هاجر هاشم

من عمق الحقيقة

[ALIGN=CENTER]من عمق الحقيقة [/ALIGN] *امرأة المنديل المبتل إشارة للوضع الخطأ.. تكومت في يابسة الحضور الشحيح وتناست تماماً أنها بؤرة إنسانية.

* لكن رغم ضباب اللحظة والذاكرة المهتزة تحمل طفلتها بحنان الأم، كيمياء الأم غلب على كيمياء التوهان.

* وما زالت الطفلة تلهو بيديها وهي مشطورة القدمين على جنبة أمها اللا واعية من محصلات الوصول.

* أحياناً تداعب المنديل المنحشر بكبره على الفم الحنون ثم تتركه وتلهو مع المارة، لا
تدري الآن أنها تسكن حيث تقف، وتنام حيث تتجمع خطايا الآخرين.

* إنها الطفلة المرهونة بحليب السلسيون فجع الأمنيات.. ذهاب الممكن المأمول.. حضور اللحظة على وجه الطريق.

* هذه الطفلة هل تكون نقاط الماء في العطش الشديد.. سأقول في القصة إن الأعمدة استاقمت اخرجت ظلاً كبيراً للجلوس، وأن الرغيفات تدافعت نحو الأيدي التي طال انتظارها، وأن الأزقة أصبحت للعبور لا للسكن، وأن الطفلة اخترقت قوانين البيوت تنام
بين الباب والجدران.

* سأقول للسائل عن أرصفة الشوارع كلهم صاروا الآن تحت السقف فوق سرير بين الحائط الممشوق.

* سأقول أن مدينتي أم حنون وأن مياهاً فاضت وأن عبورها بالليل أو بالصبح واحداً ليس هناك فارق.. ليس هناك أشباح ولا جوعى ولا رعب حتى الأعمدة تنام وتنطفيء.

* إنها الطفلة تفيض براءة لكنه وعد القدر.. هكذا جاءت وعاشت وستكبر في نفس الطريق.

* حيث المداخل مغلقة والمخارج مغلقة والسقف عار من ملاذات الصقيع.

* والأرض تحمل ألف شيء.. ألف وجه.. ألف بيت، لكنها ضاقت.. كلها ضاقت إلا الطريق.

* ستكونين في القصة طفلة تكبر في بيت كبير، جملة تكتب من كل الجهات، نوافذ لا تغلق، تحاورين الماء.. تمرين عبر السلالم للبنايات المستطيلة.

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 2/4/2010
hager.100@hotmail.com