أ.د. معز عمر بخيت

في يوم المرأة العالمي: متى يا سيدي تفهم

[ALIGN=CENTER]في يوم المرأة العالمي: متى يا سيدي تفهم [/ALIGN] الثامن من مارس من كل عام هو يوم خاص بالمرأة للإحتفاء بها دولياً وفي نفس الوقت يصبح سانحة لمناقشة القضايا المختلفة التي تمس المرأة في محاولة لاستعادة التوازن الإنساني المفقود في حق المرأة. بالرغم من أنها محاولة نبيلة للتصدي للظلم الذي يقع على عاتق المرأة من كل جوانب البشرية لكن في رايي أن المرأة كائن مقدس ويجب أن تكون كل أيام السنة مخصصة لها. لا ليس الأيام فقط بل الساعات والدقائق والثواني لأنها نبض الحياة الحقيقي ولأنها فرح الإنسانية المشرق.

في وقت سابق كتبت عن المرأة وقلت لو أنه قدر لي أن أمسك بمقاليد الأمور في السودان خاصة وأننا نمر بفترة جديدة بها أمل لمستقبل ما في رحاب الإنتخابات القادمة لسلمت مقادير الأمور في حكومتي للمرأة. لكنني أتأسف اليوم لعدم ترشحي ليس حباً في السلطة ولكن لأنني لو قدر لي أن أفوز لحققت ما وعدت به في مقالي عن المرأة والذي أستعرض بعضه اليوم هنا احتفاءً وتقديراً لدورها في صناعة الجمال والسحر والعذوبة، وفي بناء الإنسان والأسرة والمجتمع، وفي قيام الحضارة فالأنثى حضارة.

و أنا أتجول بخاطرتي في ذاكرة العطاء الأنثوي، مررت على امرأة فرعون التي ضرب الله بها مثلاً للمؤمنين و على السيدة خديجة أول من أسلم بدعوة الرسول الكريم (ص) وعلى السيدة سمية أول شهيد في الإسلام. هذا غير العديد من النساء الذين أعادوا صياغة التاريخ البشري مئات المرات وتم إسقاطهن عمداً من مرافئ التذكار. وأنا بخارطة التجوال توقفت برهة عند بعض من واقع المرأة المفروض عليها الآن وهي تمارس عرض الأزياء والأشياء تحت سيطرة الرجل الذي يرسم لها حتى مشيتها ويلغي توافق مسيرتها. لم تستغرقني طويلاً الجوانب السلبية في تفاصيل النساء لأنني في لحظة خاطفة تدفقت من أوردتي أغنية البحر الذي سكنته المرأة قبل المياه فامتطيت موجة من الصدق العارم أخرجتني من جزيرة الوهم الحاضر الذي يشكل واقعنا الآن.

تاريخ العطاء الأنثوي في وطني لا حدود له ودور النساء في صنع وإدارة الأحداث الكبيرة يمتد بطول المدى برغم التعتيم المتعمد. وأجد فيما قدمته والدتي العظيمة الأستاذة زكية مكي عثمان أزرق عليها رحمة الله مثالاً رائعاً للعطاء الكبير بلا زخم، ومشاركة فعالة في بناء الوطن بدءاً من تربية النشء عبر مهنة التعليم السامية. كانت امرأة من نور، بعيدة عن الأضواء برغم شمسها المشرقة في كل مجال ولجته مثل العمل الاجتماعي كتكوين الاتحاد النسائي وجمعية المرشدات السودانية، كما أن العمل الطوعي كان من أهم معالم عطائها وحياتها. وهكذا توالت ينابيع العطاء الأنثوي في بلادي لتلغي بداخلي عتمة العطل الدماغي الذي يصيب عارضات الأزياء فيمشين على طاولة التداعي كمن لا مخيخ له. وبدءاً من الأسبوع القادم سأقوم على عدة مقالات بنشر مذكرات الوالدة عليها رحمة الله في هذا المكان تحت عنوان مشوار في حياة امرأة سودانية (زكية مكي عثمان أزرق).

في هذه اللحظات النادرة من عمر الحلم ألهمني الله باقتراح للأمة السودانية المغلوبة على أمرها ولو تم تنفيذه لحلت جميع مشاكلها و إلى الأبد. قبل الدخول إلي بادرتي العبقرية لابد من الاعتراف بأن للمرأة طموح سياسي واقتصادي وعلمي وأيديولوجي أصبح يتفوق في هذا الزمن الصعب على طموح الرجل بالإضافة لتفوقها العاطفي وحسن تصرفها. والأعظم من ذلك أن المرأة لم تعرف الفساد الذي يعشقه الرجل خاصة في مجال السياسة والذوق. وللمرأة حس خاص بالنظافة والجمال. كما تربي الأجيال و تتحمل الكثير من الأعباء المنزلية و الاقتصادية في هذا العصر القاسي. والشاعر نزار قباني يقول أن الأنثى حضارة وأنا أقول أنها تتفوق في حضارتها وتقدمها وانتمائها على الرجل بآلاف السنوات الضوئية.

الآن لا بد من القول أن الرجل فشل فشلاً ذريعاً في حكم السودان بسبب الصراع التستستيروني فخاب في جميع العصور القوم الذين ولوه أمرهم. دعونا الآن نقدم طرحاً استثنائياً يمنح المرأة قيادة مسيرة البلاد لفترة انتقالية غير مشروطة. اقتراحي أن تصبح المرأة حاكمة ورئيسة للوزارة ووزيرة للخارجية والداخلية والشئون الإنسانية والدفاع المشترك والمالية والاقتصاد الحر والتربية والتعليم والبحث العلمي والسياحة ولتبقى حاكمة للولايات ومحافظة للمدن. عندها سترون كيف سيحل السلام في الوطن وكيف ستخضر الأرض بالأشجار والأزهار والماء و الوجه الحسن. وكيف ستختفي الأوساخ من الطرق وستصبح الأرصفة على جميع الشوارع منسقة تحمل كل لمسات الجمال والأناقة وسينتحر الفساد و يهرب الظلم والظلام. انظروا إلى سبأ، فبلقيس لم تكن نبية ولا رسولة. وانظروا إلى اسكندنافيا التي تحكمها النساء كيف كانت قبل حكمهن حين حصدتها الملاريا وكيف هي الآن تقهر الطبيعة القاسية والموارد الضعيفة لتتحول لجنة على الأرض ولقوة اقتصادية ضاربة تصنع من الإبرة إلى الصاروخ.

امنحوا المرأة القوة والحب والثقة، ستمنحكم وطناً بحجم الإخلاص، وفرحاً بنكهة الأمل وعافية بطعم الرحمة والأمان. وستلهمكم وستمجدكم و ستزرعكم نجوماً في سماء الإبداع.

مدخل للخروج:

يا امرأة توثق عصب الرؤيا والإصرار.. يا امرأة تعرف كيف تقود النصر بكل وقار.. يا امرأة بين يديها الحق شعار.. وديار تنهض خلف ديار.. لأنين الناس وللأنفاس لجرح النجوى والأقدار.. يا امرأة صارت في خارطة المجد إطار.. يا امرأة تعرف كيف ستبني بين ضياء الحب وبين ظلام الزمن الصعب جدار..

معز البحرين
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com

تعليق واحد

  1. يارب يحقك حلمك لم اعرف انا هناك اناس يشاركوني فيما اتمناه كنت قد تمنيت ان تفوز السيدة فاطمة ليس لانها قادرة فقط لانها امراة