قير تور
مصادفات أخرجتنا للكلام
المكان الذي تحركت إليه منذ الصباح أحد أحياء ام درمان.
والمناسبة إحتفال أسري صغير بمناسبة سماية لطفلة صغيرة اختار لها والدها اسم (نقوك).
والاسم (نقوك) قد يقول البعض إنه يصادف اسم القبيلة تلك الساكنة أبيي وكذلك تلك القبيلة في أعالي النيل في كل من فاليت وغيرها..
وكذلك فهناك نوع من السمك يحمل اسم (نقوك)… وهناك أحد أجيال المخضرمين في قبيلة مرينق يحمل نفس الاسم..
…وأشياء كثيرة إذا تحدثنا عنها بهذا النمط ستخرجنا كثيراً عن الموضوع الأساسي.
وكما ذكرت بأن المناسبة كانت سماية والصغيرة التي نحتفي بها ابنة لعم لي هو اصغر اخوة الوالد، ولذا فإن فرحتنا بها كانت كبيرة وخاصة أن العم امسك بحبل الحبر سنوات عددها يقارب الخمس وهو لم يقنع برأي بعض المتهامسين بضرورة البحث عن زوجة (تنجب) وكأن الزوجة رفضت الإنجاب..
والحقيقة أرادها الله بأن تنجب الزوجة بعد زمن فحمدنا الله جميعاً ولذا فعلينا جميعاً ان نقول: مبروك للعم مالونج تونق وزوجته تونا.
واليوم الذي كنا نحتفل فيه بالمولودة ونحن جلوس تحت الخيمة، كان يبعد عنا على بعد أقل من كيلو متر واحد فقط خيمة أخرى يجلس تحتها مجموعة من إخوة لي بمناسبة تتعلق بأنثى اخرى غير بنتنا الصغيرة هذه وهي وداع إحدى زوجات الزعيم دينق مجوك هذه الفانية والدة الراحل المناضل: ميوكول دينق. والمصادفة وحدها جعلت بأن تكون يوم سماية (نقوك) هو يوم رفع فراش زوجة زعيم قبائل (نقوك)..
والقصة ليست خيالية حتى تندهشوا لها ولم تنته هنا فقط.. فقبل أن تكون للشمس زاوية حادة في سقوط أشعته على الأرض من ناحية الغرب كان الحدث الذي جاءت به الأخبار: تسمية الإدارة المدنية في أبيي. والاسم الأول: اروب موياك منجتوج.. وكنت التقيه بعد ساعتين فقط من سماعي الخبر ووجدت ايضاً الأمير كوال دينق كوال ناظر عموم دينكا وعددا من الشخصيات من ابناء نقوك التي تتواضع مع بعضها وتأتي للضواحي للمشاركة في التعزية..
المصادفة قد اخرجتني للكلام فلم يكن لي موعد سابق في اللقاء مع الذي اختارته رئاسة الجمهورية على رأس إدارة ابيي…
وإذا ظن البعض أني تجاهلت الشخص التالي فهذا ليس صحيحاً.. فأنا اعرفه جيداً وقد سبق لي أن وقفت أمام منزل أسرته في المجلد عام 2002 م التي لا تزال به دارهم حتى الآن واعرف دكانه في سوق أبيي..
…إنه رحمة عبد الرحمن الذي كان واحداً ممن ذهبوا إلى العراق ليس بحثاً عن المال، إنما تلبية لنداء القومية العربية وقتذاك عندما كان الواجب يحتم على السودان الوقوف ضد أطماع الفرس..
…وثم أن عاد رحمة إلى السودان وغادر المجلد عام 1983م ليستقر في أبيي وعمل منزلاً هناك… والآن هو نائب حاكم ابيي…!!؟؟
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 985- 2008-08-11 [/ALIGN]