ذاهبة في خيال الغليان
-لم يبدأ الصباح جيداً كانت هناك غيمة تراوغ الشمس وتحجبها كل هنيهة تمزح معها مزاحاً تقيلاً، الكل يدعو الله أن يوسع الرزق هذا اليوم ويستر الجميع ويكفيهم شر السؤال.؟!
-بدأت الأقدام في القدوم من بعيد. أرجل كثيرة توزعت بين هذا وذاك. ولكن فجأة بدأت الرواكيب الصغيرة بالاهتزاز الجزئي ثم الكلي ثم الأنهيار.. دوت صافرة إنذار، دون مواعيد، ومنذ الصباح أزالوا عنهم مصدر العيش وسند الصغار.!!
-إنهم آلات تحمل آلات وآلات تحمل حجارة في صدرها، لا يهم ماذا يحدث بعد ذاك؟ ولا يهم أبداً الضياع من الوجود، كل ما يهم إزالة هذه الهياكل غير اللائقة بشوارع المدينة الغارقة في الأناقة والنظافة.!!
-لملمت الأيادي الراجفة بعض فواكهها الناجية من عملية الإبادة الجماعية، لملم الفتى المذهول أوراق الجرائد المبعثرة.!!
-وحدها صاحبة الغليان لم تستطع لملمة برادها المتكوم وسط الفواكه المدهوسة بآلات الإزالة غير الإنسانية.!!
-لم تستطع إزالة دموعها الرافضة للرحيل، حاول الفتى ذو الأوراق المتناثرة أن يمد لها يده مساعداً، ولكنها أحست وكأنها واحدة من الرواكيب التي أزيلت عن الأفواه الجائعة المنتظرة، تحطمت دواخلها كأكوابها الزجاجية، أسودت لحظاتها ككوب قهوة نسي من التحطيم.!!
-إنهم يحاولون ستر الحال ومط الغطاء وهم يصرون على مد الأيدي وتمزيق الغطاء.!!
-دعوا الرواكيب الصغيرة، أو نظموا واجهة المدينة برواكيب أجمل.. أحفظوا هؤلاء ليحفظكم الرحمن.!!
إعترافات – صحيفة الأسطورة – 29/3/2010
hager.100@hotmail.com