منى سلمان

وديدّة الشديدة ..!!


[ALIGN=CENTER]وديدّة الشديدة ..!![/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]في علم النسوان تصنف (وديدة) ضمن النسوان الشديدات شدة الحرامي النطا السلك الشايك ودودر الكلب، تقول الحكمة الحذر لا يمنع القدر .. فرغما عن سطوة وسلطان (وديدة) على زوجها حاج (طنطاوي) وشطارتها وإتقانها لفن تكيش الأزواج وعملها بسياسة (الكيشة ريسو وتيسو) إلا إنها في الظاهر كانت مثال الزوجة المطيعة المن اليد للخشم وقد أكد العارفون لحقيقة الأوضاع بأنها السبب في معاناته من الضيق ونشاف الريق .. ولذلك ودونا عن سائرالنسوان كانت من النوع الذي يستبعد اصابتهن بفادحة (الطبّيق)، إلا أن سهم القدر نفذ بأن جعل حاج (طنطاوي) الذي أعيته الحيلة في أن يسوسها يلجأ لحكمة أهلنا الكبار (المرة بدقوها بي أختا) فلم يتوانى عن توجيه الضربة القاضية على أم رأس كبريائها الجريحة بشابة ثلاثينية رباعية الصفات (هينة ولينة .. وديعة وحنينة) .. وشغلت باله.
قالت باكية للنسوة اللاتي تجمعن لمواساتها وهن شامتات:
أريتو كان مات قبال ما يغبّى ويجيهو صايب العرس بعد الخرف.
أمنّ على دعوتها وهن يمصمصن الليمون متحسرات: أريتو!!
سعى حاج (طنطاوي) بكل ما تبقى له من حنكة وعقل للفصل بين القوات فأسكن إحداهن الهند وجعل الأخرى من قاطني السند، ورغما عن ذلك تمكن ناقلي الخبارات من وصل خطوط الإمدادت الشمارية وتذويد (وديدة) بكل مجريات الأحداث عند (إلهام) العروس الجديدة .. فعندما علمت بخبر حمل العروس ورغم أن (حمودي) – آخرعناقيدها – قد إنتقل للصف الثاني، إلا إنها (طِرت) الولادة من جديد كيتا في العروس، وعندما دخلت (إلهام) شهر حملها الأخير كانت (وديدة) تدفع أمامها كرش السبعة وكأنها كرش السبعين .. تحملت في جلد معاناتها مع الحمل البعد الكبر وكانت سعيدة بدخولها لحلبة التنافس على إفراغ جيوب الحاج في تجهيزات الولادة بل واصرت أن تتابع عند نفس الأخصائية التى تعود (إلهام).
على صالة الإنتظار المكيفة للأخصائية النسائية في ذلك المستشفى التخصصي الأنيق جلست (إلهام) تنتظر دورها للدخول عندما رفعت رأسها تراقب دخول إحدى القادمات والتي تسير بصعوبة مستندة على كتف شاب في العشرينات من عمره .. نظرت إليها في فزع ثم حاولت أن تغطى وجهها بطرف الثوب .. تابعت مسيرتها حتى جلست على كرسي وتوجه الشاب نحو الكاونتر ليتحدث مع مسجل الدكتورة .. فقالت لنفسها وهي ترمقها من خلف الثوب:
ياها والله (وديدة) المكعبرة الما بتغباني .. هسي الحاج ده ما بالغ .. ما دام عارفني الليلة جاية للدكتورة ليه خلاها تجي هي برضو؟!!
ما أن إلتقطت (وديدة) أنفاسها وجالت بعينيها تتفقد المكان حتى ارتفع صوت المسجل ينادي على (إلهام) لتأخذ دورها في الدخول .. راقبتها (وديدة) بعيني صقر حتى توارت خلف باب غرفة الكشف وهي تقول لنفسها:
إلهام!! .. أريتك بالهم الما بتلم .. شوفوها ماشة بي جنباتا زي فرامة الملوخية كيفن وتنفخ في نخرينا التقول الخرتيت.. يقولوا ليك صغيرة وعمرا تلاتين .. وحاة اسم الله تلقيها فاتت الأربعين بي غادي.
عاد إبنها (جمال) ليجلس بجوارها بعد أن سجل إسمها للمقابلة، فقد حضر معها بالعربة حسب طلب أبيه .. مالت عليه وقالت:
شفتا يا ولد مرة أبوك؟ .. ياها ديك الداف الدخلت علي الدكتورة.
أجابها مطيبا لخاطرها:
ما تشتغلي بيها يا والدة .. خلينا في حالنا أحسن.
صاحت فيه:
نخلينا في حالنا ده شنو؟ .. هي كان أول خلتنا في حالنا عشان نخليها؟ .. أمرق يا ولد لي بره شوف الجا معاها منو؟ .. أبوك وللا السواق؟؟
خرج (جمال) على مضض تحت إلحاحها ثم عاد ليهمس لها:
جات مع عمي (عبد الله) السواق .. هداك واقف ليها بره.
أعملت (وديدة) فكرها للحظة قبل أن تلتفت لإبنها وتقول:
خلاص إنت أمشي .. مش قلتا عندك مواعيد في الجامعة بعد توصلني .. خلاص ما في داعي تقعد معاي .. قوم أمشي قضي مشوارك سريع وأرجع لي دابن يجي دوري.
ألحت عليه فغادر رغما عنه وهو يحذرها:
يا والدة أنا فاهمك .. عليك الله ما عايزين مشاكل مع الزولة دي.
إنتظرت على أحر من الجمر حتى تتأكد من مغادرته ثم خرجت مسرعة في خفة بعد أن نسيت جميع آلامها .. توجهت نحو عم (عبدالله) الذي ما إن رأها حتى خرج من السيارة ليحيها في إحترام .. ولدهشته أسرعت بفتح باب السيارة ودلفت إليها وهي تقول:
الحاج ضرب لي هسي في الموبايل .. قال ليك ترجعني البيت وهو براهو بيجي يسوق إلهام.
ثم أردفت في سرها:
عربية وسواق للجربانة دي؟؟ .. خليها ترجع بالمواصلات يرجع فيها القطر!!!
[/ALIGN] لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com


تعليق واحد

  1. استاذتنا، انا هسي في رباعية الصفات دي يلمو فيها كيف أما عن دقسة عمك التابع وصية الجدود الأنا شاكي في أنها موضوعة ولا اساس لها من الصحة فاعتقد انو راح سكر في موية وزولتك إلهام قبيل مرقت روحا للربا والتلاف:eek:

  2. والله يا منو دى باغتى فيها عديل كده بالله جبتيها من وين والقصة دى حصلت بالجد ولا انتى الفتيها من راسك انا خايف تكون حصلت معاك انتى زاتك
    وحشتنا طلتك اليومين الفاتو .