تحقيقات وتقارير

أسامه بن لادن ذكري خروج حزين من السودان


[JUSTIFY]في منتصف الستينات توفي محمد بن لادن والد أسامة إثر اصطدام طائرته المروحية بجبل الطائف، وكان عمر أسامة وقتها سنوات، ترك الوالد ثروة تقدر بحوالى 900 مليون دولار وتولَّى ابنه البكر سالم الإشراف عليها إلى أن قُتل عام 1988م، حين تحطمت طائرته الخاصة ـ أيضًا ـ في تكساس بالولايات المتحدة.
ومما ذكرته الأخبار الواردة منذ الأمس أن زعيم القاعدة قُتل بطلق ناري في الرأس وأنه تحطمت مروحية أمريكية أثناء عملية الدهم نتيجة عطل ميكانيكي، ما أجبر القوة المهاجمة على تدميرها فكانت نهاية بن لادن الذي شغل العالم.. وقد مكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفييتى لأفغانستان فى سنة1979 م.. وفي سنة 1984م أسّس الرجل منظّمة دعويّة سمّاها «مركز الخدمات» وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم «معسكر الفاروق» لدعم وتمويل المجهود الحربي «للمجاهدين الأفغان» «وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد». ودعمتهما «المنظمة والمعسكر» كلّ من الولايات المتحدة، باكستان، السعودية ومصر وعدد من الدول التي رأت في الغزو السوفييتي خطرًا عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.و شارك أسامة مع «المجاهدين الأفغان» ضد «الغزو الشيوعي» وكان له حضور كبير في معركة جلال آباد التي أرغمت الروس على الانسحاب من أفغانستان وبانسحاب القوّات السوفييتيّة من أفغانستان، وُصف ابن لادن «بالبطل» من قبل السعودية ولكن سرعان ما تلاشى هذا الدّعم حين هاجم ابن لادن الوجود الأمريكي في السعودية إبّان الغزو العراقي للكويت سنة1990م، بل وهاجم النظام السعودي لسماحه بوجود القوات الأمريكية التي وصفها ابن لادن «بالمادية» و«الفاسدة» لم تكتف وزارة الداخلية السعودية بمنعه من السفر بل وجهت إليه تحذيرًا بعدم ممارسة أي نشاط علني، لكنه بادر بكتابة رسالة عبارة عن نصائح للدولة قبيل الاجتياح العراقي للكويت.. وبعدما ساءت الأحوال عقب الغزو العراقي ولعدم التزامه بالتقييد المفروض عليه وبسبب تجميد نشاطه، غادر السعودية عائدًا إلى أفغانستان وكان قد أسس مركز عمليات جديد وذلك بعد تأسيسه المنظمة الدعوية عام 1988م، وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة «المجاهدين العرب» قدومًا وذهابًا والتحاقًا بالجبهات. وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة، ومن هنا جاءت تسمية سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار ـ أول محطة استقبال مؤقت ـ للقادمين إلى الجهاد قبل توجههم للتدريب ومن ثم المساهمة في الجهاد ومعسكرات التدريب والجبهات. واستمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن، وهنا خرج الأميركان بانطباع أنها اسم لتنظيم إرهابي يهدف إلى إطاحة حكومات الدول الإسلامية الراديكالية واستبدالها بحكم الشريعة، وأن القاعدة تعادي الغرب وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية ـ بصفة خاصة ـ العدو الأول للإسلام وعلى كل المسلمين أن يحملوا السلاح ضدها. وكان اعلانه الجهاد ضد الأمريكيين.
قدم أسامة الى الخرطوم عام 1992م، وذلك بعد تلاشي الدعم السعودي عنه وخلال إقامته وقعت أحداث الصومال واليمن وانفجار الرياض، ويفتخر أسامة بالعمليات التي تمت ضد المصالح الأميركية في هذه الأماكن، لكنه لا ينسبها مباشرة لنفسه وإنما يعتبرها من دائرته العامة. بعد هذه الأحداث تعرض السودان لضغط كبير من أميركا ودول عربية لإخراج بن لادن أو تسليمه، وتحت هذا الضغط خرج هو ورفقاؤه إلى أفغانستان مايو 1996م . ومنذ أن وصل هناك بدأت الأحداث تتتابع بشكل درامي من انفجار الخبر إلى استيلاء طالبان على جلال آباد إلى محاولة خطفه هو شخصيًا إلى بيان الجهاد ضد الأميركان الذي أصدره في نوفمبر 1996م وغيرها من الأحداث التي شغلت العالم.
ومما يذكر عن فترته في السودان انه عاش في السودان كلاجئ غني وكانت لديه فرس يستخدمها تعد من افضل الخيول في مضمار سباق الخيل وتسمى«اسرع من الريح»
ومما يذكر أيضًا أن فرسه وإحدى الخيول آلت الى نجل الترابي عصام.. وهو من المهتمين بالخيول وتربيتها ورأى ما آلت اليه حالها.. ونقل عن عصام :«كان اسامة يحب أن يقفز على خيوله ويطلقها مع الريح». وأن بن لادن كان يحرص على العناية بهذه الخيول، ولذلك فإن أقل ما يمكن أن يقوم به هو أن ينفذ له رغبته.. ولذلك قام عصام الترابي بشراء الفرس والحصان الآخر ليهتم بهما.. بعد الخروج الأخير لراعيهما بن لادن.

الانتباهة
[/JUSTIFY]