هاجر هاشم

صديقي العزيز.. افتقدتك


[ALIGN=CENTER]صديقي العزيز.. افتقدتك[/ALIGN] ربما في كل هذه الحياة وكل هؤلاء الناس تجد واحداً فقط تستطيع أن تبكي عنده وأن تخرج كل ما يؤلمك وتضعه أمامه ككوب قهوة ساخنة .
يمتصها هو رغم مرارتها، ليس لأنه يفقد إحساس التذوق ولكن لأنه صديقك الحبيب.
في زحمة الأصوات وحركة الأقدام ورعشة القلوب تنسحب أنت بهروب إلى مكان ترتاح فيه بتغير الطبيعة والكون من حولك.
إنه صديقك.. أخيك الحقيقي.. نعم لم تنجبه أمك.. ولكن العمق الصادق أقوى من كل رحم عميق.
‭‬لا أحد بمقدوره أن يجعلك تبتسم غيره أو يزيح عنك صخور الهموم ولكن أحياناً يصبح الصديق جرحاً غير قابل للإندمال ولا متوقف النزيف.
فجرح الصديق أوجع من جرح الحبيب لأنك تجردت عنده .. وثقت بحفظه لأشيائك فجعلت كل أشيائك في حقيبة دواخله.
سييء جداً أن يكون صديقك من النوع الذي يستخدم الأسرار وقت الحاجة وسييء جداً أن تضيع فجأة كل لحظات الحب والصفاء التي بينكما.
لهذا يظل الجرح عميقاً .. لهذا تظل الدواخل حيرى من الأفعال البشعة التي تحدث فجأة.
لماذا نؤذي أصدقاءنا.. لماذا نستعجل الحكم والتنفيذ.. لماذا تضج دواخلنا دوماً بهمهمة الغدر والحقد.
لماذا نغير من بعضنا حتى وإن كنا جزءاً من بعضنا البعض.
‭‬لماذا نجعل سوس الآخرين المتعفن يلتهم قوتنا الوحيدة في بوابات الإنزلاق إلى الألم .. الوحدة.. التجرد من حنان الآخر.. من فضفضة الصديق التي ليس لها حاجز ولا آخر.
إرجع إلى صديقك.. قبِّل رأسه .. أطلب من أن يسامحك فلا شيء هناك أروع من الصداقة الحقيقية في زمن أصبح الناس يحملون فيه ألف وجه ويطوفون به في جدرانك المتهالكة.
‭‬يقولون يمكن للصداقة أن تتحول إلى حب..هنا لا ضرورة للتعليق.. تكفي الكلمات.

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 13/3/2010
hager.100@hotmail.com