حوارات ولقاءات

زعيم الشيوعيين في حوار (1-2 )

[JUSTIFY]* مثلك وزعماء الأحزاب التقليدية في السودان تُهيمنون على أحزابكم حتى إننا نعتقد أنه إذا ذهب الزعيم ذهب الحزب؟
هذا غير صحيح؛ ذهب السيد إسماعيل الأزهري وبقي الاتحادي الديمقراطي.. ذهب الشيخ علي عبدالرحمن وبقي حزب الشعب الديمقراطي، والحديث الذي يقول إذا ذهب الزعيم ذهب الحزب غير صحيح، ذهب جون قرنق وبقيت الحركة الشعبية.. توجد شريحة من الناس ليس لديها حزب وغير مقتنعة بالأحزاب القائمة، فهذه ليست مشكلة، فهذه أحزاب لها جماهيرها، إذا كان الشخص يؤيد حزب الأمة أو يعارضه فهذه مشكلة، لأنه حزب له جماهير، والذين يقولون هذا الحديث ناس ليس عندهم أحزاب وليس لديهم أحزاب بديلة وبعضهم انضموا للاتحاد الاشتراكي، وبذهاب نميري ذهب الاتحاد الاشتراكي لكنهم كحزب اسمه الاتحاد الاشتراكي لم ينقطعوا عن الكيان الذي ينتمون إليه، لكن مثلاً في حزب الأمة توفي السيد عبدالرحمن وتوفي السيد الصديق وتوفي محمد أحمد المحجوب لكن حزب الأمة بالرغم من ذلك موجود.. وفي الحزب الاتحادي الديمقراطي توفي السيد علي وتوفي إسماعيل الأزهري والحزب الاتحادي الديمقراطي مازال موجوداً.. كذلك الحزب الشيوعي توفي عبدالخالق محجوب وتوفي الشفيع والحزب الشيوعي أيضاً مواصل.. فهذا الحديث وارد من ناس ليس لديهم أحزاب وليس لديهم القدرة على تأسيس أحزاب وغير مقتنعين بالأحزاب القائمة.. ولذلك يحاولون أن يقللوا من شأن الأحزاب، ولديهم انتقادات معقولة بالنسبة لكافة الأحزاب ودورها، ويرون أن بعض الأحزاب صفر على الشمال، وهذا غير صحيح، وهي أحزاب قاومت ست سنوات نظام عبود وقام بحلها وبالرغم من ذلك واصلت نشاطها، وجاء نميري وقام بحلها لكنها واصلت نشاطها، وأعتقد أنها أحزاب أثبتت أنها قادرة على الحياة وعلى الاستمرار، والذين لا ينتمون لأحزاب من حقهم أحد أمرين إما أن يكوِّنوا أحزابًا تتجاوز الأحزاب، يعني أن يكونوا أحزابًا تقدِّم ما لم تقدمه هذه الأحزاب، وهذا احتمال وارد لكنه غير قائم، لذلك الحديث عن الأحزاب والتقليل من شأنها قائم على نقد يساعد على تغيير الحياة الحزبية والسياسية في السودان.
* كنا نتوقع أن ينتخب الحزب في مؤتمره العام الأخير قيادة جديدة لكن هذا لم يحدث.. لماذا؟
هذا السؤال من المفترض أن يوجَّه للمؤتمر العام ولماذا يريدون انتخاب قيادة جديدة؟ أنا لا أعرف ما هو الشيء الذي يبنون توقعاتهم عليه.. لكن الحزب انتخب القيادة الحالية والمؤتمر الذي ينتظرونه انتخب هذه القيادة.
* لكن يا أستاذ الجميع كان يتوقع انتخاب قيادات أخرى؟
من المفترض أن يسألوا المؤتمر لأن العملية الانتخابية في المؤتمر كانت مفتوحة للناس، فهناك المرتشحون ولجنة الانتخابات والتصويت ولجنة الفرز كانت كلها أشياء شفيفة جدًا، ولكن الحقيقة أنه يوجد بعض الناس لا يريدون بقاء الحزب الشيوعي نفسه، لذلك يتمنون أن تظهر قيادة تُنهي الحزب الشيوعي وهذا لن يحدث والحزب الشيوعي قادر على تجديد كيانه وتجديد قيادته.
* الحزب الشيوعي هو نقد.. بم تعلق على ذلك؟
هذا كلام فارغ.
* في رأيك لماذا لا يقود الحزب الشيوعي الشباب؟
أنا لا أحدِّد ذلك والذي يحدد هو اللجنة المركزية والذي يحدد هو المؤتمر، فالمؤتمر هو الذي انتخبنا ومن المفترض أن يعملوا حملة للمؤتمر القادم لينتخب قيادة جديدة ويوجد بعض الناس لديهم نوايا حسنة لكن يوجد بعضهم يتمنون أن يذهب الحزب الشيوعي وحاولوا أن يشكلوا أحزابًا جديدة في البلد، فالحزب الشيوعي حزب قديم لكنه ليس طائفيًا ولا يعتمد على القبيلة، والذين يريدون ذهاب الحزب الشيوعي عليهم أن يكوِّنوا أحزابًا تتجاوز الحزب الشيوعي.
* يؤخذ على الحزب الانغماس في السرية الأمر الذي جعله حزبًا صفويًا ولا يعرف طريقاً إلى الجماهير؟
نحن لا ننغمس في السرية بدليل أنه لما وجدنا فرصة بعد أكتوبر فتحنا باب الحزب ودوره في كل أنحاء السودان وحتى الآن اليافطة الموجودة هي منذ تكوين الحزب، ونحن لا نحبذ السرية لكن أي فرصة وجدناها عملنا بها.
* يعني الآن عملكم جهراً وليس سراً؟
لكن إذا صودر النشاط القانوني للأحزاب لا نبطل عملنا ولا نتركه إنما نلجأ إلى العمل السري، ونحن لسنا وحدنا الذين قمنا بعمل سري، فجميع الأحزاب عملت به، مثلاً الاتحادي الديمقراطي عمل في السر كذلك حزب الأمة والأحزاب الجنوبية.
* كنت قد ترشحت للرئاسة.. لو أن الظروف ساعدتك وصرت رئيساً هل تستطيع إدارة البلاد؟
ود دكيم في المهدية قال إنه سوف يشرب البحر، وعندما جاءوا به لكي يشرب البحر قال: أنا لا أشربه وحدي وإنما أشربه مع ناسي، فأنا لا أدير البلد وحدي، ولو بقيت رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو نائبًا في البرلمان لا أؤدي هذه المهمة وحدي، سوف تكون هنالك لجان متخصصة تعرف العمل وتقوم بتحضير المواد والمقترحات والحلول، فكيف أصبح نميري رئيس جمهورية؟، وكيف أصبح أزهري رئيس مجلس السيادة؟، وكيف أصبح عمر البشير رئيس جمهورية؟ وأي رئيس جمهورية له مستشارون… لكن يوجد بعض الناس يتمنون إذا أصبحوا من الصباح لا يجدون الحزب الشيوعي، وهذا لن يحصل سوف نكون نحن موجودين.
* نقد لعب دوراً في امتصاص حدّة الاستقطاب بين الإسلاميين والشيوعيين.. إذا ترجلت عن ساحة الحزب.. كيف تتصور حالة الشد والجذب بين الحزبين؟
أنا لا أعمل منفرداً ولا أتخذ قراراً منفرداً، والهيئات القيادية في الحزب هي التي تحدد تحالفاتنا، ومن الأشياء التي خفّفت الخلافات والحدّة بين الإسلاميين وجودنا في المعتقل مع بعض «الشيوعيين والإسلاميين» فهذا جعل الناس تتعرف على بعض، وساعدنا كثيراً، وليس لنقد حاجة خاصة في شخصيته، ولكن مازالت هناك بعض الخلافات وحتى الآن لم يحدث تعاون بين الشيوعيين والإسلاميين.
* ما هو الحل لهذه الخلافات؟
الخلافات دائماً المسؤولون عنها الطلبة، ونحن لا نتدخل في العمل الطلابي بل نجتمع معهم فقط للعمل الحزبي والوجهة العامة وخط الحزب العام.. لكن انتخاباتهم وتحالفاتهم هم الذين يحددونها.. فنحن عندما كنا طلبة في جامعة الخرطوم الحزب لا يتدخل في تحالفاتنا، نحن الذين نحدد

* تردد خروجك إلى ميدان أبو جنزير مؤخراً وأن السلطات الأمنية لم تعتقلك أصلاً وإنما ذهبت بك الى منزلك فقط.. كيف ذلك؟
أنا الذي ذهبت إلى أبوجنزير معي ثلاثة ووجدنا الناس اتحركوا من ميدان أبوجنزير للقصر وأنا كنت واقفًا في آخر المظاهرات فجاءني ناس الأمن وقالوا لي تمشي معانا فذهبت معهم للمكتب ومن المكتب ذهبوا بي إلى البيت.
* ما هو الحوار الذي دار بينك وبين رجال الأمن؟
لا يوجد أي شيء يسألونك عنه، فأنا كنت في الموكب فهل يوجد شيء يسألون عنه؟! أنا كنت في موكب أحزاب وهذه الأحزاب أخذت إذنًا وأخطرت السلطات المحلية في ولاية الخرطوم أن لديها موكبًا للقصر لتسليم مذكرة فهذا هو الشق القانوني في الموضوع.
* الكثيرون يضعون علامة استفهام حول العلاقة بينك وبين جهاز الأمن من حيث تبدو وكأنما هنالك ود بينك وبين بعض رجال الأمن؟
لا توجد أي علاقة سوى الذين كانوا يأتون إلى البيت عندما كنت في الإقامة الجبرية ولا يوجد أي ود بل يوجد «سلام حبابك» والعلاقة «يعني أنا عميل لهم أو هم عملاء لي وهذه الكلمة غير كويسة».
* بعض الجهات الأمنية لا تعتبرك عدوًا سياسيًا كأنما تأمن شرّك حيث أشار بعضُهم أنهم كانوا يعلمون مكانك وأنت في مخبئك السري وبعد أن وجدوك لم يعتقلوك.. ما سبب كل ذلك؟
السؤال موجّه لهم والظروف كانت لا تسمح بالاعتقال.
* أيهما أشد وطأة وخطراً على النظام القائم أنت الشيوعي أم الترابي الإسلامي؟
ولماذا لا يوجه هذا السؤال للنظام ويوجه لي ولا يوجه للترابي.
* الصادق المهدي هل يمكن أن يفعل شيئاً ما ويُجبر الحكومة على فعلٍ ما؟
إذا أراد أن يفعل ذلك فسوف يفعل وقد فعل كثيراً، وفي الأشياء التي يريدها يستطيع أن يضغط، «يريد أو ما يريد» هذا قرار عنده هو وليس عندي.
* أحزابنا التقليدية تحتاج إلى ثورة شبابية.. هل توافق على ذلك؟
هذه مسألة تخص الأحزاب وأنا لا أطرح مثل هذا السؤال وأهل مكة أدرى بشعابها وأهل هذه الأحزاب أدرى بمصلحتهم، وأي حزب يوجد فيه شباب وتوجد فيه قوى شبابية كبيرة.
* هل تتوقع ثورة شعبية في السودان؟
نعم أتوقع، ليست مستحيلة، لأنه توجد تجربة ثورة أكتوبر 64 وتوجد تجربة ثورة الانتفاضة 85.. وهذه تجارب لن تندثر، وسوف تظل موجودة في وجدان الحركة السياسية في السودان.. لكن متى تحدث هذا موضوع آخر.. وعندما تتوفر ظروفها سوف تتم وهي ليست تمثيلية ولعبة.. الانتفاضة تأتي بعد أن تكتمل كل مقوِّماتها وكل شروطها وهي ليست طبخة بالليل يطبخها بعض السياسيين.. بل عندها مقدِّماتها وإرهاصاتها.. الأحزاب، النقابات، الحركة الطلابية، الحركة النسائية، كلها تتجمع مع بعض، مثل السحاب يتجمع مع بعض، وبعد ذلك تنزل الأمطار.
* الرئيس عمر البشير صرح بأنه سوف يتنحّى في حالة عدم الاعتراف به كرئيس؟
لا أود التعليق على هذا السؤال
* الأستاذ محمد الحسن الأمين في حوار له مع «الإنتباهة» قال: إذا هم خرجوا لإطاحة النظام سوف نخرج أضعافهم.. ما هو تعليقك؟
هذا الحديث لا يهددنا، وأنا كواحد من المعارضين هذا الحديث لا يهددني، وسمعنا هذه التهديدات من نميري ونظام عبود بالرغم من ذلك حدثت ثورة أكتوبر وحدثت الانتفاضة.
* هل تستطيع أحزاب جوبا الضغط على النظام؟
أحزاب جوبا لم تدّعِ أنها وحدها سوف تُسقط النظام لأن الأحزاب وحدها لا تُسقط النظام، وتوجد الأحزاب والنقابات والروابط القبلية والحركة الطلابية والحركات النسائية.
* كيف تنظر إلى الحكومة ذات القاعدة العريضة؟
أنا لم أسمع أن حزبًا وافق على المشاركة، وصاحب هذا الشعار هو المؤتمر الوطني، ونحن حتى الآن لم يجتمع معنا، وجائز أن يكون اجتمع مع الأحزاب الأخرى.
* ما هي علاقة الحزب الشيوعي بالحركة الشعبية؟
علاقة جيدة جداً، حتى عندما كانت بعض الأحزاب الشمالية معادية للحركة نحن كانت علاقتنا معهم علاقة كويسة.
* كيف تنظر إلى نتيجة الانفصال؟
الانفصال نتائجه سلبية على الشمال وعلى الجنوب «على الطرفين».
* هل تعتقد أن دولة الجنوب سوف تكون عدائية؟
ليس بالضرورة أن تكون هنالك مجموعات في الشمال معادية للجنوب وتوجد مجموعات في الجنوب معادية للشمال، لكن هذا ليس هو الرأي العام وسوف يكون هناك ناس في الجنوب ضد الشمال و«العكس» لكنها ليست الصورة العامة.
* ما تفسيرك لوجود حركات دارفور في جوبا؟
وجود حركات مسلحة في الخرطوم هذا لا يمكن لأنها ضد حكومة الخرطوم، لكن الجنوب يأخذ في الاعتبار أن دارفور والجنوب والأنقسنا وجنوب النيل الازرق هذه مناطق مهمّشة وعلاقاتهم قديمة وأنا أعتقد أنهم انطلاقًا من الجنوب لن يقوموا بعمليات عسكرية ضد الشمال ووجودهم في الجنوب وجود سياسي وليس عسكريًا.
* كيف تنظر إلى إستراتيجية دارفور؟
دارفور الآن مقسّمة إلى شمال دارفور وجنوب دارفور، ودارفور كانت مملكة، وكان لديهم نظام وتقاليد، والتقسيم الإداري الذي تريده الإنقاذ لن يؤدي إلى نتيجة ما لم يجلس أهل دارفور مع بعض ويقدموا الحل الذي يرونه مناسباً.
* رايك مفاوضات الدوحة؟
أنا غير متابع، ومن الإعلام لا أستطيع أن أحكم، ونحن نقابل طرفًا واحدًا هو الحكومة، أما الطرف الآخر فلا نقابله، والمفاوضات في رأيي بطيئة، ومن المفترض أن تكون أسرع من ذلك.. لو قسموا القضايا لثلاثة مستويات توجد قضايا سهلة الحل ومن المفترض أن يخلصوا منها في البداية، وتوجد قضايا متوسطة ثم بعد ذلك القضايا الكبيرة، ودارفور كانت مملكة ولها تمثيل خارجي ولها مناديب مع شمال إفريقيا ومع سلطات تركيا.
* بالرغم من أن الانفصال بين الشمال والجنوب قد حدث لكن توجد بعض القضايا العالقة مثل أبيي .. ترسيم الحدود؟
طالما الطرفان «انفردوا» بالحل نحن لا نتدخل وهم الذين يتحملون المسؤولية، ولو كانوا قاموا بإشراك الآخرين شماليين وجنوبين لكان بالإمكان أن يجدوا الحل بسرعة ولكن هم «انفردوا» بالحل ويجب أن يتحملوا المسؤولية.
* كيف تنظر إلى انتخابات جنوب كردفان؟
قمنا بإرسال مندوب إلى جنوب كردفان لكن غالباً سوف يكون لنا مرشحون من الحزب باسمنا.
* كلمة أخيرة
«الله يولي من يصلح»..

صحيفة الانتباهة[/JUSTIFY]