “بوعيسى”: كل ما رويته هذا سأجدنى مضطرة لكشف ملابساته وتفاصيله، بالتواريخ والأسماء والأماكن عندما تتحرر ليبيا من قبضة النظام حتى لا أعرض أهلى للأذى.
وتختم “بوعيسى”: سأعمل ما بوسعى للحديث عن المرأة، وحقوقها، وتنمية شخصيتها، وتوعيتها، وتشجيعها على كسر التقاليد التى تقيد حقوقها وكرامتها، لكنى سأفعل كل ذلك من مكانى هنا من هولندا، أريد أن أرى ليبيا حرة، وهذا لا شك فيه وأؤمن بتحققه وأتلهف لذلك بكل ذرة بيكاني، وأن أرى المرأة الليبية قوية، شجاعة، تشعر فى قرارتها أنها تكافئ الرجل ولا تقل عنه مكانة وأهمية، ولأن الظروف الاجتماعية غير مهيأة بعد فأنا مضطرة للبقاء بهولندا حتى أشعر بتقبل الآخرين لى ويمكننى العودة لوطنى. [/JUSTIFY]